"سفير الرياض في صنعاء تلبية لمطالبة الأذرع الإيرانية..

سلطنة عمان تنجح في جمع السعوديين والحوثيين على طاولة محادثات نادرة

المحادثات بين السعودية والحوثين تركز على معاودة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل ودفع رواتب الموظفين العموميين وجهود إعادة البناء وإطار زمني لخروج القوات السعودية من مأرب.

سفير السعودية لدى اليمن محمد ال جابر يقول إن زيارته لصنعاء هدفها تثبيت الهدنة - أرشيف

عدن

نجحت سلطنة عمان المجاورة، على جمع السعوديين والحوثيين الموالين لإيران، على طاولة محادثات نادرة ومعلنة في العاصمة اليمنية صنعاء، عقب ثلاث جولات شهدتها العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الأذرع الإيرانية كانت الأولى في يناير والثانية في مارس الماضيين.

وقالت مصادر يمنية حوثية إن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر يزور العاصمة اليمنية صنعاء للمرة الثالثة وسيبقى فيها عدة أيام في حين اقتصرت زياراته السابقة على ساعات فقط.

   وقالت وسائل إعلام إقليمية ودولية إن وفدا سعوديا برئاسة السفير محمد آل جابر يجري محادثات مع الحوثيين في صنعاء، في زيارة نادرة للعاصمة الخاضعة لسيطرة الميليشيات المتحالفة مع إيران، تأتي في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام في اليمن بعد التقارب الأخير بين الرياض وطهران.

وظهر السفير السعودي وهو يصافح رئيس المجلس السياسي في صنعاء مهدي المشاط، وأخرى وهما يتوسطان الوفد السعودي ووفداً عمانيًا يقود الوساطة بين الجانبين ومسؤولين حوثيين.

وأكد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، الإثنين، استمرار جهود بلاده لتحقيق سلام شامل في اليمن.

وقال آل جابر، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "استمراراً لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في 2021، أزور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عُمان".

وأوضح السفير السعودي، أن زيارته لصنعاء تأتي "بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن".

وأردف بالقول: "وقفت المملكة حكومة وشعباً منذ عقود مع الأشقاء في اليمن في أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية، ولا تزال الجهود الأخوية مستمرة منذ العام 2011 لتحقيق تطلعات أبناء اليمن بعودة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي".

وبحسب دبلوماسي يمني في الخليج، فإنّ الوفد السعودي يزور صنعاء "لمناقشة المضي قدماً في صناعة السلام في اليمن".

وتأتي هذه الزيارة رفيعة المستوى في خضم مساع اقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي في اليمن.

وقال المحلل السعودي في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية هشام الغنام إن "احراز تقدم في اليمن أولوية للسعوديين، لكن من دون الإيرانيين وتعاونهم لم تكن الامور لتسير بالسرعة التي نشهدها حالياً".

وذكرت وكالة إعلام تابعة للحوثيين أن المشاط استقبل الوفدين العماني الذي وصل السبت والسعودي بالقصر الجمهوري، معبّراً عن "امتنان الشعب اليمني لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان الشقيقة، ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر وجهودها الرامية إلى تحقيق السلام المشرف الذي يتطلع إليه كافة أبناء الشعب اليمني".

وبحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخراً على تصور سعودي بشأن حل الازمة اليمنية بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط.

ويقوم التصور السعودي وفقاً للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.

وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.

وقالت مصادر لرويترز إن المحادثات بين السعودية والحوثين تركز على معاودة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل ودفع رواتب الموظفين العموميين وجهود إعادة البناء وإطار زمني لخروج القوات السعودية من مأرب.

ويُنظر إلى الصراع في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين إيران والسعودية. وأجبر الحوثيون المتحالفون مع إيران حكومة تدعمها السعودية على الخروج من صنعاء عام 2014 ويبسطون سيطرتهم الفعلية على شمال اليمن ويقولون إنهم يقاومون نظاما فاسدا وعدوانا خارجيا.

ويحارب الحوثيون تحالفا عسكريا تقوده السعودية منذ عام 2015 في صراع راح ضحيته عشرات الآلاف وجعل 80 بالمئة من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

وقال مسؤول من الحوثيين يوم السبت إنهم استقبلوا 13 أسيرا أفرجت عنهم السعودية مقابل أسير سعودي أُفرج عنه في وقت سابق، وذلك قبيل تبادل أوسع للأسرى اتفق عليه الطرفان المتحاربان.

في هذا السياق، حثّ المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على "أن يظهروا حقاً أنهم يحدثون تحولاً إيجابياً في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي".

والسبت، أعلنت البحرية الأمريكية دخول غواصة نووية صاروخية قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز مياه البحر الأحمر قرب اليمن، في عرض جديد للقوة.

والشهر الماضي، أعلن الحوثيون والحكومة اليمنية أنّهم توصّلوا خلال مفاوضات في برن إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً.

و أعطت التطورات الأخيرة للشارع العام اليمني أملاً في تقدم خطوات إنهاء الحرب.