تحاربا التطرف في كل مكان..
تحالف سعودي إماراتي لمواجهة انتهازية إيران وقطر وتركيا

الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير قطر الشيخ تميم والرئيس التركي رجب طيب اردوغان
أشادت مديرة تحرير صحيفة "ذي أراب ويكلي" الصادرة من لندن إيمان زيات بالتحالف بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين تعلمان حجم التحديات في منطقة مليئة بالنزاع والعنف. فالمسائل الخطيرة التي تواجه العالم العربي كثيرة جداً وتبدأ بإعلان أمريكا مؤخراً القدس عاصمة لإسرائيل وتمرّ بالاستفزازات الإيرانية وتصل إلى محاولات نشر الإسلام السياسي من قبل قطر وتركيا بالتحديد.
من أجل مواجهة هذه التهديدات، وضعت السعودية والإمارات سياسات واضحة لمكافحة التطرف والطائفية والإرهاب قائمة على مبدأ التضامن والحفاظ على وحدة المنطقة العربية وقد عقّدت هذه التطورات المشهد الجيوسياسي الأمر الذي أدى إلى بروز الحاجة لمزيد من التعاون بين السعوديين والإماراتيين الذين يتقاسمون النظرة نفسها تجاه القضايا الإقليميّة. وتشير الكاتبة إلى أنّ ترتيب الأولويات بين التحديات في المسائل الفلسطينية واليمنية والسورية واللبنانية، هو تحدّ بحدّ ذاته. لكن بما أنّ هذه التحديات هي مترابطة، فمن المهم أن لا يتمّ التعامل معها بطريقة منفصلة بل كجزء من استراتيجية سعودية إماراتية إقليمية شاملة.
أمن اليمن حيوي
لقد التقى الملك سلمان بن عبد العزيز وليّ عهد أبو ظبي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان في 13 من ديسمبر الحالي في الرياض من أجل تعزيز التنسيق بين الدولتين. لقد أتى هذا الاجتماع بعد أسبوع على تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد يهدف إلى تعزيز العمل العربيّ المشترك. وكان وليّ العهد السعوديّ الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز حاضراً في الاجتماع. وشدّد السعوديون والإماراتيون على ضرورة ألّا يتعرّض أمن اليمن لأي مخاطر لأنه حيوي بالنسبة لاستقرار شبه الجزيرة العربية.
تسييس قطري إيراني تركي للقدس
وتطرق اجتماع الرياض إلى تداعيات الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل. فهذا القرار خلق تنافساً حادّاً حول الجهة التي تستطيع أن تعبّر عن المزيد من مشاعر التضامن مع القدس. ولسخرية القدر، هنالك دول رفعت الصوت في هذا المجال بالرغم من أنّها معروفة بعلاقاتها الجيدة مع إسرائيل واستضافت سياسيين إسرائيليين بارزين في أكثر من مناسبة. بعد قرار ترامب الأخير حول القدس مباشرة، أطلقت قطر وتركيا وإيران وحزب الله خطابات لاهبة مستخدمة قضية القدس لأهدافها السياسية الخاصة.
الانتهازية ليست جديدة على أردوغان
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول الذين تحدّثوا بنبرة عالية مستغلاً اجتماعاً خاصاً لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول من أجل تحسين صورته داخلياَ وفي العالم الإسلامي. لكن هذه الانتهازية ليست شيئاً جديداً بالنسبة إلى أردوغان. ففي سنة 2010 وبعد حادثة أسطول غزّة التي قُتل فيها تسعة ناشطين على يد الجيش الإسرائيلي، جلبت مقاربة أردوغان الهجومية دفعاً إضافياً في العالمين العربي والإسلامي. وبالفعل، سيستغل أردوغان أي وضع مهما يكن مأسوياً لاتهام جيرانه العرب وتسجيل نقاط سياسية واللعب على المشاعر القومية للعالم العربي. وما لا رغبة له بأن يقوله لمؤيديه هو أنّ مزيداً من الانقسام لا يمكنه خدمة العالم العربي. إنّ الوحدة والقوة العربية فقط يمكنهما مساعدة الفلسطينيين في صراعهم من أجل دولة مستقلة.
قطر وإيران أيضاً
وكتبت الزيات عن الانتقادات المشابهة التي برزت لدى القيادتين في قطر وإيران. وبالنظر إلى الوقائع في المنطقة، لا يمكن ولا يجب على تركيا وقطر وإيران أن تظهر كمدافعات عن القضية الفلسطينية. فهذه الدول الثلاث ووكيلاتها الميليشيوية كانت بارزة في زرع بذور الانقسام داخل العالم العربي. ودعمت المتطرفين على امتداد الشرق الأوسط وخارجه وأشعلت شرارت النزاع الطائفي في اليمن وسوريا والعراق ونشرت الإسلام السياسي من أجل زعزعة الاستقرار. وتهدف تكتيكاتها إلى تقسيم المنطقة وخلق الفراغ السياسي للتسبب بالنزاعات والتدخل الأجنبي.
حاربتا التطرف في أفريقيا أيضاً
من أجل مواجهة هذه التهديدات، وضعت السعودية والإمارات سياسات واضحة لمكافحة التطرف والطائفية والإرهاب قائمة على مبدأ التضامن والحفاظ على وحدة المنطقة العربية. كما أنّ مخاوفهما ليست محصورة بحدودهما وحسب بل تطال العالم العربي الأوسع. وذكّرت الزيات بتعهّد الدولتين ب 130 مليون دولار لمحاربة التطرف والإرهاب في منطقة الساحل. إنّ التحالف الإسلامي العسكري المناهض للإرهاب ومقره الرياض سيدعم دول الساحل الخمس بالتدريب والمخابرات والدعم اللوجستي.
حاجة للتحالفات أكثر من ذي قبل
لضمان مستقبل أفضل، يجب أن تبقى المنطقة العربية موحدة. أي تهديد أو اتهام باتجاه دولة عربية واحدة يجب أن يكون مداناً من شعوب وحكومات المنطقة. فالوحدة الإقليمية هي التي ستقف في وجه التدخل الأجنبي وتسمح للعالم العربي بإجهاض المؤامرات العدائية الهادفة إلى زعزعة استقرار المنطقة. وتختم الزيات مقالها مشددة على أنّ هنالك حاجة للتنسيق والتعاون والتحالفات الاستراتيجية أكثر من أي وقت مضى.