"عقب أيام من احياء ذكرى حرب الاجتياح"..

موثق| فتوى دينية جديدة ضد الجنوبيين: "دعاة الفرقة والانقسام مصيرهم الهزيمة"

"شن رجل الدين المحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، هجوما هو الأول من نوعه على الجنوبيين منذ سنوات، زاعما "ان الفشل والهزيمة هو مصير محتوم لأهل الفرقة والانقسام والتشرذم، وان النصر كتب لأهل الاجتماع"؛ في رسالة دينية مناهضة للجنوبيين الساعين الى استعادة دولة السابقة ".

"عيدروس الزبيدي ورشاد العليمي" خلال تأدية صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر معاشيق بالعاصمة الجنوبية عدن - صحيفة 26 سبتمبر اليمنية الحكومية

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن
عدن

توعد رجل الدين "أنيس أحمد" إمام وخطيب مسجد "سعد بن أبي وقاص"، "الجنوبيين الساعين إلى استعادة دولتهم السابقة، بالهزيمة، ووصفهم خلال خطبتي صلاة عيد الأضحى المبارك، بأنهم دعاة فرقة وانقسام وتشرذم، وبان مصيرهم الهزيمة"، وفقا لما نسبته له قناة اليمن الرسمية (نسخة مجلس القيادة الرياسي)؛ وذلك عقب أيام من احياء الجنوبيين لذكرى حرب الاجتياح التي شنها تحالف نظام علي عبدالله صالح وتنظيما الإخوان المسلمين والقاعدة والقبائل اليمنية.

وقالت قناة الرسمية التي تبث بتمويل سعودي في نشرة اخبار رئيسية أول أيام عيد الأضحى المبارك – وثقتها صحيفة اليوم الثامن -:"إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العلمي شهد في قصر معاشيق، خطبتي العيد التي تحدث فيها الشيخ انيس احمد، امام وخطيب مسجد سعد ابن ابي وقاص، عن مكانة عيد الاضحى المبارك، كأحد اعظم الايام الاسلامية، بما فيها من مبادئ جليلة في التسامح، والفداء، والتضحية، والمساواة بين البشر بغض النظر عن الجنس او اللون او البلد".

وبحسب القناة فقد "اشار خطيب العيد الى حاجة الامة الاسلامية الى هذه العبر، والمبادئ في واقعها المعاش، وخصوصا اليمنيين الذين وصفهم الرسول الكريم كأرق الناس قلوبا، وألينهم افئدة واحكهم، واكثرهم رشدا".

وقالت قناة اليمن الرسمية "إن الشيخ انيس احمد، حض على "وحدة الصف، وجمع الكلمة، وتجنب الفرقة، وتطهير القلوب، من الاحقاد والاضغان" في هذه الظروف الاستثائية من تاريخ (اليمن) العريق.

وبحسب القناة فقد شن رجل الدين المحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، هجوما هو الأول من نوعه على الجنوبيين منذ سنوات، زاعما "ان الفشل والهزيمة هو مصير محتوم لأهل الفرقة والانقسام والتشرذم، وان النصر كتب لأهل الاجتماع"؛ في رسالة دينية مناهضة للجنوبيين الساعين الى استعادة دولة السابقة التي دخلت في مشروع وحدة هش انتهى بالانقلاب على الوحدة ومشروعها السلمي.

وكان الجنوبيون قد أحيوا في السابع من يوليو (تموز) الجاري، ذكرى حرب الاجتياح لبلادهم من قبل تحالفات نظام الجمهورية العربية اليمنية في العام 1994م.

وقد شرعن تنظيم الإخوان تلك الحرب بفتوى دينية أصدرها وزير العدل في نظام علي عبدالله حينها، عبدالوهاب الديلمي، اتبعها رجل الدين المتطرف عبدالمجيد الزنداني بفتاوى أخرى، عدت الجنوبيين بانهم خارجون عن الدين الإسلامي "ماركسيون وشيوعيون".

واجازت تلك الفتوى "قتل المدنيين من النساء والأطفال"، بدعوى انهم يساعدون المرتد في اعلى شوكة الكفر.

«إننا نعلم جميعاً أن الحزب أو البغاة في الجنوب أنهم اعلنوا الردة والالحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم راس الفتنة لم يكن لهم من الاعوان والانصار ما استطاعوا أن يفرضوا الألحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الاعراض ولا أن يؤمموا الاموال ويعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات, هذه الادوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الذي اعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فاخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريد هذه الفئة ويشرد وينتهك الاعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الافاعيل وهنا لابد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر".

وقالت الفتوى "أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين فإنه أذا تترس اعداء اللإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والاطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الاعراض، ففي قتلهم مفسدة اصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح".

واجازت الفتوى قتل المدنيين "الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفص شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق، أما إذا اعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً".

 وتعليقا على ذكرى حرب الاجتياح، قال الباحث الجنوبي الدكتور علي جار الله "إن الذكرى الـ28 لحرب الاجتياح جعلت الجنوبيين يستذكرون  قائمة شهداءهم الذين سقطوا في 1994 و الدمار الذي لحق بعدن، وجرحاهم و اهلهم المشردين داخل الوطن و خارج الوطن".

وأكد جار الله في حديث لصحيفة اليوم الثامن "سيتذكر الجنوبيون من ظلمهم، و هم الرئيس الضال المقتول واسرته، و(...) علي محسن الأحمر و جماعته الحمران و فقهاء الفتاوى المجرمون، و الغبي عبد ايران عبدالملك الحوثي و مريديه".

وأضاف "الجنوبيون البعيدون عن حدود وطنهم والوافدون إلى عدن دائما كلاجئين من كل الدنيا يحلمون بأجمل المدن التي كانت مثل المعلا و التواهي و البريقا و الشيخ و المنصورة و خور مكسر و كريتر و كل الجنوب الطيب، بسبب اصالتها في التاريخ، عدن لم ولن تنقطع عن التاريخ، و ستبقى جذورها عابقة فيه".. مؤكدا ان عدن ستصمد في وجه كل الحروب والمؤامرات". 

وقال جار الله "الجنوبيون يقولون للتحالف و لإقليم و للعالم، الصراع والقتال مستمر في اليمن منذ اكثر من ألف سنة، لم يتفقوا ولن يتفقوا، فلماذا تلزمون ابناء الجنوب العربي بان لا يديروا بلدهم إلا عندما ينتهي الحوثي من إحتلال صنعاء؟ فليذهب الشماليون لتحرير بلدهم، و ليذهب الجنوبيون لإدارة بلادهم و إنعاشها".

الشيخ القبلي لحمر بن علي لسود قال "تحل علينا الذكرى الـ28 ليوم الـ7 من يوليو الأسود، اليوم الذي سقطت فيه بلدنا في قبضة الاحتلال اليمني، لكن لم تسقط القضية والوطن والهوية التي قطعنا اليوم خطواته مهمة واستراتيجية نحو استعادتها، وهذا حقنا المشروع، رغم ما تتعرض له بلادنا".

وقال "لقد ارتكب نظام الاحتلال اليمني جرائم فظيعة، "انقلب على مشروع الوحدة السلمي في المهد، باغتيال القادة الجنوبيين، ثم شرع الى إعلان الحرب في يوم الـ27 من ابريل 1994م، ومنح قواته وميليشياته القبلية الضوء الأخضر للهجوم على القوات الجنوبية في عمران وذمار، ثم شرع الى تحشيد تنظيم القاعدة والإخوان والقبائل لاجتياح الجنوب، والافظع من كل ذلك كانت تلك الفتوى الدينية التي اعتبر فيها سكان "أنهم ماركسيون وملحدون وخارجون عن الدين الإسلامي".

وأضاف "شنت الحرب وتم تهجير الجنوبيين من أرضهم واستباحوا أرض الجنوب، بالحروب والإرهاب والاستيطان، واعتقدوا انهم قد قضوا على القضية الجنوبية والهوية الجنوبية والدولة الجنوبية، وظنوا أنهم احرقوا الجنوب وجعلوه رماداً، ولكن عاد كطائر "الفينيق" من جديد، وفوق هذا تسامى على الجراح والحروب وبات اليوم يستعان به في استعادة صنعاء ومدن اليمن الشمالي التي احتلها الاماميون الجديد".

وقال لحمر في رسالة بعث بها لصحيفة اليوم الثامن "انها فرصة ان نذكر الاخوة الاشقاء، ان فرص الحياة لا تتكرر، اغتنموا فرصة اليوم، حاربوا لاستعادة ارضكم انتصروا لليمن الجمهوري استعيدوا "الجمهورية العربية اليمنية"، فلا خيار أخر غير هذا".

ودعا الشيخ القبلي اليمنيين "قدموا خطابا تصالحيا تجاه الجنوب، فوالله لن تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى، الجنوب العربي عاد إلى أهله شاء من شاء وأبى من أبى، ولم يعد هناك من مبرر لأي محاولة سخيفة لغزو الجنوب مرة أخرى، ولو كان في ذلك التحالف مع ميليشيات إيران في اليمن، واي مغامرة من هذا النوع فقد تقضي على أي مصالح مشتركة قادمة، ستقضي على التعاون الاخوي الذي نسعى ان نؤسسه للأجيال القادمة "ان تعيش في دولتين متجاورتين"، لكنها لن تستطيع ان تقضي على دولة الجنوب العربي الفتية، وانا هنا لا اهدد، ولكن تذكروا جولات الحرب السابقة قبل اتفاقية مشروع الوحدة، وفي النهاية الحروب لا تخلف الا مزيد من الدمار والشقاق، لكنها لا تسلب الأخرين حقوقهم مدى الدهر".