"إثر نوبة قلبية مفاجئة"..

"اللواء صالح السيد".. وفاة أبرز القادة الأمنيين في مكافحة الجريمة والإرهاب

قال ساسة جنوبيون إن رحيل السيد يمثل خسارة كبيرة لواحد من ألمع رجالات الوطن المخلصين، حيث نعت القيادات العسكرية والسياسية والاجتماعية، القامة الوطنية التي تستحق الانحناء لها إجلالا على ما قدمته من إنجازات أمنية

الفقيد اللواء الركن صالح السيد مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي - أرشيف

عدن

أعلن في العاصمة الجنوبية عدن فجر الخميس، وفاة اللواء الركن صالح السيد، قائد قوات مكافحة الإرهاب ومدير شرطة محافظة لحج، إثر ذبحة صدرية، وبهذا المصاب الجلل نعزي أنفسنا ونعزي قيادتنا السياسية وشعب الجنوب.

و"السيد يعد شخصية وطنية أمنية وعسكرية فذة، كرس حياته لخدمة الجنوب، إن فقدان هذه الهامة الوطنية شكل خسارة كبير، وفق بيانات نعي كثيرة.

وقال ساسة جنوبيون إن رحيل السيد يمثل خسارة كبيرة لواحد من ألمع رجالات الوطن المخلصين، حيث نعت القيادات العسكرية والسياسية والاجتماعية، القامة الوطنية التي تستحق الانحناء لها إجلالا على ما قدمته من إنجازات أمنية.

 ويعد اللواء صالح السيد من الشخصيات الوازنة التي بصمت مسارها المهني بالجدية والاستقامة والإخلاص في العمل، ولم تفكر أبدا في ترجيح مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن، وفي هذا الموقف الجلل لا نعتقد أننا سنكون قادرين على إنصاف الراحل مهما حاولنا ذلك، لكن هناك من الشهادات والصور ما هو أبلغ وأوضح في التعبير عن قيمته ومكانته لدى الجنوب، من قبيل تداعي الخبر الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي والذي كان كالصاعقة على الجميع وترك حزنا عميقا.

وعمل السيد رحمه الله بإخلاص ونكران ذات وغيرة وطنية صادقة في خدمة شعبه وحماية أرضيه وحريته، مسخرا كفاءته للنهوض بمختلف المهام الأمنية التي تقلدها بأمانة ومسؤولية، في تشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها، فضلا عما عرف عنه من كفاءة مهنية متميزة، كان يتمتع أيضا بأخلاق عالية وتواضع كبير وحزم في أداء الواجب، وطالما أعاد للكثيرين الثقة المفقودة لديهم في الأجهزة الأمنية، باعتباره رمزا من رموز مكافحة الإرهاب وفاعلا رئيسيا في مجال التعاون الأمني، الذي يربط الجنوب بحلفائه في دول التحالف العربي وفي مقدمتهم دولة الامارات العربية المتحدة. 

وهو الذي رفع تحدي الإرهاب والإجرام حين قال يوما عبارته الشهيرة بعد اخر عملية تعرضت لها في العاصمة عدن: « لا تخوفونا وسنظل نلاحقكم لأخر نفس في الحياة.." فقد قاد عدد من المعارك ضد التنظيمات الإرهابية كان أهمها تطهير دار سعد من قيادات مرتبطة بالإخوان وقدم ثلة من الشهداء المخلصين المشهود لهم بالكفاءة الأمنية وحب الوطن، ولاسيما خلال تلك الظروف العصيبة التي اتسمت بانتشار الجماعات المتطرفة في مختلف محافظات الجنوب، حيث أنه طالما أطل علينا بأكثر من تصريح امني للإعلان عن تفكيك خلايا إرهابية من هنا وهناك، منها من كانت عناصرها الإجرامية تتأهب لاغتيال شخصيات سياسية وعسكرية جنوبية، ومنها من كانت تخطط للقيام بأعمال تخريبية عبر ضرب منشآت حيوية ومواقع حساسة مثل مطار عدن  لبث الرعب في النفوس الآمنة وزعزعة الاستقرار.

ونجح السيد في جعل «محافظة لحج» خالية من اعمال العنف والاختلالات الأمنية والجريمة والمخدرات بل انها احتلت المرتبة الاولى بحسب احدى الاستطلاعات الرأي من حيث الاستقرار الأمني خلال الثلاثة الاعوام المنصرمة الأجهزة.

إننا مهما عددنا مناقب الراحل والعمل النوعي الذي قام به في مكافحة الإرهاب ومعالجة الإجرام، وهو الذي شغل قيد حياته منصب مدير أمن لحج وقائد القوات البرية في القوات المسلحة الجنوبية، فإننا لن نكون قادرين على إيفائه حقه كاملا، ولا يسعنا إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

علما أن الفقيد تعرض لعدد ن محاولات الاغتيال كان اخرها في تاريخ 29 يونيو 2022 حيث سقط 8 قتلي و10 جرحى إثر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكب اللواء صالح السيد في مدينة خور مكسر بالعاصمة عدن.

 ونعى الشيخ القبلي لحمر بن لسود، القائد العسكري الجنوبي البارز اللواء صالح السيد، الذي توفي فجر الخميس إثر ذبحة صدرية.

وعبر الشيخ القبلي عن خالص تعازيه ومواساته إلى أسرة وذوي وقواتنا المسلحة البطلة والأمن في رحيل واحد من أبرز القيادات العسكرية المشهود لها بالكفاءة والإخلاص.

وأكد الشيخ القبلي لحمر بن لسود أن اللواء صالح السيد، قد دون بأحرف من نور تأريخ النضال الوطني الجنوبي حين قاد المعارك ضد قوى الإرهاب والتطرف اليمنية التي تعتدي على بلادنا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وها هو يرحل ويترك لنا أرث كبير على الوطنيين المخلصين لشعبهم وقضيتهم الوطنية.

وختم الشيخ لحمر بالترحم على فقيد الوطن الكبير، الذي برحيله يفقد الوطن واحد من أبرز كوادره العسكرية والوطنية الجنوبية.