الديكتاتورية جيدة جداً..
تقرير: هل يعود الجيش البرازيلي إلى السياسة؟

جايير بولسونارو اليميني المتطرف الذي حل أولاً في الدورة الأولى من انتخابات البرازيل
عن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البرازيل، كتب مايكل ألبرتوس في مجلة "فورين بوليسي"، إنها كانت تتويجاً لسنوات من الاضطراب والتآمر مما أسفر عن عودة العسكريين إلى الضوء بعد عقود أمضوها في الثكنات.
رغم أن بولسونارو نفى رغبة الجيش في تولي زمام الأمور رسمياً، إلا أنه يصف فترة الديكتاتورية السابقة بأنها "جيدة جداً" وحل جايير بولسونارو أولاً وصار الأوفر حظاً للجولة النهائية التي سيواجه فيها فرناندو حداد، مرشح حزب العمال وبديل للرجل القوي في الحزب لويس إناسيو لولا دا سيلفا، الذي فقد أهليته للترشح بعد إدانته بالفساد.
برنامج حداد
وأعلن حداد برنامجاً يدعو إلى وضع حد للحرب على المخدرات، وتشديد قوانين حمل السلاح وحماية حقوق الإنسان. ولكنه لن يتمكن بسهولة من تصوير نفسه على أنه وكيل للولا.
وأضاف الماتب أن بولسونارو هو رجل عسكري سابق من اليمين المتطرف أعرب علناً عن تأييده لآخر نظام عسكري في البرازيل، الذي حكم بين 1964 و1985. وقتلت تلك الحكومة أو أخفت مئات الأشخاص خلال فترة ولايتها، لكنها وفرت أيضاً القانون والنظام.
ويتذكر كثيرون من البرازيليين تلك الفترة ببعض الحنين إلى الماضي. وفي مسار الحملة، أجرى بولسونارو مقارنات متكررة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الجيش
وخلال الإضطرابات، عاد الجيش بطريقة حقيقية إلى السياسة. ففي أوائل هذا العام، كلف الرئيس ميشال تامر الجيش بمسؤولية الأمن في ريو دي جانيرو. وكان هذا أول تدخل فيديرالي في أي دولة برازيلية منذ نهاية الديكتاتورية العسكرية وأول مرة يتم تكليف الجيش بالأمن الداخلي. وبعد بضعة أشهر، وقبل صدور الحكم على لولا من المحكمة العليا في أبريل (نيسان)، قال قائد الجيش الجنرال إدواردو فيلاس بويس، إن الجيش "يرفض سياسة الإفلات من العقاب". لقد كان ذلك بمثابة تحذير مقنع للمحكمة كي تبقي لولا بعيداً عن السياسة.
وفي ظل رئاسة بولسونارو، قد يصبح مثل هذا التدخل أكثر حضوراً. ولسبب ما قطع بولسونارو عهداً بأن يكثر من العسكريين في حكومته. وأكثر من ذلك، يعمل بولسونارو، وهو مظلي سابق، مع الجنرال المتقاعد أنطونيو هاملتون موراو كنائب للرئيس. وسبق لموراو أن صرح بأن الجيش يمكن أن يتدخل في الحكم في "حال افتراضية من الفوضى في البلاد".
"الديكتاتورية جيدة جداً"
وعلى رغم أن بولسونارو نفى رغبة الجيش في تولي زمام الأمور رسمياً، إلا أنه يصف فترة الديكتاتورية السابقة بأنها "جيدة جداً". وذهب إلى حد تكريس صوته في الكونغرس لإقالة رئيسة حزب العمال السابقة ديلما روسيف وتأييد الكولونيل الذي أدار البرنامج الذي تم بموجبه تعذيب روسيف خلال فترة حكم الديكتاتورية.
صدمة
واعبتر أن عودة الجيش إلى السياسة البرازيلية أمر مثير للصدمة. وكانت القوات المسلحة تجنبت إلى حد كبير خلال عقود التدخل المباشر في السياسة المدنية أو التعليق