عرض الصحف العربية:

تحوّل أوروبي يقترب من موقف واشنطن تجاه إيران

صحف عربية

معتز إبراهيم (أبوظبي)

قال مسؤول خليجي إن الحياد بات أمراَ مطلوباً في الأزمة اللبنانية الآن، فيما كشفت مصادر أوروبية إن القارة العجوز ستغير من سياساتها تجاه إيران، وستكون أقرب للسياسات الأمريكية في التعامل معها. 

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، تستعد مجموعات عمل بالرئاسة المصرية لإعداد كشف حساب لانجازات الرئيس السيسي مع اقتراب انتهاء ولايته، فيما تترقب الدوائر السعودية التحقيقات الأممية في صواريخ الحوثيين التي ضربت العاصمة السعودية الرياض أخيراً. 

الحياد في الأزمة اللبنانية 
وفي التفاصيل، قال مسوؤل خليجي رفيع المستوى لصحيفة الحياة، في شرحه لأسباب الموقف الخليجي والسعودي من الأزمة اللبنانية إنه "لا يمكن لرئيس حكومة لبناني أن يشرعن سياسة إيران وحزب الله". وأشار المسؤول إلى أن الحياد بات مطلوباً، موضحاً في الوقت ذاته أن السعودية قبلت بالتسوية التي قام بها الحريري من دون أن تكون راضية، فقانون الانتخاب الذي صدر في لبنان هو ما يريده حزب الله والرئيس اللبناني ميشال عون.

وعن احتمال مجيء رئيس حكومة آخر يكون تابعاً كلياً لـ "حزب الله" وإيران قال المسوؤل الخليجي للصحيفة: "لا يمكن أن يأتي رئيس حكومة كهذا إذا كانت الطائفة السنية غير راضية لأن شرعيته ستكون منقوصة". وقال  المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه أن الازمة تتعمق مع ربط الرئيس اللبناني لمصيرة مع مصير حزب الله أيضاً. وعما إذا كان يتوقع حرباً في المنطقة أجاب: "لا. لكن قصف الإيرانيين مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ باليستي يأتي في هذا السياق". وعما إذا كان الموقف الخليجي سيؤدي إلى محاصرة لبنان عبر المقاطعة، أجاب: "أشك في ذلك. لكن الطريقة التي كانت تسير فيها الأمور في الحكومة التي ترأسها الحريري غير مقبولة لأنها أدت إلى الموافقة على ما يريده حزب الله بأدنى ثمن، والقبول بالأمر الواقع استراتيجية مغلوطة. 

تحوّل أوروبي ضد إيران 
وعلى صعيد آخر، لفتت مراجع دبلوماسية أوروبية إلى بداية تحوّل في الموقف الأوروبي يقترب من موقف واشنطن حيال إيران. وقالت هذه الأوساط لصحيفة العرب إنه رغم أن الموقف الرسمي لدول الاتحاد الأوروبي ما زال متمسكاً بالاتفاق النووي مع طهران، إلا أن هذه الدول تبدي قلقاً متزايداً حيال برنامج الصواريخ الباليستية في إيران.

واعتبر بعض المراقبين في حديثهم للصحيفة أن موقف ماكرون يمثل الأعراض الأولى لانضمام الأوروبيين والمجتمع الدولي لمواجهة البرنامج الصاروخي الإيراني، بما قد يستدعي تعليقا للاتفاق النووي نفسه. ورغم أن الرئيس الفرنسي قال إنه ينبغي إجراء حوار مع إيران بشأن برنامج الصواريخ الباليستية، غير أنه أضاف أن أنشطة إيران في المنطقة باتت "مقلقة بشدة"، وهو ما يؤكد أن اوروبا يمكن أن تغير من تعاملها مع إيران. 

وترى مصادر دبلوماسية للصحيفة أن العواصم الغربية قد أخذت علما بتبدل المعطيات الجيوستراتيجية في المنطقة التي يعبر عنها الموقف السعودي المتصاعد ضد طهران.

وتحدثت  المصادر للصحيفة عن اتصالات دولية جرت خلال الساعات الأخيرة بغية تنسيق المواقف الدولية والخروج بموقف دولي حازم ضد إيران يُفهم طهران أن السعودية لن تكون لوحدها في أي مواجهة محتملة، وأن التعرّض لأمن السعودية كما أمن الخليج هو خط أحمر لن يسمح لإيران بانتهاكه.

كشف حساب السيسي 
من جانب آخر، كشفت صحيفة "المصري اليوم" أن رئاسة الجمهورية كلفت مجموعات عمل مختلفة، بإعداد كشف بإنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى مختلف القطاعات الداخلية والخارجية، تمهيداً لإعداد كشف حساب منذ توليه حكم البلاد، ووضع تصور عام للمستهدف تحقيقه أو استكماله خلال المرحلة المقبلة.

وتوقعت مصادر مطلعة في حديثها للصحيفة الانتهاء من إعداد الكشف بنهاية ديسمبر (كانون الأول) أو بداية يناير المقبلين، ثم يتم الإعلان عنه وعرضه على الشعب، وتتولى رئاسة الجمهورية متابعة ردود الفعل عليه فيما يشبه الاستطلاع، لتحديد موقف الرئيس من الترشح لفترة رئاسية جديدة من عدمه.

وقالت الصحيفة إن كشف الحساب سيشمل عدداً من الملفات أولها ملف الشباب، وسيطرح ما قدمه الرئيس لهم بداية من إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة، وإلحاق المتميزين منهم ببعض الوزارات والهيئات الحكومية كمساعدين ومعاونين، وإنشاء أكاديمية الشباب للتدريب والتثقيف، والمؤتمرات الشهرية والسنوية، وصولاً إلى منتدى شباب العالم الذي أنهى أعماله أخيراً.

الصواريخ الحوثية 
من جهة أخرى، أفاد مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، بأن اللجنة المكلفة بمتابعة قرارات مجلس الأمن تتحرى بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأشار المعلمي في تصريحات خاصة لصحيفة الشرق الاوسط أن اللجنة تقوم بذلك في إطار متابعة اختراق القرارات الأممية، وأن الجانب السعودي يترقب نتائج ذلك. 

وأضاف المعلمي للصحيفة أن السعودية تقدمت بخطاب إلى مجلس الأمن حول الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على الرياض، مشيراً إلى أن الخطاب سلط الضوء على الواقعة. وكشف المعلمي أن الصاروخ الذي استهدف العاصمة السعودية من صناعة إيرانية، وجرى توريده إلى الميليشيات الحوثية في اليمن.

وأوضح المعلمي أن الجانب السعودي قدم توضيحات بشأن مسألة الإغلاق المؤقت للموانئ اليمنية، مشيراً إلى أنه "سيتم التعامل مع (ملف الإغلاق) بشكل مختلف وفي فترة قصيرة". وتابع المعلمي: "هذه الإجراءات تهدف إلى الاستجابة لحالة معينة، وعندما ينتهي الغرض سيتم رفعها والعودة إلى ما كان عليه الوضع، مع التعديلات والإصلاحات والاحتياطات اللازمة". 

وأكد المعلمي أن السعودية لا تتأثر بأي ضغوط أو تصريحات، وأنها "لا تعتد بالضوضاء الإعلامية التي تصاحب أي حدث هنا أو هناك"، مشدداً على أن الرياض "تتعامل مع المواقف الرسمية لمجلس الأمن الذي ما زال متمسكاً بالقرار (2216)، ويعيد التأكيد عليه في كل مناسبة".
*المصدر