النزاع في اليمن..
"العمالقة الجنوبية".. مطرقة التحالف لتهشيم عظام الحوثيين

العمالقة الجنوبية
«بعد عامين ونصف العام من الفرص الضائعة، يمكن القول إن العملية السياسية لإيجاد حل شامل للنزاع في اليمن قد استؤنفت أخيرًا»، هكذا بدأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن «مارتين جريفث»، في إلقاء نصّ الإحاطة أمام مجلس الأمن الدولي؛ ليؤكد أن مشاورات السويد التي عقدت بين أطراف النزاع اليمني كانت خطوة إيجابية لحل الأزمة.
سبق مشاورات السويد عمليات عسكرية كبيرة من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة «السعودية، والإمارات»، لردع ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًّا، وكسر شوكتهم في جبهة الساحل العربي، فضلًا عن هدم المشاريع الإيرانية التي تستهدف الأمن القومي للمنطقة.
قوات «ألوية العمالقة»، التي أُسست وتشكلت من كتائب المقاومة الشعبية، على يد قائدها العقيد عبدالرحمن صالح «أبو زرعة المحرمي»، وبإشراف ودعم من القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، باتت القوات القتالية الأقوى والأولى من حيث تحقيق الانتصارات الاستراتيجية والمهمة؛ حيث قهرت ميليشيات الحوثي الإرهابية في أكثر من موقعة، وتسجل نجاحات عسكرية كبرى، من خلال مواصلة انتصاراتها المتتالية والمتسارعة على الميليشيات، واستعادتها مواقع استراتيجية مهمة على طول جبهات الساحل الغربي.
خمسة لواءات
مقاتلو ألوية العمالقة، الذين ينتمون إلى المدن الجنوبية، يبلغ قوامهم أكثر من 15 ألف جندي، ويشكلون 5 لواءات، وهم كالآتي: «اللواء الأول عمالقة يقوده القائد «رائد الحبهي»، واللواء الثاني بقيادة القائد حمدي شكري الصبيحي، واللواء الثالث عمالقة بقيادة القائد عبدالرحمن اللحجي، واللواء الرابع عمالقة بقيادة القائد «نزار الوجيه»، واللواء الخامس بقيادة أبو هارون.
ويتسلح جنود ألوية العمالقة، بجميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ حيث تكشف صفحة الفيس بوك الناطقة باسمهم، تسليحهم بجميع البنادق، مثل رشاش (الكلاشينكوف) و(بي كيه)، وصواريخ الهاون وأرض جو، ومحمولة على الكتف ومدرعات وعربات العسكرية، وأجهزة الاتصال واللاسلكي.
انتصارات متتالية
حققت «ألوية العمالقة» العديد من الإنجازات العسكرية ضد الحوثيين بعد سيطرة الميليشيا الانقلابية على صنعاء في 2014؛ إذ تمكنت من تحرير «باب المندب والخوخة وميناء الحيمة العسكري ومفرق زبيد، ومفرق (الجاح) و(التحيتا) و(الدريهمي) والكيلو 16 في مدينة الحديدة التي تقع بالساحل الغربي المطل على البحر الأحمر.
وفي حوار له مع صحيفة الاتحاد الإماراتية، قال مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أصيل السقلدي: إن «قوات العمالقة هم عمالقة اسم على مسمى، وما حققوه في الساحل الغربي أثبتوا أنهم عمالقة الجبهات وعمالقة البحار وعمالقة الرمال والروابي والجبال، فقد أقبلوا على الميليشيات الحوثية مثل الأسود، وأنهوا غطرسة الميليشيات الحوثية وأعلنوا الانتصار في مناطق واسعة من الساحل الغربي، انطلاقًا من باب المندب، مرورًا بالمخا وموزع ومعسكر خالد، وهو أكبر قاعدة عسكرية لدى الميليشيات، والهاملي بمحافظة تعز، وصولًا إلى الخوخة وحيس والجراحي التحيتا والدريهمي، ومشارف زبيدي، وهي مديريات ومدن استراتيجية تقع ضمن النطاق الجغرافي لمحافظة الحديدة الممتدة على ساحل البحر الأحمر، وكلها مناطق استراتيجية تُشرف على أهم ممرات الملاحة الدولية».
وأضاف: «بعد بسط تلك الكتائب من المقاومة الجنوبية السيطرة على مدينة وميناء المخا وسعت سيطرتها على مناطق مجاورة لمدينة المخا مثل جبال النار وموزع والهاملي ويختل، حينها أسس القائد العام لجبهة الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي 4 ألوية من كتائب المقاومة التي قادها في تحرير المخا وما جاورها وأسماهم ألوية العمالقة، ومع تواصل معارك الساحل الغربي تم إضافة عدة ألوية من العمالقة، والتي بلغت 7 ألوية».
العمل الإنساني
لم يقتصر دور «العمالقة» على الانتصارات العسكرية، بل كان لها دور في الدعم الإنساني والعمل الإغاثي لليمنيين المتضررين من ميليشيا الحوثي؛ حيث قدمت العديد من أعمال الإغاثة إلى الهاربين من جحيم الحوثي، أو خلال تحريرهم لمناطق من سيطرة الميليشيا.
كما تحرص «ألوية العمالقة» على تذليل الصعاب وتسهيل وصول المنظمات العاملة في المجال الإغاثي الإنساني على امتداد الساحل الغربي وصولًا إلى الحديدة، وتعمل على تأمينهم وحماية المنظمات التي تساعد المواطنين والنازحين.