بين حجور والحديدة..
تقرير: الحوثي يبحث عن انتصارات وهمية لإخماد ثورة القبائل

ميليشيات الحوثي
تبحث ميليشيا الحوثي الارهابية عن انتصارات وهمية في جبهة «حجور»، فيما تواصل خروقاتها للهدنة في «الحديدة»، وسط تهديدات متواصلة لمشايخ القبائل اليمنية بدعم «حجور» في معاركها ضد الميليشيا لترسم عن واقع مأزوم للميليشيا في اليمن.
وعلى الرغم من تفوق ميليشيات الحوثي في العتاد والسلاح، أظهر رجال «حجور» شجاعة وبطولة لافتة في الدفاع عن معاقلهم في مديرية «كشر»، وتمكنوا من استعادة مواقع بعد سيطرة وجيزة لميليشيات الحوثي عليها.
وكسر قبائل حجور هجومًا لميليشيات الحوثي من الشرق، والدفاع عن مركز المديرية في بلدة «بني سعد»، كما أكدت المصادر نفسها أن المواجهات تجري في النصف الغربي من «كُشر»، من «بني سعد» شمالا حتى «بني مالك» جنوبًا.
من جانبه حذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من جرائم إبادة جماعية وفظائع مروعة يرتكبها الانقلابيون بحق المواطنين في قرى كشر، وقال: «العالم سيفيق من غفلته على مأساة إنسانية كارثية هي الأكبر في اليمن، تذكرنا بجرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم داعش الإرهابي».
وأوضح «الإرياني» لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن ميليشيات الحوثي كثفت هجماتها على قرى المديرية وقصفت بالصواريخ الباليستية وبالدبابات والمدفعية ومختلف أنواع الأسلحة بشكل هستيري وعشوائي منازل ومزارع المواطنين والمدارس والمساجد في قرى العبيسة، وأن المعلومات الميدانية تؤكد سقوط مئات المدنيين بين قتيل وجريح جراء هذا القصف البربري، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم تأتي في ظل حصار خانق تفرضه الميليشيا على المديرية وقطع إمدادات الغذاء والماء والدواء وغياب لكل مقومات الحياة، وموجة نزوح وتهجير داخلي هي الأكبر في تاريخ اليمن لعشرات آلاف من المواطنين الذين تركوا منازلهم ولجأوا للجبال البعيدة عن مناطق القصف.
واستغرب وزير الإعلام اليمني، صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الخاص لليمن على المذابح التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في قرى «حجور» من قصف عشوائي وقتل للنساء والأطفال بدم بارد.
وتتزامن مساعي الميليشيا الإرهابية لتحقيق انتصارات وهمية في «كشر»، مع استمرارها لخرق الهدنة في الحديدة، إذ نفذت ميليشياتها، فجر يوم السبت 9 مارس، أكبر محاولة تسلل جنوبي مدينة «الحديدة» في تصعيد عسكري جديد لسلسلة خروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، بحسب مصدر في الإعلام العسكري للمقاومة.
وأوضح المصدر أن الميليشيات الحوثية قصفت مجمع «إخوان ثابت» التجاري والصناعي جنوبي مدينة الحديدة بعدد من قذائف الهاون، ما أدی إلی نشوب حريق هائل في هنجرين بالمجمع، مشيرًا إلی أن فرق الإنقاذ التابعة للمقاومة المشتركة هرعت علی الفور إلی موقع المجمع للمشاركة في إطفاء الحرائق التي نتجت عن قصف الميليشيات الحوثية.
وأكد تحالف دعم الشرعية في اليمن استمرار الميليشيات الحوثية الإرهابية لخروقات وقف إطلاق النار بالحديدة، وأفاد التحالف بارتكاب الميليشيات الحوثية 65 خرقًا لوقف إطلاق النار بالحديدة، وذلك خلال الساعات الـ24 الماضية، شملت تلك الخروقات الرماية بمختلف الأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا نجم عنها وفاة مدني وإصابة 12 آخرين.
من جانبه لفت وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إلى أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، يدرك أن الحوثي هو المعرقل للحل السياسي.
وغرد قرقاش، على حسابه في «تويتر»، قائلًا: «اكتشف المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبكرًا أن الحوثي هو المعرقل للحل السياسي في اليمن»، متابعًا القول: «اليوم يدرك المبعوث الحالي مارتن جريفيث هذه الحقيقة»، مشددًا أن «مبعث قلقنا الأساسي هو إطار ستوكهولم ومستقبل العملية السياسية واتفاق انسحاب الحوثي من الحديدة والموانئ».
فيما اعتبر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن أداء الميليشيا الحوثية في مشاورات استوكهولم وما تلاها من نقاش في ملفي إعادة الانتشار في الحديدة والأسرى، كان كاشفا لطبيعة العلاقة بين الميليشيا ومحور طهران باعتبارها قائمة على التبعية والطاعة العمياء والانقياد الكامل، وكذا الدور الإيراني في تقويض جهود الحل السلمي لأزمة اليمن.
وأضاف في تغريدات له على «تويتر»: «جاء انهيار التفاهمات التي كان المبعوث الدولي قد أنجزها على مدار3 أشهر لتنفيذ اتفاق السويد بالتزامن مع تصعيد ضد المبعوث والدور البريطاني في الأزمة، بعد أيام من حظر الحكومة البريطانية للجناح السياسي لحزب الله وتصنيفه كمنظمة إرهابية ضمن خطوات لتطويق سياسات إيران العسكرية في المنطقة».
وتابع «هذه المؤشرات تؤكد إستراتيجية نظام الملالي في إيران والقائمة على استخدام أذرعها في المنطقة ومنها الميليشيا الحوثية لإدارة أزماته والضغط على المجتمع الدولي لتخفيف القيود الاقتصادية ومستقبل الملف النووي، على حساب ارتفاع فاتورة الدماء والدمار وتفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن».
ويقول المحلل السياسي اليمني عبدالكريم المدي، لـ«المرجع»: إن ميليشيا الحوثي حاولت أن تحقق إنتصارًا جبانًا، إجراميًا، رخيصًا في حجور، ويعيشالحوثي مرحلة هزيمة متصاعدة في «حجور» ويخشى اندلاع الحرب في «الحديدة» فتزيد عليه الضغوط وترتفع الخسائر، مع استمرار غليان القبائل في المناطق الخاضعة تحت سيطرته بالإضافة إلى انتصارات الجيش في صعدة، كل هذا يجعل من الحوثي، كطائر مذبوح، يعيش الرمق الأخير.