رغم قبضتها الحديدية..

تسريبات تفضح انتهاكات الصين بحق الإيغور

مسلمي الإيغور

أسماء حمدي

خلال العامين ونصف العام الماضيين، كانت الصين تقوم بالزج بأكثر من ثلاثة ملايين مسلم من أقلية الإيغور في معسكرات اعتقال ضخمة في تركستان الشرقية التي أطلقت عليها "شينجيانغ" آي الحدود الجديدة، لطمس هويتهم الثقافية والدينية وتجبرهم على ممارسات تتعارض مع دينهم.

نتيجة للاكتظاظ الهائل في معسكرات الاعتقال بإقليم شينجيانغ، تقوم السلطات الصينية بنقل مئات المعتقلين الإيغور سرا من إقليم تركستان "شينجيانغ"، إلى سجون داخل الصين لتوزيعهم بعد تقارير متعددة تتحدث عن أرقام مهولة داخل مراكز الاحتجاز، ويدخل هذا ضمن سياسة إفراغ تركستان من سكانها.

وأكد مسؤولين محليين في كل من مقاطعتي شنشي وجانسو المجاورة لإقليم شينجيانغ، قيام بكين بنقل الإيغور إلى السجون هناك، وفقًا لـ"إذاعة آسيا الحرة".

أظهرت لقطات لطائرة بدون طيار تُظهر الشرطة الصينية وهي تقود المئات من الرجال معصوبي العينين والمقيدين بالأغلال بالقرب من قطار فيما يعتقد أنه نقل للسجناء في شينجيانغ.

يُظهر مقطع الفيديو، الذي نُشر على على موقع يوتيوب الأسبوع الماضي، ما يبدو أنه من يرتدون الزي الرسمي الأزرق والأصفر، معصوبي الأعين ويجلسون في صفوف على الأرض ثم تقادهم الشرطة فيما بعد، وغالبا ما يتم نقل السجناء في الصين مقيدون وبأقنعة تغطي وجوههم، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

استخدم ناثان روسر، الباحث في المركز الدولي للسياسات الإلكترونية التابع لمعهد السياسات الإستراتيجية الأسترالي، أدلة في مقطع الفيديو، بما في ذلك المعالم، للتحقق من الفيديو، الذي يعتقد أنه تم تصويره في محطة قطار غرب كورولا في جنوب شرق شينجيانغ في أغسطس من العام الماضي.

تركز الكثير من الانتقادات الدولية على الحملة القمعية للصين في شينجيانغ على عمليات الاحتجاز خارج نطاق القضاء لأكثر من ثلاثة مليون من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى في معسكرات الاعتقال وإعادة التثقيف السياسي.

ووفقًا للتحليل الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، ارتفعت عدد الاعتقالات الرسمية والأحكام بالسجن، حيث حكمت المحاكم المحلية على 230.000 شخص بالسجن أو بعقوبات أخرى في عامي 2017 و 2018، مع بدء الحملة، وبالرغم من أن سكان شينجيانغ يشكلون أقل من 2 ٪ من سكان الصين، إلا أن عدد المعتقلين من الإيغور يمثلون حوالي 21 ٪ من إجمالي المعتقلين في الصين في عام 2017.

وقال روسر إنه من المرجح أن يتم نقل المعتقلين إلى سجون كورلا من كاشغار، يُعتقد أن المنطقة تضم العديد من معسكرات إعادة التأهيل.

منحت السلطات الصينية بعض وسائل الإعلام الغربية فرصة الاطلاع على بعض مراكز احتجاز المسلمين في إقليم شينجيانغ، بعد التنديد الدولي بالانتهاكات بحق المسلمين هناك، لكنها لم تسمح للصحفيين المشاركين في الزيارة بالتحدث بشكل مستقل مع أي من المقيمين في مراكز الاحتجاز، أو التحرك في المنطقة دون متابعة.

سمحت السلطات للصحفيين فقط بطرح أسئلة على المسؤولين مع وجود متابعين طول الوقت بحيث لا يتمكن الصحفيون من التحرك بحرية وحدهم.

من جانبها وصفت وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين ، الفيديو بأنه "مقلق للغاية"، قائلة: "لقد سبق لي أن أعربت عن مخاوف أستراليا بشأن تقارير الاعتقالات الجماعية للإيغور والشعوب المسلمة الأخرى في شينجيانغ، لقد طالبنا باستمرار الصين بوقف الاعتقال التعسفي للإيغوريين وغيرهم من المسلمين، لقد أثارنا هذه المخاوف وسنستمر في إثارتها".

وتعهد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، بمواصلة مطالبته السلطات الصينية بـ"احترام هوية الإيغور المسلمة، والقيام بكل ما يلزم للحفاظ على حقوقهم"، قائلا: "لا يوجد أحد أكثر مني تحدث علنًا أو سرًا مع المسؤولين الصينين بشأن هذا الموضوع.. لقد تحدثت إليهم سواء علنًا أو في اجتماعات مغلقة، وطالبت الصين بضرورة القيام بكل ما هو ضروري للمحافظة على حقوق الإيغور تشمل ذلك (إغلاق مراكز الاعتقال)".

من جانبه دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى رفض مطالب الصين إعادة الإيغور إليها، قائلا إن حملة الصين في منطقة شينجيانغ الغربية هي "محاولة للقضاء على مواطنيها".

وقال بومبيو "بالحديث مرة أخرى حول موضوع الإرهاب، أود أن أوضح إن حملة الصين القمعية في شينجيانغ ليست متعلقة بالإرهاب بل بمحاولة الصين محو هوية مواطنيها، ندعو كافة البلدان لرفض مطالب الصين إعادة الإيغور"، واضفا معاملة الصين للأقلية المسلمة بأنها "وصمة عار القرن".