إستعادة جمهورية اليمن الجنوبية..

عيدروس الزبيدي.. تصريحات تثير قلقاً يمنياً: "وحدة الجنوبيين تعني الاستقلال"

"زعم مراسل صحيفة العرب في اليمن أن الأولوية تتمثل في الدفع بالحوثيين إلى الانخراط في عملية السلام، على قضية الجنوب، الذي صنع الانتصار الوحيد للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، وطالب بتأجيل قضية استقلال الجنوب الا ما بعد اتفاق مختلف الأطراف اليمينة الشمالية".

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي خلال حضوره تدشين اعمال الجمعية الوطنية الجنوبية في عدن (الثلاثاء) 21 يونيو 2022م - اليوم الثامن

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

اثارت تصريحات صحافية أدلى بها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السيد عيدروس الزبيدي، قلقا يمنيا، من وحدة الجنوبيين، وذلك في اعقاب تجديد الزبيدي دعوته للقوى السياسية الجنوبية بالاتحاد نحو تحقيق تطلعات الجنوبيين في استعادة "جمهورية اليمن الجنوبية"، التي دخلت في مشروع وحدة هش مع الجمهورية العربية اليمنية انتهت بالحرب والاجتياح الشهير للجنوب في صيف العام 1994م.

وكان الزبيدي قد ألقى خطابا في اجتماع الجمعية الوطنية الجنوبية، جدد من خلاله تمسك الجنوب باستعادة دولة السابقة، بعد فشل مشروع الاتحاد الهش، لكن ما اثار غضب القوى السياسية وعلى رأسها جماعة الإخوان والحوثيين، هي دعوة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، للقوى السياسية الجنوبية بالانخراط في الحوار الوطني نحو تحقيق مشروع الاستقلال الوطني.

وزعمت تقارير صحافية على لسان مصادر يمنية لم تسمها أن المجلس الانتقالي أطلق مسارا سياسيا موازا يهيئ الأرضية لاستقلال دولة اليمن الجنوبي، في خطوة، قالت تلك التقارير انها تعكس قلقا من إمكانية فقدان زمام الأمور، في ظل التحركات الجارية خلف الكواليس والتي لا تلقى ارتياحا في صفوف قادة المجلس. 

وهددت تلك القوى اليمنية – بحسب مراسل صحيفة العرب في اليمن – " ان توقيت تصريحات الزبيدي التي ليست جديدة، قد "تكون له تبعات جانبية في علاقة بتشتيت جهود مجلس القيادة الرئاسي، الذي مازال يتلمس طريقه في فرض نفسه على الساحة اليمنية والسيطرة على الوضع".

لكن مجلس القيادة الرئاسي قد شرع منذ لحظة وصوله الى عاصمة الجنوب، في اصدار حزمة قرارات مستفزة للجنوبيين بعد ان دفع بصقور الاخوان الى الرئاسة اليمنية بغية إعادة انتاج "الإدارة الاخوانية" التي أطاحت بها مشاورات الرياض.

ونقلت مراسل الصحيفة فعن مصادر لم يسمها إن إطلاق المجلس الانتقالي الجنوبي مسارا يؤسس لاستقلال الجنوب، في هذا التوقيت، يمثل تحديا إضافيا لمجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل قبل نحو شهرين بعد مفاوضات يمنية – يمنية في العاصمة السعودية الرياض.

وقال مراسل الصحيفة أن توجه المجلس الانتقالي إلى إطلاق حوار مع باقي القوى والفعاليات الجنوبية للاتفاق على ميثاق شرف يهدف إلى توحيد الصف لفرض مشروع قيام دولة جنوبية، يعكس خشية متزايدة من قبل الانتقالي حيال تحولات قد تطرأ على الملف اليمني، بما يؤدي إلى إضعاف القضية الجنوبية.

وتحدث مراسل الصحيفة العريقة بلسان من وصفها بـ"الأوساط اليمنية" أن الموقف الحاد الصادر في وقت سابق عن المجلس الانتقالي بشأن تسريبات تحدثت عن مفاوضات تجري خلف الكواليس لإعادة البنك المركزي إلى العاصمة صنعاء، وهو ما يعتبره المجلس خطوة من شأنها أن تضعف دور العاصمة عدن.

وعلى الرغم من أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يتراجع عن "هدفه السياسي الذي أنشئ من أجله"، الا ان الصحيفة وعلى لسان مصادر مراسلها، زعمت أن هذا ربما سرّع اتخاذ قيادة الانتقالي قرار التحرك وعدم تأجيل النظر في قضية تقرير مصير الجنوب، في خطوة بالتأكيد ستكون لها تداعياتها حيال تماسك مجلس القيادة الرئاسي".

وأعلن الزبيدي الثلاثاء “أنه حان الوقت لحوار موازٍ من الداخل، لترجمة اتصالاتنا الجنوبية المشتركة إلى ميثاق شرف وطني يتم التوافق عليه مع كافة القوى والمكونات الجنوبية في العاصمة عدن، لضمان تحقيق أهدافنا الوطنية المشتركة، ومشاركة كل شرائح شعبنا الجنوبي في صناعة ملامح مستقبل دولة الجنوب”.

وقال الزبيدي إن “هذا الوطن الجنوبي لكل الجنوبيين دون استثناء، فلنحشد الطاقات والجهود، نحو تكاتف وطني أكثر صلابة يعزز ويحمي مكتسباتنا الوطنية، ويصون تضحيات شهدائنا، وإنها لمسؤولية تاريخية تقع علينا جميعًا”.

وأكد عضو مجلس القيادة الرئاسي “أن حرص المجلس على وحدة الصف الوطني الجنوبي ثابت، فهذا نهجنا منذ اليوم الأول، ولقد كنا على يقين دائم بأن الجنوبيين جميعاً يقفون على نفس الهدف وإن اختلفت الطرق وتباينت الوسائل”، لافتا إلى “أننا نقف على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب منا خطوة وطنية نحو المزيد من التنسيق والتعاون والشراكة”.

وقال “لقد وجهنا وحدة شؤون المفاوضات في البدء بالتواصل لتشكيل وفد وطني جنوبي يقوده المجلس الانتقالي بمشاركة وحضور وتمثيل مختلف القوى والكفاءات الجنوبية لتمثيل قضية شعب الجنوب وتطلعاته المشروعة في العملية السياسية”.

ويرى مراسل صحيفة العرب أن الدفع حاليا بالقضية الجنوبية إلى الواجهة من شأنه أن يشتت جهود مجلس القيادة الرئاسي الذي مازال يتلمس طريقه، ولم يجد توازنه بعد سواء كان ذلك في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرته، أو في علاقة بالتعاطي مع التحدي الحوثي، حيث يبدو أن مسار الأمور يصب في صالح الأخير؛ دون ان يشير الى القرارات الانفرادية التي اتخذها رئيس المجلس الرئاسي وأثارت غضبا جنوبيا حين دفع بشخصيات بعضها على علاقة بالحوثيين، الى قصر الرئاسة.

وعلى الرغم من ان صحيفة العرب اللندنية عرف عنها الحيادية في تناول الشأن اليمنية، الا انها زعمت ان توجه الانتقالي إلى فرض قضية الاستقلال سيثير ردود فعل من باقي الشركاء في مجلس القيادة، وقد ينتهي الأمر إلى تفكك الأخير، وهو ما يخدم بشكل كبير الأجندة الحوثية، وباقي القوى المتحفظة على المجلس والتي تعمل على النيل منه من الداخل، على الرغم من ان الصحيفة نقلت عن الزبيدي تأكيده أن طرح قضية الجنوب لا تتعارض مع أهداف مجلس القيادة، مشيرا إلى أن انخراطهم في اتفاق الرياض مازال قائما وأنهم يعملون على تنفيذه كجزء أصيل من شراكتهم الحالية في مجلس القيادة الرئاسي.

زعم مراسل صحيفة العرب في اليمن "أن الأولوية تتمثل في الدفع بالحوثيين إلى الانخراط في عملية السلام، على قضية الجنوب، الذي صنع الانتصار الوحيد للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، وطالب بتأجيل قضية استقلال الجنوب الا ما بعد اتفاق مختلف الأطراف اليمينة الشمالية".

وعلى الرغم من ان موقف المجلس الانتقالي الجنوبي لا يزال قوياً مقارنة بالقوى والأطراف السياسية اليمنية التي انخرطت في حوارات سرية مع الحوثيين من سنوات عقب فشلها في تحقيق مكاسب على الأرض، الا ان الصحيفة زعمت وجود مخاوف لدى الانتقالي تكمن في تذبذب المواقف الدولية، وهو ما يجعله يصر على طرح مسألة تقرير المصير والانفصال على الطاولة حاليا.

وقال الزبيدي إن كل القوى والمكونات والنخب السياسية أجمعت في مشاورات الرياض التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي على ضرورة معالجة مؤسسة الرئاسة وإجراء إصلاح جذري في هياكل الدولة، وإعادة النظر في الكثير من الملفات كمخرجات معلنة كان في طليعتها إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة المفاوضات ووقف الحرب ووضع إطار تفاوضي خاص بها في عملية السلام الشاملة التي تقودها الأمم المتحدة، وكذلك الإقرار بحق الجنوب في تقرير مصيره وتحديد مستقبله السياسي.

ونوه بمسؤولية مجلس القيادة الرئاسي لضمان تنفيذ كل ما سبق، بما في ذلك إكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وإجراء إصلاح اقتصادي شامل ينتشل اليمنيين من محنتهم الإنسانية وظروفهم الاقتصادية الصعبة، وإصلاح عسكري يضمن معالجة الاختلالات في وزارتي الدفاع والداخلية، والقدرة على مواجهة التهديدات العسكرية، وتنسيق الجهود العسكرية والعملياتية بين القوات الجنوبية المسلحة ومختلف القوات العسكرية المناوئة لميليشيات الحوثي.

واعتبر رئيس المجلس الانتقالي “أن مقتضيات المرحلة، تحتم على الجميع التكاتف والتعاضد والتعاون، لانتشال البلاد من وضعها الحالي، والسعي بكل جهد لتوفير الخدمات الأساسية وإنعاش الوضع الاقتصادي والخدمي، وإصلاح مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد، وإنجاز مقتضيات التنمية والأمن والاستقرار”. وقال “إننا في مجلس القيادة الرئاسي نضع معاناة المواطن في العاصمة عدن وعموم المحافظات المحررة في ظل ما يعايشه من غلاء المعيشة وتردي الخدمات وشحة الدخل في صدارة أولوياتنا، وقد حرصنا على أن تكون الأولوية لإصلاح أوضاع العاصمة عدن، وبذلنا جهودًا دؤوبة للحد من تداعيات الوضع المتردي للخدمات فيها”.

من جهته، قال مساعد الأمين العام في المجلس الانتقالي الجنوبي فضل محمد الجعدي، إن مشاركة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض جاءت لتحقيق أهداف وتطلعات شعب الجنوب واستعادة دولته

وأوضح الجعدي أن مخرجات مشاورات الرياض تسهم في تحقيق أهداف الجنوبيين التي بذل فيها فريق المجلس الانتقالي الجنوبي جهودًا جبارةً في مختلف المحاور، مشيراً أن المجلس أوصل القضية الجنوبية إلى مركز القرار بالإضافة إلى العديد من المكاسب التي حققها، منها تفكيك المنظومة المعادية للجنوب، ووضع إطار خاص للقضية في مفاوضات الحل النهائي، وهناك مكاسب أخرى في طور البناء والتحقق

وقال الجعدي أن الانتقالي أصبح جزءا من المشاورات ولم يقدم أي تنازلات لقراراتها ولن يقدمها على الإطلاق، متأملاً أن يتم التنفيذ الكامل للمخرجات وبذل الجهود في إنجاحها لإنتاج واقع محملاً بالبشائر التي تتحقق بها تطلعات الشعب الجنوبي، مبيناً أنه سيسهم بفعالية في صناعة القرارات التي تهدف لتحسين الأوضاع ومستوى معيشة الناس إلى الأفضل.

وأشار الأستاذ الجعدي بأن المجلس الانتقالي مازال يمد يد السلام ويدعم أركانه بكل ما هو متاح، ومؤكداً أن المجلس على أتم الاستعدادات في كل الحالات لأي خيارات قادمة.. مشيرا الى ان المجلس الانتقالي أوصل القضية الجنوبية إلى مركز القرار، وهناك مكاسب تحققت منها تفكيك المنظومة المعادية للجنوب وقضية شعبه من خلال هيكلة مؤسسة الرئاسة.. ووضع إطار خاص لقضية شعب الجنوب في مفاوضات الحل النهائي برعاية الأمم المتحدة، وتميزت مشاركة وفد الانتقالي من خلال الدور المتميز للمشاركين في كل مسارات التشاور.. وتأتي قيمة المشاركة كذلك بأن ممثلين كثير من الدول صانعة القرار حاضرون وشهدوا على تلك المخرجات كما أن هناك مكاسب أخرى سنشهدها قريبا ومنها تحسين الخدمات ورفع كاهل المعاناة عن شعبنا في الجنوب.

وعبر المسؤول الجنوبي عن أمله في ان تنفذ مخرجات اتفاق ومشاورات الرياض، بشكل كامل وأن تتظافر كل الجهود لإنجاح ذلك لإنتاج واقع جديد ومغاير يحمل معه البشارات وتتحقق به تطلعات الشعب الجنوبي.