رغم موقف ترامب..
الاتحاد الأوروبي يدافع عن الاتفاق النووي الإيراني

فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي
أكد الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين من جديد دعمه للاتفاق النووي الموقع بين إيران وست قوى عالمية عام 2015 على الرغم من انتقادات حادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاتفاق وحث التكتل أعضاء الكونجرس الأمريكي على عدم العودة لفرض العقوبات على طهران.
وتحدى ترامب حلفاء وأعداء الولايات المتحدة على السواء يوم الجمعة ورفض أن يشهد رسميا بالتزام طهران بالاتفاق على الرغم من تأكيد مفتشين دوليين على ذلك وقال إنه قد ينهي الاتفاق في نهاية المطاف.
وقال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعون في لوكسمبورج إن عدم احترام اتفاق دولي دعمه مجلس الأمن قد يكون له عواقب وخيمة على السلام الإقليمي وقد يقوض جهود كبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية.
وقال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل للصحفيين قبل اجتماع وزراء الخارجية ”نشعر نحن الأوروبيين معا بقلق بالغ من أن يقودنا قرار الرئيس الأمريكي إلى مواجهة عسكرية مع إيران“.
ورأست المحادثات المغلقة فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، التي قادت المرحلة الأخيرة من مفاوضات الاتفاق، وأصدر الوزراء بعدها بيانا مشتركا قالوا فيه إن اتفاق عام 2015 أساسي لمنع انتشار الأسلحة النووية عالميا.
وقال البيان ”الاتحاد الأوروبي ملتزم بمواصلة التطبيق الفعال والكامل لكل بنود اتفاق إيران النووي“.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحفيين ”منع الانتشار (النووي) من العناصر الأساسية المتعلقة بالأمن العالمي والإضرار به سيكون مضرا للغاية“. وأضاف ”نأمل ألا يعرض الكونجرس الأمريكي الاتفاق النووي الإيراني للخطر“.
وقالت موجيريني إنها ستسافر إلى واشنطن أوائل الشهر المقبل في محاولة لحشد التأييد للاتفاق.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران ملتزمة بالاتفاق الذي قال ترامب إنه ”أسوأ اتفاق جرى التفاوض عليه على الإطلاق“.
ويفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على بعض أفراد الحرس الثوري الإيراني وهو ما أشار إليه ترامب يوم الجمعة وهو يعرض تفاصيل سياسة أكثر تشددا تجاه إيران.
وناقش وزراء الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين برنامج إيران للصواريخ الباليستية الذي يريدون تفكيكه. وتقول طهران إن صواريخها لأغراض دفاعية فقط.
وقالت موجيريني إن الوزراء لم يناقشوا فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها الصاروخي.
وقال العديد من حكومات الاتحاد الأوروبي ومنها هولندا وبريطانيا إن صواريخ إيران الباليستية وتدخلاتها في سوريا واليمن تدعو للقلق لكن الوزراء أكدوا على أن التركيز في الوقت الراهن يجب أن ينصب على إنقاذ الاتفاق النووي.
* تداعيات أزمة كوريا الشمالية
يعتبر الاتفاق المبرم مع إيران أكبر نجاح دبلوماسي للاتحاد منذ عشرات السنين وأبرم بعد محادثات استمرت 12 عاما ساعد دبلوماسيو الاتحاد في بدئها واستمرارها.
ويشعر كثيرون بالقلق من أن تتضرر سمعة الاتحاد الأوروبي كوسيط نزيه في عدد من الصراعات المستقبلية إذا أعاد الكونجرس الأمريكي فرض العقوبات على إيران مما قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق.
ورفعت أغلب العقوبات التي كانت تفرضها الأمم المتحدة والغرب عن إيران قبل 18 شهرا بموجب الاتفاق. ومازالت طهران تخضع لحظر سلاح تفرضه عليها الأمم المتحدة وهو ليس جزء من الاتفاق.
ومن المقرر أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم في بروكسل على مجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية لفرضها على كوريا الشمالية بعد أن أجرت بيونجيانج تجربة نووية الشهر الماضي. ومازالت العديد من الدول تأمل في تكرار اتفاق إيران مع كوريا الشمالية.
وقال جابرييل ”ما أخشاه هو.. إذا أردنا التحدث مع كوريا الشمالية الآن فالإنهاء المحتمل للاتفاق النووي مع إيران سيعرض مصداقية مثل تلك الاتفاقات للخطر“.