رغم القمع وأحكام الإعدام بحق المحتجين السلميين..

نظام الملالي.. كيف يسعى في محاولات فاشلة لمواجهة الانتفاضة المستمرة في جميع أنحاء إيران؟

وصف وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، تصرف نظام الملالي الإرهابي في إعدام علي رضا أكبري بأنه «جبان ومخزٍ»، وأعلن عن تضامنه مع المتظاهرين الإيرانيين في مطالبتهم بحقوقهم الأساسية، وأكد استمرار ضغط لندن على طهران.

استمرار الانتفاضة الشعبية في إيران

طهران

يسعى نظام الملالي الإرهابي في محاولات فاشلة لمواجهة الانتفاضة المستمرة في جميع أنحاء إيران رغم القمع وأحكام الإعدام بحق المحتجين السلميين.

وتقول المعارضة الإيرانية يشعر النظام بقلق بالغ على سلطاته منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية بوجهه في 16 من سبتمبر، في حين يتعاظم خوف مرشد الإرهاب خامنئي الذي لا يجد مناصًا من الدعوة إلى مزيد من التشدد والمزيد من الممارسات القمعية بحق المحتجين السلميين العُزل.

القسوة والعنف المفرط في إيران

ذكرت المعارضة الإيرانية أن: "إعادة تعيين قائد الشرطة السابق أحمد رضا رادان مرة أخرى في منصبه، تأكيد على أن خامنئي ونظامه ليست لديهم أي بدائل أو وسائل للتعامل مع مطالب الشعب الإيراني ونضاله من أجل الحرية والتغيير، سوى مزيد من القسوة والعنف المفرط وجعل الممارسات القمعية الخط والنهج العام له في التعامل مع کل نشاط وتحرك مضاد له.

وتقول منظمة "مجاهدي خلق"، إن الانتفاضة الشعبية لم تنطلق من فراغ، وإنما تهيأت لها الأرضية والأجواء مناسبة بسبب نهج النظام وممارساته القمعية على مر الأعوام الـ43 المنصرمة، لاسيما وإن التصادم والمواجهة الضارية التي جرت بين الملالي وبين "مجاهدي خلق" التي رفضت القبول باستمرار دكتاتورية "الشاه" ذاتها عبر النظام الحالي ولكن تحت غطاء ديني.

ولفتت إلى تضحيات "مجاهدي خلق" التي دفعت ثمنًا باهظًا بلغ لحد الآن 120 ألف شهيدًا، وقالت: هي التي هيأت الاجواء الملائمة والمناسبة على أفضل ما يكون للرفض الشعبي لهذا النظام ومواجهته ومقاومته بلا هوادة.

استمرار الانتفاضة الشعبية في إيران

تابعت المعارضة الإيرانية بالقول، خامنئي وقادة نظامه يقفون في حالة ذهول مصحوبة بخوف شديد من استمرار الانتفاضة علاوة على عدم تمكنهم من إخمادها، وزادت: صارت مبرراتهم ومزاعمهم وتهمهم الواهية المختلفة الموجهة للانتفاضة مصدر سخرية وتهکم من جانب الشعب الإيراني ومن جانب وسائل الإعلام العالمية.

وأشارت إلى أن ما يثير السخرية إنهم وبعد کل تخرصاتهم التي أطلقوها ضد منظمة "مجاهدي خلق" من أجل دفع الشعب للابتعاد عنها وتحجيم دورها في الانتفاضة الشعبية، باءت بالفشل، بل جاءت بنتائج عکسية مع ملاحظة إن نظام الملالي الإرهابي قام بأكبر حملة له ضد وحدات المقاومة وأسرهم، على أمل أن يساهم ذلك بشل المقاومة من أداء دورها الفعال والمؤثر داخل إيران.

وتستدرك المعارضة، لکن خامنئي ونظامه غير قادرين على تحقيق ذلك، وهي ليست إلا محاولات مستميتة فاشلة من أجل مواجهة الانتفاضة الشعبية وتحجيم محرکها الأساسي، وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق.

وختمت قائلة، إن سير الانتفاضة باتجاه شهرها الخامس يؤكد أن الشعب الإيراني ومنظمة "مجاهدي خلق" قد حسما أمرهما وقررا مواصلة المواجهة الأخيرة مع نظام مرشد الإرهاب خامنئي حتى إسقاطه.

وأكدت الولايات المتحدة وبريطانيا جهودهما لمحاسبة نظام الملالي لقمعه الانتفاضة الشعبية، وأن انتهاكه لحقوق الإنسان لن يستمر من دون عواقب.

وفي معرض إدانتهما لإعدام علي رضا أكبري، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني، الأربعاء في واشنطن: «لقد روّعنا من إعدام أكبري، كما أصابنا الفزع من القمع الجماعي للمتظاهرين الإيرانيين والمحاكمات الصورية والإعدامات واستخدام العنف الجنسي كأداة لقمع الاحتجاجات».

معاقبة النظام

الوزير الأمريكي أشار إلى أن إعدام أكبري كان بدوافع سياسية، وقال إن هذا النوع من الإعدام يأتي استمرارًا لنمط تصرفات النظام الإيراني في الاعتقال والتعذيب وانتزاع الاعترافات القسرية وإعدام الأشخاص.

وزير الخارجية الأمريكية شدد على أن «انتهاك إيران لحقوق الإنسان لن يستمر من دون عواقب» وقال: سنتخذ إجراءات متعددة الأطراف وأحادية الجانب مع العديد من الدول، ونستخدم آليات الأمم المتحدة لمحاسبة إيران.

وفي إشارة إلى الملف النووي الإيراني، قال بلينكن إن الإيرانيين دمروا فرصة إحياء الاتفاق النووي، وتابع أن واشنطن ما زالت تعتقد أن أفضل طريقة لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية هي من خلال الدبلوماسية.

تضامن بريطاني

من ناحيته، وصف وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، تصرف نظام الملالي الإرهابي في إعدام علي رضا أكبري بأنه «جبان ومخزٍ»، وأعلن عن تضامنه مع المتظاهرين الإيرانيين في مطالبتهم بحقوقهم الأساسية، وأكد استمرار ضغط لندن على طهران.

وقال كليفرلي: «إن السلطات الإيرانية تقوم منذ سنوات بإراقة الدماء في الدول المجاورة لها من خلال تسليح الميليشيات والجماعات المتطرفة»، وأكد أن بريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين، ستواصل محاولة محاسبة النظام على انتهاك حقوق شعبه.

ووصف القضية النووية الإيرانية بأنها تهديد آخر للسلام الدولي وأكد بقوله: «إن بريطانيا وأمريكا مصممتان على عدم السماح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووي».

محاسبة الملالي

على جانب آخر، شدد ممثلو البرلمان الأوروبي، في اجتماع بشأن قمع الاحتجاجات الإيرانية، على ضرورة إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية، وتكثيف العقوبات الحقوقية ضد طهران، ومحاسبة النظام الإيراني.

وأكد ديدييه رايندرز، مفوض العدل والمساواة في الاتحاد الأوروبي، ضرورة احترام الحقوق الأساسية للشعب الإيراني في جميع الظروف، مشيرًا إلى أن «جميع خيارات الاتحاد الأوروبي مطروحة على الطاولة للرد على التطورات في إيران».

وأكد مفوض العدل والمساواة بالاتحاد الأوروبي أن للشعب الإيراني الحق في الاحتجاج السلمي.

وأشار إلى أن مراجعة قمع إيران للاحتجاجات ستكون على جدول أعمال الاجتماع المقبل لمجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي.

حرية الإيرانيين

في السياق، قالت الممثلة الألمانية في البرلمان الأوروبي، حنا نيومان: «على الاتحاد الأوروبي إنهاء سياسته الغامضة تجاه النظام الإيراني وإلغاء المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي ووضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، على الاتحاد الأوروبي أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني ويؤيده من أجل الحرية».

وأشارت نيومان إلى أن الشعب الإيراني مستعد للتضحية من أجل حقوقه. في مثل هذه الحالة، على الاتحاد الأوروبي ألا يساعد في استقرار النظام الإيراني، لا يمكن لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إدانة عمليات الإعدام والسير على السجادة الحمراء مع المسؤولين الإيرانيين لإحياء الاتفاق النووي.

وأضافت: لا ينبغي أن نعطي النظام المكانة التي يحتاجها في الساحة الدولية، لقد انتهى وقت التهدئة.