السفير السعودي يزور صنعاء لوضع اللمسات الأخيرة..

خطة السلام الجديدة باليمن.. تعرف على مسودة الاتفاق بين السعودية والاذرع الايرانية

يجري وفد سعودي في صنعاء محادثات مع قادة مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- بشأن التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق النار، ربما يكون دائما.

مسؤول حوثي يستقبل رئيس الوفد السعودي محمد آل جابر

طهران

أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن السعودية تضغط بقوة لإنهاء الصراع الدامي في اليمن، كاشفة أن من المرتقب الإعلان عن "خطة للسلام" مع المسؤولين الحوثيين المدعومين من إيران، خلال الأسبوعين القادمين.

وأجرى مسؤولون سعوديون محادثات بشأن خطة السلام مع أعضاء مجلس قيادة الرئاسة اليمني، في الأيام الأخيرة بالرياض، قبل أن يحلوا مع نظرائهم العمانيين، الأحد، بصنعاء للقاء مسؤولين حوثيين لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية السلام، وفقا لمصادر الوكالة.

والتقى رئيس المجلس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط، الأحد، بوفدي عمان والسعودية لـ"وضع اللمسات الأخيرة على وقف دائم لإطلاق النار وخطة سلام شاملة"، حسبما نقلته وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحوثيين.

وتشير الزيارة إلى إحراز تقدم في مشاورات تجري بوساطة عمانية بين الرياض وصنعاء، في أعقاب اتفاق السعودية وإيران على استئناف علاقاتهما، بعد وساطة صينية.

وتحاول السعودية إنهاء الصراع المستمر منذ تسع سنوات، والذي شهد هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ للحوثيين على أراضيها، بما في ذلك ضربة مدمرة عام 2019 على منشآت نفطية، في الوقت الذي تحاول فيه خفض التوترات في المنطقة.

وصمدت الهدنة التي تم الاتفاق عليها في السابق إلى حد كبير رغم انتهاء صلاحيتها في أكتوبر.

وكشفت مصادر رفضت نشر أسمائها للوكالة، أن الإعلان عن خطة السلام الجديدة يمكن  أن يتم في الأسبوعين المقبلين، قبل نهاية شهر رمضان.

وقالت المصادر ذاتها إنه بموجب الخطة المقترحة، سيتم في البداية إقرار هدنة متجددة لمدة ستة أشهر، وإعادة فتح الطرق الرئيسية ورفع جميع القيود المفروضة على الرحلات الجوية والموانئ.

وتقضي الاتفاقية بعد ذلك، بمباشرة الأطراف اليمنية لمحادثات سلام ومناقشة نزع السلاح وتشكيل حكومة ومجلس رئاسي جديد وتوحيد البنك المركزي، خلال فترة انتقالية لسنتين.

وامتنع مسؤولون سعوديون ويمنيون عن التعليق لبلومبرغ.

من جانبها، قالت مصادر لرويترز إن المحادثات بين السعودية والحوثيين ركزت على معاودة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل ودفع رواتب الموظفين العموميين وجهود إعادة البناء وإطار زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.

ويُنظر إلى الصراع في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين إيران والسعودية. وأجبر الحوثيون المتحالفون مع إيران حكومة تدعمها السعودية على الخروج من صنعاء عام 2014، ويبسطون سيطرتهم الفعلية على شمال اليمن ويقولون إنهم يقاومون نظاما فاسدا وعدوانا خارجيا، بحسب رويترز.

ويحارب الحوثيون تحالفا عسكريا تقوده السعودية منذ عام 2015 في صراع راح ضحيته عشرات الآلاف، وجعل 80 بالمئة من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

وقال مسؤول من الحوثيين، السبت، إنهم استقبلوا 13 أسيرا أفرجت عنهم السعودية مقابل أسير سعودي أُفرج عنه في وقت سابق، وذلك قبيل تبادل أوسع للأسرى اتفق عليه الطرفان المتحاربان، بحسب رويترز.

واتفقت الحكومة اليمنية مع الحوثيين _ الذراع الإيرانية في اليمن_ على الإفراج عن 887 أسيرا وذلك خلال محادثات جرت في سويسرا الشهر الماضي بحضور الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

في السياق نفسه، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، بأن السعودية توصلت إلى مسودة اتفاق مع مليشيا الحوثي لإحياء وقف لإطلاق النار انتهى في أكتوبر.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين سعوديين ويمنيين، أن الاتفاق يهدف إلى العودة إلى المحادثات السياسية اليمنية.

وأضافوا إن التفاهمات السعودية الحوثية تشمل هدنة لمدة ستة أشهر مع وقف جميع الأنشطة العسكرية في جميع أنحاء اليمن. 

وطبقا للوكالة أكدوا أن الحوثيين التزموا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الأطراف اليمنية الأخرى للتفاوض على تسوية سياسية للصراع. وأضافوا إن الأمم المتحدة تهدف إلى تسهيل المفاوضات السياسية.

وقال المسؤولون: إن الطرفين اتفقا أيضا على مزيد من تخفيف القيود التي يفرضها التحالف بقيادة السعودية على مطار صنعاء وموانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون في الحديدة. وقالوا، إن الحوثيين سيرفعون حصارهم المستمر منذ سنوات على تعز ثالث أكبر مدينة في اليمن والتي تسيطر عليها القوات الحكومية.

تتضمن خارطة الطريق المرحلية أيضا مدفوعات لجميع موظفي الدولة -بما في ذلك الجيش- من عائدات النفط والغاز. في المقابل، وافق الحوثيون على السماح بتصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بعد توقف دام أشهر بسبب هجمات الحوثيين على منشآت النفط.

ونقلت اسوشتيد برس، عن مسؤول يمني، أن المجلس الرئاسي اليمني اطلع على التفاهمات بين السعودية والحوثيين خلال اجتماع عقده الخميس، في العاصمة السعودية الرياض مع الأمير خالد بن سلمان وزير دفاع المملكة.

وقال المسؤول: إن المجلس الرئاسي أعطى موافقته المبدئية على مسودة الاتفاق.

والأحد، وصل وفد سعودي، برئاسة سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، إلى صنعاء لإجراء محادثات مع الحوثيين المدعومين من إيران، في إطار الجهود الدولية لإيجاد تسوية للصراع اليمني المستمر منذ تسع سنوات.

والتقى وفد السعودية، مع مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين. وانضم وفد عماني وصل صنعاء يوم السبت إلى المحادثات.

وتعليقا على ذلك وصف هانس جروندبرج، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، الجهود الجارية، بما في ذلك المحادثات السعودية والعمانية في صنعاء، بأنها "اليمن أقرب إلى إحراز تقدم حقيقي نحو السلام الدائم" منذ بدء الحرب.

وقال: "هذه لحظة يجب اغتنامها والبناء عليها وفرصة حقيقية لبدء عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء الصراع بشكل مستدام".