الأزمة اليمنية..

"مجلس قيادة رئاسي مكبل".. اتهامات يمنية للسعودية بعرقلة قتال الحوثيين

"وكيل وزارة الإعلام اليمنية فهد الشرفي يقول إن البحث عن سلام مع الحوثي كالبحث عن سلام وشراكة وتعايش مع القاعدة وداعش، وكاتب سعودي يؤكد أن الرياض دعمت الشرعية اليمنية طوال ثماني سنوات بأموال وسلاح يحرر اليمن عشر مرات"

طائرة عسكرية يمنية تحلق فوق ميناء الحديدة جنوب عرصنعاء - أرشيف

الرياض

ألقى مسؤول حكومي يمني في مجلس القيادة الرئاسي المؤقت باللائمة على السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمنع التمدد الإيراني في اليمن، من خلال تكبيل المجلس الذي ولد من رحم مشاورات يمنية - يمنية رعتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في ابريل نيسان من العام المنصرم.

وقال وكيل وزارة الإعلام اليمنية فهد بن طالب الشرفي في تدوينة على تويتر "حين استلم مجلس القيادة الرئاسي، وفي بيان نقل السلطة، كان قد تم تكبيله عن مواصلة مهمة تحرير اليمن بمعركة عسكرية تتضافر فيها كل الجهود والقوى وبالتالي فرض عليه التعاطي مع مرحلة البحث عن السلام المنشود".

وأضاف "من سوء حظ مجلس القيادة انه الآن ومعه وقبله الشعب اليمني يدفعون ثمن التلاعب والفساد والتآمر والخذلان الذي حدث خلال ثمان سنوات من الحرب وما قبلها من سنوات المياعة السياسية التي توجت بإسقاط وتسليم صنعاء للحوثيين".

وقال الشرفي "تكونت فكرة ابليسية قاتلة ساهم في صنعها الاعلام وبعض الساسة اللؤماء خدمة للحوثي، هذه الفكرة الخبلاء تقول “ انه من الصعب إحراز تقدم عسكري وحسم المعركة لصالح الدولة والشعب اليمني “ وبالتالي فإنه لا خيار سوى التفاوض مع الحوثيين للوصول الى حل سياسي، والحقيقة انه لا خيضت حرب صادقة ضد الحوثيين بدون فساد وتلاعب وتآمر سوى في العام الاول في الجنوب ومارب والجوف وكل الجبهات، والحقيقة الثانية ان البحث عن سلام مع الحوثي كالبحث عن سلام وشراكة وتعايش مع القاعدة او داعش".

وأكد الشرفي أن إدارة هذه المرحلة بحكمة وحنكة وترتيب البيت الداخلي وتهدئة وانسجام تام مع الجنوب وابطاله، وإقامة الحجة على مليشيا الحوثي الارهابية دون تقديم تنازلات مصيرية، كل ذلك يمثل اختبارا صعبا امام مجلس القيادة والحكومة".

واكد الشرفي أنه "يلاحظ التلكؤ من جانب مجلس القيادة الرئاسي في انجاز استحقاقات واجراء اصلاحات حقيقية، تخفف من وطأة الكارثة التي ورثوها فمن سبقوهم وهذا الامر مهما كانت مبرراته فأنني لا اقتنع ولا استطيع تبريره".

ولفت الشرفي إلى أنه "منذ اليوم الاول لنقل السلطة يتعرض مجلس القيادة الرئاسي لهجوم منظم وممول للطعن في مشروعيته ونزاهته ووطنيته، والسعي الحثيث لإثارة الفتن والخلافات بين اعضائه وقواه، فكثير من الاطراف واولهم الحوثي مرعوبين جدا من فكرة اجتماع كل القوى المؤثرة في إطار مجلس قيادة واحد".

وتعليقا على تصريحات الشرفي، أكد الكاتب السعودي شاعي المرزوقي "أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والأطراف الموالية للشرعية لا يريدون حربا مع الحوثيين ويريدون ان تبقى الامور كماهي أهم شي عندهم ان تصرف عليهم المملكة من اموالها وتلبي طلباتهم وكل واحد منهم له مصالحه الخاصة التي لا يريد لاحد المساس بها".

وزعم الكاتب السعودي أن الرياض دعمت الشرعية اليمنية طوال ثماني سنوات بأموال وسلاح يحرر اليمن عشر مرات".. متسائلا "هل شاهدت له اثر اين اختفى وهو لم يتم تحرير محافظة واحدة من اليمن الشمالي".

وعن سر انتصار الجنوب على الحوثيين، قال الكاتب السعودي شاعي المرزوقي "أن الجنوب انتصر لأنه كان صادقا مع التحالف وحرر مناطقه وكل ذنبه انه مربوط مع اليمن الشمالي باتفاقيات سابقة مكبلة يديه عن الانطلاق".

وأضاف "فلنكن منصفين ونسمي الامور بمسمياتها والمتضرر من الاعيب اليمنيين هم المملكة والجنوبيون ولذلك فالسعودية لا تزال تساعد قدر الامكان وتلبي طلبات الشرعية التي تتخبط ولم تستطيع ان تغير جلدها السابق الذي فصله علي محسن ولازال كما هو لم يتغير شيء".

وقال الكاتب السعودي إن الرياض عندما دعمت خيار السلام لأنها أدركت ان الحرب غير مجدية في ظل تخاذل شعب بأكمله عن مواجهة الحوثيين، بل اصطفوا خلفهم ووقفوا في وجه التحالف وهذا ما جعلها تلبي طلبات الشرعية بدل من ان تشن حرب لا فائدة منها مادام من هم موجودون على الارض يعتبرون انفسهم حاضنة للحوثيين من اي حرب تشن عليهم".

وأكد المرزوقي أن "السلام في الوقت الراهن هو الخيار الانسب وبإمكان المكونات اليمنية تتفاهم فيما بينها وتحل مشاكلها لتخفف على البلد الداعم كثرة المشاكل القادمة من عندهم لها لتكون مجرد داعم وليس حلالة لمشاكل من صلب عمل غيرها وهو المجلس الرئاسي وحكومته".

وتعتزم السعودية توقيع اتفاقية مع الحوثيين في الـ20 من ابريل نيسان الجاري، في مدينة مكة المكرمة، تشمل خارطة طريقة تبدأ بهدنة لمدة ستة أشهر.

ويبدو ان اطراف يمنية ليست راضية عن هذه الاتفاقية التي تمكن الحوثيين وتجعلهم سلطة أمر واقع في صنعاء.

وذكرت تقارير دولية ان السعودية تعتزم ارسال وفد رفيع الى العاصمة اليمنية صنعاء، رفقة وسطاء من سلطنة عمان للجلوس مع الحوثيين بشأن ملفات الموانئ البرية والبحرية والتأكيد على إعادة اعمار ما خلفته الحرب من دمار في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".