"تحالفات زيدية وتقاطع مصالح إقليمية"..

"أذرع الدوحة في مأرب" في خدمة مشروع طهران.. ماذا تريد قطر من الجنوب؟

أشارت تقارير أممية رسمية بأن تنظيم القاعدة جمع في السنوات السابقة مبالغ مالية تصل إلى 23 مليون دولار، أغلبها كان من قطر، ساعدت تلك الأموال تنظيم القاعدة على تقوية حضوره في الجنوب

علما دولة قطر والجمهورية الاسلامية الإيرانية - مركبة

إبراهيم إيهاب
صحافي وكاتب ومحرر جنوبي لدى صحيفة اليوم الثامن
عدن

في الخامس من يونيو 2017 أصدر التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن بيانا بشأن استبعاد دولة قطر من بين أعضائه، ومقاطعتها دبلوماسيا، وذلك في اعقاب تورط الدوحة في تمويل الحوثيين والتنظيمات الإرهابية ومنها جماعة القاعدة، التي أكدت الخزانة الأمريكية ان قيادات في إخوان اليمن مرتبطة بالنظام القطري مولت تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية بالأسلحة والمتفجرات، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع مسؤولين إخوان على قوائم الإرهاب وفرض عليهم عقوبات.

دولة قطر شاركت منذ بداية حرب التحالف في اليمن، وأرسلت قوات برية تقدر بألف جندي قطري، مسنودة بعشر طائرات شاركت بالضربة الجوية الأولى ضد الحوثيين، ومدعومين بعتاد قطري حربي ثقيل ومتوسط، وصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى. كل ذلك رافقه دعم إعلامي هائل من الإمبراطورية الإعلامية للدوحة، بداية من “عاصفة الحزم” مرورًا بـ حملة “إعادة الأمل"، رغم كل ذلك، الا ان الدور الخفي للدوحة وعلاقتها بطهران، لا يخفى على أحد، فالدولة الخليجية الصغيرة مولت الحوثيين خلال الحروب الستة (2004 – 2009) تحت بند إعادة اعمار صعدة، وأسهمت في تفكيك النظام من خلال فوضى الربيع العربي.

إلاّ أن المشاركة العسكرية القطرية، فسرها محللون وتقارير صحافية بأنها جاءت للتغطية على دعم الدوحة للإرهاب في اليمن، وتمويل تنظيمات تحاربها قوات التحالف العربي، مثل داعش والإخوان والقاعدة وميلشيات الانقلاب وذلك عبر مؤسسات وجمعيات خيرية تحتضنها قطر مع أن تلك المؤسسات والجمعيات مصنفة إرهابية دولياً.

أشارت تقارير أممية رسمية بأن تنظيم القاعدة جمع في السنوات السابقة مبالغ مالية تصل إلى 23 مليون دولار، أغلبها كان من قطر، ساعدت تلك الأموال تنظيم القاعدة على تقوية حضوره في الجنوب.

فبعد أن صدر بيان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حول استبعاد "قطر" من التحالف، سرعان ما تحولت الخطابات الإعلامية القطرية إلى خطابات تهاجم اهداف التحالف العربي. فقد صرّح وزير الدفاع القطري، خالد العطية، لقناة TRT التركية بأن قطر “أجبرت على الانضمام للتحالف العربي في اليمن”. على الرغم من أن قطر ودّعت جيشها الذاهب للقتال في اليمن، بتشريفات رسمية وشعبية.

مشاركة "قطر" كان للحفاظ على مصالحها في اليمن، والمتمثلة في التنظيمات المتشددة التي استثمرت فيها على مدار سنين فاتت، وعلى رأسهم “حزب الإصلاح” الإخواني، الذي أدرجت الولايات المتحدة أهم قياداته في اليمن (حسن أبكر، خالد بن علي العبيدي) على لائحة الإرهاب الدولي، لتسهيلهم الدعم المالي لتنظيم القاعدة في محافظات الجنوب. كما يملك حزب الإصلاح في اليمن، بحسب جريدة الاتحاد، أكثر من 90 وسيلة إعلامية جميعها مدعومة من قطر وتركيا.

الأهداف المشتركة بين دولتي "قطر" و"إيران" هو الهيمنة على الممرات التجارية العالمية في باب المندب وبحر العرب بالتالي بإمكانهم محاصرة السعودية والتحكم بالملاحة الدولية والسيطرة على الآبار النفطية في شبوه وحضرموت وهذا يفسر تمسكهم عبر الإصلاح "الإخوان المسلمين" بالمنطقة الأولى في حضرموت ومحاولاتهم الحثيثة في استرجاع محافظة شبوه وذلك بمساعدة جماعة الحوثيين الإرهابية.

تمتلك قطر وإيران مشروع التقاسم، ان يذهب اليمن الشمالي للحوثيين والجنوب للإخوان، ولكن يبدو ان عملية شبوة وعقبها عملية أبين ضد القاعدة، قد دفعت الدوحة الى تغيير استراتيجيتها العسكرية.

تقول مصادر عسكرية جنوبية لصحيفة اليوم الثامن إن عمليتي سهام الشرق والجنوب، أربكت الإخوان وداعميهم الإقليميين، الأمر الذي دفع تنظيم القاعدة الى التصعيد مجددا وتهديد دول التحالف العربي والقوات الجنوبية، ومثل ذلك فعل الحوثيون الذين شنوا هجمات إرهابية مثلهم مثل تنظيم أنصار الشريعة.

كل هذه الهجمات تؤكد على استراتيجية الدوحة وطهران في السيطرة على الجنوب واخضاعه لنفوذ الدولتين، وتضييق الخناق على السعودية والامارات، ضمن صراع إقليمي ليس خافياً، ولكن تبقى الخيارات الجنوبية وخيارات التحالف العربي هي الاوفر حظا اذا ما تم التعامل مع ملف الجنوب بطريقة "تنهي أي أمل لمشاريع التقاسم القطرية الإيرانية".