في الذكرى الثالثة لـ "عاصفة الحزم"

تقرير: التحالف العربي بدد احلام إيران التوسعية

مسلح حوثي يعاين غارة للتحالف العربي استهدف تجمعا لمليشيات إيران في صنعاء

جلال العوذلي (عدن)

في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014م، احتفلت طهران بانضمام عاصمة عربية رابعة لها، معتقدة ان حلمها في السيطرة على الخليج العربي قد تحققت، ولم يبق امامها الا اسقاط الرئيس عبدربه منصور هادي والمضي قدما لاحتلال عدن ومضيق باب المندب حتى تبدأ في الشروع لاستهداف دول الخليج.

تدشين الانقلاب واجتياح الجنوب

لم تمض الا ثلاثة اشهر حتى دشنوا في يناير (كانون الثاني) 2015م، الانقلاب والمضي لاجتياح الجنوب مرة أخرى الذي كان الهدف الرئيس بعد صنعاء العاصمة.

مدت ايران الحلفاء برحلات جوية مكثفة بالأموال والسلاح، ورقصت عمائم النظام الملالي طربا والطائرات الايرانية تهبط في مطار صنعاء، الذي أصبح مطارا ايرانياً.

تقول مصادر ملاحية "إن إيرانيين كانوا يرافقون الطائرات التي كانت تصل المطار حينها ثم يختفون في صنعاء".

ادخال خبراء ايرانيين

يؤكد ضابط يمني في مطار صنعاء "ربما كانوا خبراء لإدارة الحرب، لان الحوثيين كانوا لا يثقون في قادة الجيش الذين أعلنوا الولاء للجماعة".

تقدم الحوثيون صوب عدن وكانت قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية قد سقطت بيد الميليشيات عقب اعلان قادة من الشمال الزيدي تأييدهم للحوثيين، معتقدين ان الحرب التي يخوضها الحوثيون هي للانتصار للزيدية في الشمال، غير مدركين ان هذه المليشيات التي تتقدم بقوة صوب الجنوب وقتل كل من يصادفها لا يهمها أمر اليمن واليمنيين، بل تريد تحقيق طموحات إيران.

مقاومة

لم تكن في عدن جيوش تتصدى للغزو الجديد، غير ان مقاتلين أغلبهم مدنيون وأخرون ممن تم تسريحهم في الحرب الأولى على عدن منتصف تسعينات القرن الماضي، أنظموا إلى المقاومة للتصدي للغزو الجديد.

كان الحوثيون يجتاحون مدينة الحوطة في لحج شمال عدن، فيما ترك المتقاعدون من جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منازلهم وهبوا باتجاه معسكر بئر أحمد لإصلاح الدبابات التي تركها العسكريون وغادروا المعسكر دون عودة.

يقول أحد المقاتلين "كانت الحرب بالنسبة لنا حياة او موت، فعلى الرغم من فارق الامكانيات والتسليح والقوة البشرية مع القوات الغازية الا اننا كنا على ثقة بالانتصار، صحيح اننا كنا نقاتل بقلة قليلة بعد ان شعر الكثير ان سقوط عدن تم بخيانة وانه لا امل في المقاومة، الا ان عاصفة الحزم وهي تضرب مطار صنعاء رفعت معنويات الناس الى عنان السماء وانطلق الكثير من المنازل بحثا عن الحوثيين في ضواحي عدن الشمالية".

كان الايرانيون يتابعون باهتمام مصير الرئيس الذي خططوا لاغتياله قرب قاعدة العند بعد ان تم خيانته من قبل مسؤولين حكوميين أبرزهم محافظ عدن (رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها) عبدالعزيز بن حبتور".

أموال طائلة لإسقاط عدن

تؤكد مصادر على الطلاع وثيق بأحداث عدن لـ(اليوم الثامن)" أن إيران قدمت أموال طائلة لإسقاط عدن، الا ان الكثير من الشخوص التي أوكلت لهم المهمة فشلوا في تحقيقها عقب تحول الجميع في عدن والمحافظات المجاورة إلى مقاومة".

وشير المصادر إلى أن قيادات حوثية كانت تخطط لإسقاط عدن منذ ما قبل الانقلاب على حكومة الرئيس هادي الشرعية في عدن، الا ان الرفض الشعبي في عدن حال دون ذلك.

 إن مطامع إيران ليست في اليمن بشكل عام وانما في خليج عدن ومضيق باب المندب الذي تريد ايران السيطرة عليه واحتلال الخليج العربي.

يقول الباحث الخليجي محمد الديلمي "تمارس إيران في اطار نهج حكم ولاية الفقيه ادوارا سياسية  ودعائية مختلفة تصل احيانا الى حد التضاد بهدف محدد وهو العمل على غرس انطباعات القلق والتخويف لدى جيرانها العرب والمستهدفين من كل ما تقوم به من فعاليات وبرامج للتسلح والتدخل والهيمنة".

وأضاف الديلمي "يران في منظور الجغرافية هضبة تنحدر باتجاه الوطن العربي عموما والعراق وساحل الخليج  العربي خصوصا ولو تفحصنا وقائع التاريخ نجدها كدولة واقليم وشعب مصوبة انظارها وتخوض معاركها وتنسج خيوط احلامها فقط نحو هذه الأرض ولم نسمع عن اية اطماع او حروب او نزاعات  خاضتها مع اقوام او امبراطوريات او دول اخرى او جيران لها في  جهاتها الشرقية والشمالية الا لغاية واحدة التوسع غرباً ".

وقال الدليمي "إيران  على الرغم  من كل ما تحاول ان تدعيه من ارباح ومكاسب وانتصارات في لعبة السياسة والجغرافية لكنها تخسر في ميدان الاستراتيجية  والمستقبل ففي  جميع  البلدان التي تفاخر بانها  قد وقعت في قبضة الولي الفقيه او تخضع لنفوذها  نجد العكس هو الصحيح  فوضى وفشل وانهيار كيان الدولة وتفشي الفساد والحروب والارهاب عناوين لحصادها المزعوم".

وتابع "العراق اصبح من افشل البلدان ويتصدر قائمة الفساد عالميا والأرهاب يضرب اطنابه في كل اتجاه  وصادراتها  اليه تعتبر من اردئ المنتجات التي تتواجد في السوق الا اذا أستثينا بضاعتها الوحيدة  ميلشيات منفلتة للقتل والخطف  وخذ لبنان  نموذجا اخر معسكر ومخزن سلاح لحسن نصرالله وحزبه وخذ سورية المفجوعة بالهيمنة والتدخل الايراني أرتمت في نفق  طويل من احتراب اهلي وسيادة تتشضى وحكم لا سلطة له غير رؤية  الدمار والفزع، واذهب الى اليمن كيف اصبح حاله بفعل سياسات إيران التوسعية ودعمها لفصيل الحوثيين فهذه هي العواصم الاربعة التي تجاهر بها ماكنة الدعاية الايرانية بانها سقطت في فضاء نظام ولاية الفقيه".

خامئني راع للإرهاب

وقال "ايران الداخل ايضا ينخر فيها الفساد وتحرز اعلى نسب الفقر ومعدلات البطالة كما ان ارقام انتشار المخدرات  وسط الشباب الايراني مخيفة ومرعبة والصراعات الداخلية تخفي الكثير من صورة بائسة لنظام لا يجيد سوى سياسة الدعاية وصنع الاعيب التخويف والرعب في المنطقة ودعم الارهاب والذي باجماع المحللين هو صناعة ايرانية كقاعدة بن لادن والظواهري واللذان تنعم عائلاتهما برعاية وحماية نظام الخامئني، لا تسمح ايران لمراكز ابحاث  حيادية او مؤسسات  قياس  الراي العام لكي تخبرنا عن نسبة الرضى والقبول الشعبي للنظام الذي خلط الدين بالسياسة والمعتقد في الدولة وانتج نظام هجين من دكتاتورية رجال الدين وانتهازية السياسة".

 وأكد أن "ايران تخسر لأنها تسير خارج المنطق وصيرورة التاريخ مهما اجهدت نفسها واستعرضت لنا من صور وردية لمشروعها  المعطوب ولو كتب لحركة الاحتجاجات  قبل بضع شهور ان تتطور لرأينا العجب العجاب مما يخبأه الحكم".

وأشار إلى انها "اليوم لا تمتلك  قاعدة شعبية في الوسط الشيعي العراقي الذي هتف لها ايران بره بره وبغداد تبقى حرة  ناهيك عن سنة العراق اعداءها الألداء وفي الشام يستحيل عليها بفعل التركيبة السورية ان تحكم وقد انكسر حاجز الخوف واليمن عائد لا محال الى اصله العربي ومكانته بفعل وعي شعبه وانتمائه وعون اشقائه العرب ولبنان  تدرك مؤسسة الولي الفقيه بانه بلد صعب التطويع بسبب تكوينه الديني والمذهبي".