في العالم..

إجراءات الحجر لمكافحة جائحة كورونا تهدد الملايين بالجوع

وصول أعداد الوفيات لأرقام قياسية

برلين

وقع ملايين العمال المياومين في مصر في أزمة مع إعلان السلطات إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وبذلك بات كثير من هؤلاء العاملين عاطلين عن العمل وينتظرون في طوابير طابور للحصول على مواد غذائية من مراكز تابعة لـ «بنك الطعام المصري»، وهو جمعية غير حكومية تقدم مساعدات للفقراء.

وفي مصر، أكبر الدول العربية ديموغرافيا، حيث يبلغ عدد السكان 100 مليون نسمة، ويعيش ثلثهم بأقل من 1,5 دولار يوميا، وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، ووفق البيانات الرسمية، تقترب نسبة البطالة من 10% ، ويتجاوز عدد العاملين في القطاع غير الرسمي خمسة ملايين شخص لا يتمتعون بأي شبكة للحماية الاجتماعية.

مدينة ووهان الصينية تحتفل برفع الإغلاق بعد 76 يوم

وانتقد زعيم حزب «غد الثورة» المصري المعارض، أيمن نور، أمس الأربعاء سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا إنه «لم يشغل خاطره بمصير 100 مليون في رقبته يتهددهم الموت مرضا أو جوعا أو عطشا، بل خرج يبشرنا باستمرار معركته الوهمية في محاربة الأشرار».


وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس الأربعاء، إن الملايين من سكان لبنان مهددون بالجوع نتيجة إجراءات الإغلاق، مطالبةً الحكومة بوضع خطة قوية ومنسَّقة لتقديم المساعدات سريعاً.

وقالت لينا زيميت، باحثة أولى في الفقر واللامساواة في المنظمة: «أدى الإغلاق الهادف إلى إبطاء انتشار فيروس كورونا إلى تفاقم الفقر والصعوبات الاقتصادية المتفشية في لبنان قبل وصول الفيروس. خسر عديدون دخلهم، وقد يعجز أكثر من نصف السكان عن شراء غذائهم وحاجياتهم الأساسية إذا لم تتدخل الحكومة».


وقالت المنظمة إن على الحكومة اللبنانية تحسين تنسيق الاستجابة الاقتصادية لفيروس كورونا بين مختلف وزاراتها ومؤسساتها، وكذلك مع المبادرات المحلية والخاصة التي قامت بالفعل بمسح لتقييم الاحتياجات. على الحكومة أيضاً إبلاغ الجمهور بخطط الإغاثة الاقتصادية بوضوح، وتوضيح شروط الاستفادة والجدول الزمني والإجراءات.

ينبغي للبنان استخدام أي مساعدة طارئة دولية لزيادة الدعم المباشر للأسر ذات الوضع الهش». وقالت زيميت: «الناس في لبنان يكافحون وهم على حافة الهاوية. ينبغي للحكومة أن تطور بسرعة برنامج مساعدات يحمي حقوق الناس، ويؤمن لهم الموارد التي يحتاجون إليها في هذه الأزمة من أجل البقاء».


هذا ويتجه كثير من بلدان القارة الأفريقية نحو أزمة غذائية حقيقية تهدد حياة الملايين، وذلك في ظل التدابير المحلية والعالمية التي فرضتها جائحة كورونا.
وقالت صحيفة «إلباييس» الإسبانية إن تفشي فيروس كورونا في كل بلدان أفريقيا يهدد بتفكيك المنظومة الغذائية برمتها بسبب القيود المفروضة في جميع أنحاء العالم، مثل إغلاق الحدود وتعليق الحركة الجوية والبحرية وفرض الحجر الصحي على ملايين الناس.


وعبرت هيلين باسكويري رئيسة الأمن الغذائي في منظمة «العمل ضد الجوع» عن قلقها بشأن تداعيات أزمة كورونا على البلدان الأفريقية التي تعاني من النزاعات، مثل دول الساحل، وبلدان أخرى في شرق القارة تشهد الآن انتشار الجراد الصحراوي.


وقد حذرت عدة منظمات دولية وخبراء في الصحة والغذاء من أن تأثير الوباء يمكن أن يسبب أزمة غذائية عالمية، خاصة في البلدان النامية التي تعيش فيها أعلى نسبة من الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية.


وتشير إحصائيات للأمم المتحدة إلى أن أكثر من 256 مليون شخص يعيشون في أفريقيا يعانون من سوء التغذية، ومن ضعف جهاز المناعة وهو ما يعني فقد أبسط الأسلحة لمواجهة فيروس كورونا.


ويعمل حوالي 60 % من الأفارقة في الزراعة، وفي العديد من البلدان، ويبدأ موسم الزراعة الرئيسي الآن، مما يعني أنه يتعين عليهم الحصول على البذور والأسمدة والمدخلات الأخرى، وإذا تعذر ذلك في الظروف الحالية فسيكون مؤشرا جديدا على أزمة غذائية حقيقية تلوح في الأفق.
ويعتمد العديد من الأسر في أفريقيا على التحويلات المالية من الأقارب المقيمين في دول أخرى، بشكل عام، وخاصة في أوروبا التي تأثرت بدورها بتداعيات الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.


وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر من أن «الأسوأ لم يأت بعد» في الدول التي تشهد نزاعات، ودعا إلى وقف لإطلاق النار في مختلف أنحاء العالم للمساعدة على الحد من تفشي كوفيد-19.
وتابع «أظهر الفيروس سرعة انتقاله عبر الحدود، وتدمير الدول وقلب نمط حياة الناس. الأسوأ لم يأت بعد».


من جهة أخرى، خرج آلاف السكان إلى شوارع ووهان، أمس الأربعاء بعدما رفعت السلطات الصينية الإغلاق التام الذي فرض منذ 76 يوما على المدينة التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد أول مرّة، ما يمنح العالم بعض الأمل رغم أعداد الوفيات القياسية المسجلة في أوروبا والولايات المتحدة. وتعرّضت الصين لانتقادات واسعة لطريقة معالجتها أزمة فيروس كورونا المستجد الذي بدأ تفشيه من ووهان أواخر العام الماضي.

وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء بتجميد دفع حصة بلاده من تمويل منظمة الصحة العالمية على خلفية ما اعتبره انحيازها لبكين. لكن في المقابل، فإن المسؤول في مكتب الأمن العام في ووهان يان كيان شنغ قال للصحافيين أمس الأربعاء إن «إنهاء الإغلاق لا يعني وقف تدابير مكافحة الفيروس التي فرضناها».
وبينما احتفلت ووهان، حصد الوباء أرواحا بأعداد قياسية في أوروبا والولايات المتحدة.

ففي الولايات المتحدة توفي 1939 شخصا حتى مساء الثلاثاء، بحسب حصيلة جامعة جونز هوبكنز، في وقت تقترب البلاد من تسجيل عدد الوفيات الذي سجّل في إيطاليا وإسبانيا، البلدين الأكثر تأثرا بالفيروس. وسجّلت بريطانيا الثلاثاء عددا قياسيا جديدا للوفيات في 24 ساعة بلغ 786، ولكنه لم يستمر طويلاً، إذ تخطته الأربعاء مع وصول عدد الوفيات إلى 938 وفاة. وأكدت لندن أن جونسون (55 عاما) في وضع «مستقر» و»معنوياته عالية»، في وقت يتم تزويده بالأوكسجين في قسم العناية المركزة، بينما أكد عمدة المدينة، صادق خان، أن بريطانيا بعيدة تماماً عن فك الحظر.

وفي فرنسا، شددت السلطات إجراءات الإغلاق، فحظرت الرياضة الصباحية في الهواء الطلق لمنع الناس من التحايل على القواعد التي فرضتها، بينما تجاوز عدد الوفيات العشرة آلاف. أما في الولايات المتحدة، فأكد حاكم نيويورك أندرو كومو أن الولاية تقترب على ما يبدو من بلوغ ذروة الوباء، لكنه حض السكان على التزام منازلهم.


وحذرت منظمة الصحة العالمية الحكومات أمس الأربعاء من رفع الإجراءات الصارمة المفروضة على حياة الشعوب قريباً جداً، فيما بدأت بعض الدول الأوروبية تشهد تقليصاً في تفشي فيروس كورونا المستجد. وقال المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا، هانز كلوغ خلال مؤتمر صحافي «حتى اليوم، ما زالت أوروبا بشكل كبير في بؤرة الوباء – ومن جانب، لدينا سبب للتفاؤل، ومن جانب آخر، نشعر بقلق بالغ» مشيرا إلى أن سبعا من الدول العشر الأكثر تضررا في مختلف أنحاء العالم تقع في منطقة أوروبا.


وأشار كلوج تحديدا إلى اسبانيا وإيطاليا وألمانيا بسبب تباطؤ معدلات انتقال الفيروس، قائلا إن «بعض التقدم الجيد» يتم إحرازه في النمسا وهولندا وسويسرا، بحسب تصريحاته نصا،. لكنه أعرب عن قلقه بشأن تصاعد حالات الإصابة في دول مثل تركيا وإسرائيل والسويد وفنلندا وأوكرانيا ودول أخرى. وتابع قائلا إن هناك «شوطا طويلا نقطعه في هذا الماراثون» مضيفا أنها «ليست اللحظة التي نبدأ فيها تخفيف قيود التباعد الاجتماعي الصارمة، التي تساعد في وقف انتشار الفيروس».

وكانت الدنمارك والنمسا وجمهورية التشيك قد أعلنت تخفيف القيود. وقال متحدث باسم الحكومة الإسبانية الأربعاء إن الشعب ربما يبدأ في رؤية تخفيف في بعض الإجراءات في نهاية الشهر. (تفاصيل من ص 2 إلى 10 ورأي القدس ص 23)