عملية "الفارس الشهم 2"..

الإمارات تقدم مساعدات بـ100 مليون دولار لإغاثة المتضررين في سوريا وتركيا

المساعدات الإماراتية تأتي ضمن سياق المدّ الإنساني والتضامني الذي دأبت عليه الدولة من السلف إلى الخلف واستنادا لمقاربة شاملة تعلي صوت التضامن الإنساني العالمي بغض النظر عن الدين والعرق والطائفة.

طائرة إماراتية محملة بـ10 أطنان من المساعدات الإنسانية تحط في مطار دمشق

أبوظبي

أمر رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الثلاثاء بتقديم 100 مليون دولار لكل من سوريا وتركيا لإغاثة المتضررين من أعنف زلزال يضرب البلدين الجارين، بعد يوم من إصداره توجيه قيادة العمليات المشتركة ببدء عملية 'الفارس الشهم 2' لدعم الشعبين السوري والتركي للتخفيف من آثار الزلزال عن الناس.

ودأبت دولة الإمارات على تقديم مساعدات إغاثية لعدة دول في العالم في مواجهة كوارث طبيعية أو صحية، بينما تصنف من أكثر الدول ريادة في مجال الدعم الإنساني والإغاثي.

وسبق لأبوظبي في ذروة تفشي فيروس كورونا أن لعبت دورا مهما في التخفيف من حدة الأزمة الصحية في الكثير من الدول وحطت طائراتها حينها في اكثر من منطقة في العالم محملة بمئات الاطنان من المساعدات الطبية.

وتفاعلا مع الأزمة الكارثية التي تواجهها تركيا وسوريا، بادر الشيخ محمد بتنشيط المدّ الانساني للدولتين الجارتين في خطوة من شأنها أن تخفف معاناة الآلاف من المتضررين من الزلزال المدمر.

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن "مبادرة الشيخ محمد ين زايد تشمل تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري الشقيق إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي الصديق".

وتابعت أنه تنفيذا لتوجيهات رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، "أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بدء عملية 'الفارس الشهم/2 ' لدعم الأشقاء والأصدقاء في الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي".

وقالت الوكالة الإماراتية إن "هذه المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي في إطار الاستجابة العاجلة للتخفيف من آثار الزلزال الذي تعرضت له سوريا وتركيا".

كما أوضحت أن المبادرة "تجسد الجهود الإنسانية التي تضطلع بها الإمارات على الساحة الدولية ونهجها في مد يد العون والمساعدة إلى المجتمعات الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف".

ووصلت إلى مطار دمشق الدولي الثلاثاء طائرة إماراتية محملة بـ10 أطنان من المساعدات الإنسانية تضم مواد غذائية وبطانيات وخيما، لمساعدة المتضررين من الزلزال في سوريا.

وقال القائم بالأعمال في سفارة الإمارات بسوريا عبدالحكيم إبراهيم النعيمي "هذه أولى الطائرات التي وصلت من دولة الإمارات محملة بمساعدات إنسانية متنوعة مقدمة من الشعب الإماراتي، بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي"، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

وأضاف أنه سوف تصل طائرة ثانية محملة بالمساعدات، مبينا أنه تم تخصيص 1050 طنا من مساعدات الإغاثة لسوريا لتجاوز تداعيات الزلزال.

وترتبط الإمارات بعلاقات وثيقة مع كل من سوريا وتركيا تعززت خاصة بعد المصالحة مع البلدين واستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من القطيعة والتوتر.

إلا أن دولة الإمارات وبغض النظر عن الروابط والعلاقات الخارجية، دأبت على إعلاء صوت التضامن مع الشعوب في مختلف دول العالم وأرست من السلف إلى الخلف من عهد الراحل الشيخ زايد آل نهيان مقاربة شاملة في التعاطي مع الأزمات الإنسانية في العالم بمد يد العون للمحتاجين بغض النظر عن الديانة والعرق والطائفة، مؤسسة لمد تضامني يعلي قيمة الإنسان، أشادت به دول العالم.

وكشف اللواء الركن صالح بن مجرن العامري، قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، عن تفاصيل عملية "الفارس الشهم 2"، التي وجّه صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ببدئها لدعم الشعبين التركي والسوري، عقب ما خلفه الزلزال من أضرار لحقت بالدولتين.

وقال العامري: "حققت الإمارات سبقاً بوصول 3 طائرات عسكرية إلى تركيا، الإثنين، تقلّ فرق بحث وإنقاذ وموادا طبية". وفقاً لموقع "سكاي نيوز عربية".

وأضاف قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية: "كنا متواجدين منذ المرحلة الأولى مع فرق البحث الدولية التي وصلت تركيا. تم تحديد منطقة سنكون مسؤولين عنها وهي كهرمان مرعش".

وتابع: "نخطط اليوم لتنفيذ 7 رحلات 2 منها للعاصمة السورية دمشق. قمنا بتشكيل فريق قيادة عمليات في مطار أضنة، وجار العمل على إنشاء فرق قيادة أخرى لتنسيق العمليات مع تركيا وسوريا".

وبيّن العامري أن "الفارس الشهم 2" عملية منسقة تعمل وفقا للأولويات التي تحددها السلطات في سوريا وتركيا.

وبالنسبة للأولويات بالنسبة للبلدين، قال العامري: "هناك حاجة بالنسبة لتركيا لفرق البحث والإنقاذ، ونعمل على تجهيز مستشفى ميداني أيضا. تحرك فريقان للبحث من الإمارات اليوم من أضنة لغازي عنتاب. الأولوية بالنسبة لسوريا تتمثل بالمواد الغذائية والخيم، وجار دراسة تقديم الدعم في مجال البحث والإنقاذ، وتوفير مستشفى ميداني أيضا".

وأشار العامري إلى أنه "تم إجلاء مواطنين من مناطق الكوارث بطائرات القوات المسلحة الإماراتية وهم بصحة وعافية".

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه عملية "الفارس الشهم 2"، أوضح العامري: "من الصعوبات في تركيا تكدس الطائرات في المطارات والطقس البارد ومخاطر حدوث ارتدادات للزلزال. في سوريا تبرز مسألة الطقس أيضا والوضع الأمني في كل من حلب وإدلب".

واختتم العامري قائلا: "عملية (الفارس الشهم 2) مستمرة رغم التحديات حتى إشعار آخر بمتابعة من الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات القائد الأعلى للقوات المسلحة".