(اليوم الثامن) تفتح ملف تدمير التعليم في عدن..
تقرير: من يعرقل صيانة وترميم مدرسة الطويلة بعدن؟

التعليم في العراء
ظهيرة الأحد الـ20 من نوفمبر (تشرين الثاني)، وقفت الناشطة تسهيد عاصم امام مدرسة الطويلة العتيقة الواقعة في حي كريتر بالعاصمة عدن، لتلتقط بهاتفها الخلوي صور مبنى المدرسة التي شيدت في عهد الاستعمار البريطاني للجنوب وتحديدا في خمسينات القرن الماضي.
تقع المدرسة امام صهاريج الطويلة الشهيرة في عدن، مدرسة متهالكة، ومغلقة منذ سنوات، باتت تثير حالة من الاستغراب حيال عدم صيانتها او ترميمها او توفير مدرسة بديلة لطلاب الحي الكبير في كريتر والذي يبلغ عدد الطالبات فيه ١١١٣ طالبة.
النشأة
أنشئت عام 1956م وكانت قبل ذلك مخازن اخشاب للتاجر باعبيد وبنيت بعمق محدد وارتفاع محدد حتى لا تدمر قنوات المياه الممتدة من الصهاريج وبنيت من قبل الحكومة الهندية كهيئة مدرسة عندما اتى الممثل دليب كمار ووجد ان ابناء الجالية الهندية ليس لديهم مدرسة وعندما عاد الى الهند قامت الحكومة الهندية ببناء المدرسة للجالية الهندية والتي بناها مقاول ايطالي الجنسية وقد اشرف على بنائها حسن عبد الستار وهو هندي الجنسية ويقيم في عدن وعمله خياط وبعد ذلك اشتغل عضوا في مجلس إدارة المدرسة نفسها ومصمم البناء عبدالخالق عبدالرازق وتصميمها على هيئة حمامة وقد افتتحت على يد الممثل دليب كومار وكانت للجالية الهندية .
وفي عام 1966م حدث إضراب للبنات في خور مكسر واستجابة لمطالبهن تحولت الى ثانوية للبنات وفي عام 1967م بعد الاستقلال تحولت الى ثانوية تجارية وكانت مديرتها، صباح الفاهوم (اردنية) وبعدها فطوم علي أحمد ثم مريم بن بريك ثم مريم محمود وبعدها محمد سالم الحكيمي وبعد ذلك تحولت الى مدرسة ابتدائية في عام 1985م وهاهي اليوم يطلق عليها مدرسة الطويلة ومدراؤها كالاتي: صالح حسن، فاطمة السقاف، عثمان مثنى، ليلى غلام، انتصار حسين، سامية سيف، نعمه عبدالقادر علي، بشير محمود عبدالرزاق.
تقول تسهيد عاصم لـ(اليوم الثامن) "نحن نتابع مع الجهات المختصة، اسباب توقف صيانة او بناء المدرسة من جديد، هناك أكثر من ١١١3 طالبة بحاجة للتعليم".
وأكدت ان التعليم في عدن بات يتدهور بشكل ممنهج والحكومة والسلطات المحلي ة لم تهتم بالتعليم، وقابلنا الكثير من اولياء أمور الطالبات وقد اخبرونا انهم اضطروا الى نقل بناتهم الى مدارس خاصة، وهذا شيء يكلفهم الكثير، خاصة وان المواطن في عدن بات يعاني جراء توقف صرف الرواتب ، وهو ما اضاف مأساة جديدة إلى سلسلة المآسي التي تعاني منها عدن".
وشددت تسهيد عاصم على ضرورة ان يتحرك الجميع وخاصة منظمات المجتمع المدني للضغط على الحكومة للقيام بواجبها تجاه التعليم، فقد بات الجميع يخاف على الاطفال، مستقبل أولادنا يضيع، لا بد من تحرك".
مدير مدرسة الطويلة
اقرأ ايضاً: تقرير: لماذا يدمر التعليم في العاصمة عدن؟
مدير مدرسة الطويلة الاستاذ بشير محمود عبدالرزاق، عبر عن اسفه حيال توقف ترميم وصيانة مدرسة الطويلة للبنات.
وأوضح في حديث لـ(اليوم الثامن) أن "مدرسة الطويلة للبنات تعد من اعرق مدارس العاصمة عدن وقد بنيت في خمسينات القرن الماضي، وقد تم اغلاقها قبل خمس سنوات بهدف الترميم او اعادة بنائها من جديد، وكان مقررا ان يتم العمل في المدرسة قبل الحرب، إلا ان هناك من اعترض على ذلك بدعوى انها مدرسة اثرية وتاريخية ولا يجوز هدمها، واقترحوا ان ترمم، لكن ايضا الترميم لم يتم، ولا نعلم ما هي الاسباب".
ولفت إلى ان روضة الصهاريج تعد المدرسة البديلة لمدرسة الطويلة، ولكن رغم ضيق الصفوف وازدحام الطلاب وتناوبهم على ثلاث مراحل تسبب في معاناة كبيرة للطلاب والمعلمين واولياء الأمور.. مؤكدا ان نحو ١١١٣ طالبة يتناوبن على الدراسة في الروضة منذ خمس سنوات.
وشدد عبدالرزاق على أهمية ان تسرع الحكومة في ترميم او بناء مدرسة الطويلة من جديد ووقف معاناة الطلاب واولياء أمورهم والمعلمين، مؤكدا ان بقاء المدرسة دون ترميم او صيانة يضاعف من المعاناة والحل ان تسرع السلطة المحلية والحكومة بمعالجة هذه المشكلة في أسرع وقت.
من يعرقل؟
حاولنا الاتصال بجهات الاختصاص في الحكومة المحلية ومكتب تربية عدن للإجابة على هذا السؤال، غير ان مصدرا حكوميا وحيدا تجاوب معنا، قائلا "إن مشكلة مدرسة الطويلة مع الهيئة العامة لآثار عدن، وهي الجهة التي اوقفت هدم وبناء المدرسة، بدعوى أنها مدرسة تاريخية".
فيما لم نحصل على تجاوب من مكتب تربية عدن.
تدمير ممنهج
واتهم مواطنون وأولياء أمور الطلاب في حي الطويلة الحكومة اليمنية والسلطة المحلية في العاصمة بالصمت على التدمير الممنهج الذي يطال التعليم في عدن".. مؤكدين في احاديث متعددة لـ(اليوم الثامن) "أن ما يحصل للتعليم في عدن جريمة كبرى ترتكب في حق الاجيال القادمة، وسط صمت من الجميع بما في ذلك المجتمع نفسه.
وقال أحدهم "نحن اسر فقيرة لا نستطيع دفع تكاليف المدارس الخاصة في عدن، التي أصبحت عبارة عن متاجر، وأولادنا يتعرضون لسياسة تجهيل ممنهجة، دون ان تقوم وزارة التربية والتعليم بأي معالجات او حلول.
وناشد مواطنون في عدن وزير التربية والتعليم الدكتور لملس بالتحرك وفتح المدارس المغلقة وفرض قيود على المدارس الخاصة التي باتت تتاجر بالتعليم في المدينة التي عرف بانه كان مجانا للجميع.