عبر مبادرته الأخيرة لحل الأزمة في اليمن

الرئيس ناصر يتخلى عن أهم مبادئه تجاه الجنوب

الرئيس علي ناصر محمد

خاص (عدن)

أعلن الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد تخليه عن أهم مبادئه التي طرحت من قبله في العام 2011م عقب تبني مؤتمر القاهرة الذي تزعمه منح الجنوب حق تقرير المصير.

 وكشفت مبادرة سياسية تقدم بها ناصر خلال مؤتمر حواري عقد في روسيا " تخليه عن مبدأ حق تقرير المصير للجنوب بعد نظام فدرالي لمدة خمس سنوات عقبه منح الجنوب استفتاء على تقرير مصيره بالاستقلال او البقاء ضمن الحكم الفدرالي مع الشمال.

ولم تشر المبادرة الى منح الجنوب حق تقرير المصير، غير ان ناصر اشترط ان يكون النظام المقبل في اليمن (فدرالي من اقليمين) دون ان يشير إلى حدوده.

كذلك لم يتحدث ناصر إلى الجرائم التي ارتكبت في الجنوب، ومنها جريمة قصف النازحين من قبل الحوثيين، وكذا جرائم التفجيرات الإرهابية التي أعقبت الحرب.

 وشن الشماليون حرب تدميرية قضت على كل شيء في عدن وطالت الأرض والانسان الجنوبي، حيث تسببت الحرب العدوانية الأخيرة بتوسيع الشرخ الاجتماعي بين الشعبين اليمني والجنوبي، وبات الحديث عن نظام حكم فدرالي مع الشمال في انتقاص من تضحيات الجنوبيين، والنيل من قضية بلادهم، وشرعنة للعدوان اليمني المتكرر.

وعلمت صحيفة (اليوم الثامن) من مصادر سياسية" أن ناصر عرض على الروس رغبته في حكم اليمن، بشرط ان يكون بنظام فدرالي من إقليمين، دون منح الجنوب حق تقرير المصير، الأمر الذي قد يفتح امام موسكو للضغط على الانقلابيين القبول بمبادرة ناصر.

ولفتت تلك المصادر إلى أن ناصر" تلقى وعودا من أطراف شمالية بدعم انتخابه رئيسا توافقيا لليمن في المرحلة المقبلة، عقب الحرب".

وأفصحت تلك المصادر أن ناصر بات يخوض معركة سياسية من أجل الوصول إلى الحكم في اليمن بدعم روسي عماني، بعد ان ترك السلطة مجبرا في اعقاب انقلاب قام بها رفاق عبدالفتاح إسماعيل عليه في عدن منتصف ثمانيات القرن الماضي.

ويحلم ناصر لحكم اليمن الموحد، حتى وان كان على حساب الجنوبيين الذين تعرضت بلادهم للتدمير من قبل قوى اليمن الشمالي.. 

وبرر ناصر العدوان الأخير على الجنوب، زاعما ان الحوثيين يقاتلون تنظيمي داعش والقاعدة، في تصريحات أطلقها عقب اقدام العدوان الحوثي على استهداف المدنيين في العاصمة الجنوبية عدن، وهي التصريحات التي اثارت جدلا واسعا في الجنوب.

يذكر ان ناصر واحد من أبرز القيادات الجنوبية، التي ساهمت في تدهور دولة اليمن الجنوبي، على الرغم ان البعض يحتفظ لناصر ببعض الود، لكنه يظل مسؤولا مثله مثل بقية قيادات الجنوب.

ويرفض الجنوبيون أي مشارع مع صنعاء، ويرون ان أي مشاريع مثل الفدرالية من شأنها إعادة شرعنة الاحتلال اليمني لبلادهم، ونهب الثروات التي يقاتل الشماليون من أجل بقاء نفوذهم عليها، وهو ما قد تشرعنه النظام الفدرالي.