تبادل التهديدات قبيل جولة خامسة من المفاوضات..
دبلوماسية أم حرب؟ مفاوضات روما تواجه شبح الهجوم الإسرائيلي على إيران
تتجه أنظار العالم بأسره نحو الشرق الأوسط، حيث تتصاعد التوترات إلى مستويات خطيرة مع تحذير إيراني صريح للولايات المتحدة. فقد حمّلت طهران واشنطن المسؤولية القانونية الكاملة عن أي هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية، في رسالة رسمية وجهها وزير الخارجية الإيراني إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

الشرق الأوسط على فوهة بركان: إيران تحذر أمريكا وإسرائيل تهدد المنشآت النووية.
تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط مع تحذير إيران الولايات المتحدة من تحمل المسؤولية القانونية عن أي هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية، في رسالة وجهها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتاريخ 22 مايو 2025. يأتي هذا التحذير في ظل تقارير استخباراتية أمريكية تشير إلى استعدادات إسرائيلية لضرب هذه المنشآت، وسط مفاوضات نووية حاسمة بين طهران وواشنطن. يسلط هذا التقرير الضوء على ديناميكيات التصعيد، مواقف الأطراف المعنية، والتداعيات المحتملة على المنطقة.
في رسالته إلى غوتيريش، أكد عراقجي أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية عن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل. كما أشار إلى أن مثل هذا الهجوم سيواجه برد إيراني "مدمر وحاسم"، وفق تصريحات المتحدث باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني، الذي شدد على الدعم الشعبي والعسكري القوي لإيران.
نقلت شبكة "سي.إن.إن" عن مصادر استخباراتية أمريكية أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية، ربما كجزء من حملة عسكرية ممتدة لأسبوع على الأقل، وفق موقع "أكسيوس". وأشار الموقع إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر انهيار المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن للحصول على موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أعربت إدارة ترامب عن قلقها من قرار إسرائيلي منفرد، حيث يخشى مسؤولون أمريكيون من اتخاذ نتنياهو خطوة دون موافقة مسبقة. ومع ذلك، أكد نتنياهو في مؤتمر صحفي يوم 19 مايو 2025 وجود توافق كامل مع واشنطن بشأن منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مع احتفاظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها.
من المقرر عقد جولة خامسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن يوم 23 مايو 2025 في روما، وسط خلافات حول تخصيب اليورانيوم. الولايات المتحدة تطالب بتفكيك منشآت التخصيب، بينما تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية ويخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووصف المرشد الأعلى علي خامنئي مطالب واشنطن بوقف التخصيب بأنها "مبالغ فيها"، معبرًا عن شكوكه في نجاح المفاوضات.
ويرى دبلوماسيون أن انهيار المفاوضات أو التوصل إلى اتفاق لا يلبي مخاوف إسرائيل قد يدفعها لشن هجوم عسكري، خاصة مع تقارير عن ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية بعد هجمات إسرائيلية سابقة في أكتوبر 2024.
وتبادلت إيران وإسرائيل هجمات مباشرة في أبريل وأكتوبر 2024، مما يزيد من مخاطر الحرب الشاملة. هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية قد يؤدي إلى انتشار إشعاعي واسع، مما يثير قلق دول المنطقة.
وأكد الحرس الثوري قدرة إيران على استهداف "بنك أهداف" في إسرائيل، بما في ذلك استخدام صواريخ باليستية متطورة مثل "فاتح 1" و"قاسم بصير".
وتخشى واشنطن من تورطها في صراع إقليمي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. الإدارة الأمريكية تسعى للتوفيق بين دعم إسرائيل وضمان عدم التصعيد، مع التركيز على الحلول الدبلوماسية.
يبدو أن نتنياهو يراهن على انهيار المفاوضات لتبرير هجوم عسكري، مستغلاً الدعم الأمريكي المحتمل. ومع ذلك، الخلافات داخل الحكومة الأمريكية تشير إلى غياب توافق نهائي حول دعم هجوم واسع النطاق.
وتسعى طهران إلى تعزيز موقفها التفاوضي عبر التهديد برد قوي، مع الإبقاء على قنوات الدبلوماسية مفتوحة. تصريحات عراقجي تعكس محاولة للضغط على واشنطن عبر الأمم المتحدة، مع التأكيد على السيادة النووية.
أي هجوم إسرائيلي قد يشعل صراعًا إقليميًا، خاصة مع إضعاف حزب الله، الذراع الإقليمية لإيران، بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان.
تُعد التوترات الحالية بين إيران وإسرائيل، بدعم وقلق أمريكي، واحدة من أخطر المواجهات في المنطقة. تحذيرات إيران عبر الأمم المتحدة تهدف إلى ردع الهجوم الإسرائيلي المحتمل، بينما تعكس استعدادات إسرائيل رغبتها في منع إيران من الاقتراب من السلاح النووي. نجاح أو فشل المفاوضات النووية في روما سيحدد مسار التصعيد، مع مخاطر كبيرة تشمل حربًا إقليمية أو انتشارًا إشعاعيًا. يبقى التوازن بين الدبلوماسية والمواجهة العسكرية هشًا، مما يتطلب حذرًا دوليًا لتجنب كارثة إقليمية.