كيف يخرج غوارديولا من المأزق الحالي؟
لعنة الإصابات تضرب سيتي

بيب غوارديولا
جاءت إصابة مهاجم مانشستر سيتي، سيرخيو أغويرو، كالصاعقة على مسامع المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، فالأمر لا يتعلق بالحرمان من هدّاف الفريق فحسب، بل يمتد إلى حد الضرر بأسلوب وطريقة السكاي بلوز، التي تعتمد على الكون منذ بداية الموسم بشكل كبير، وهو عكس ما انصبت إليه معظم الترشيحات قبل الولوج في البريميرليغ.
اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا، والذي ترجح التقارير غيابه لمدة شهرين بسبب الكسر في الضلوع، كان قد تعرض لحادث مروري في هولندا، أثناء رحلته القصيرة لبلاد الطواحين لمشاهدة المغني الشهير في أمريكا الجنوبية، الكولومبي مالمو.
أغويرو وقبل الاستفاضة في التقرير وقع على 6 أهداف وصنع 3 أخرى، فيما أحرز الشاب البرازيلي غابريل خيسوس 4 أهداف ولم يصنع بعد، لماذا بدأنا بهذه المقارنة؟ سنتفهم ذلك في السطور التالية..
عمد مدرب برشلونة الأسبق إلى التغيير في الرسم التكتيكي خلال مباريات الفريق في الدوري المحلي، فتارة استخدم خطة 4-3-3 وتارة أخرى لجأ إلى 3-1-4-2.. والعمود الفقري للهجوم في كلتيهما هو أغويرو، والذي خاض المباريات الست جميعًا.
قوة وتأثير الأرجنتيني ينبع من كونه المهاجم الأساسي للفريق، سواء اعتمد بيب على مهاجم وحيد أو إثنين، ومن المرجح أنه استقر على رسم 3-1-4-2 والذي لاقى رواجًا كبيرًا خاصة بعد استخدامه ضد ليفربول، لكن غياب أغويرو سيجعله يتجه للرسم الآخر (4-3-3) مستخدمًا خيسوس كمهاجم وحيد يتوسط جناحين، لكن هل باستطاعة اللاعب اليافع ملء الفراغ الذي سيخلفه الكون؟.
الإجابة ربما تتلخص في هذه الإحصائية، حيث خاض خيسوس 4 مباريات كماجم صريح، إثنتين كجناح أيسر وواحدة كجناح أيمن، وهو ما يعكس مرونة اللاعب وقدرته على التعامل مع الكرات بشكل جيد خارج الصندوق، ربما بشكل أدق وأفضل من أغويرو، لكن داخل الصندوق (وهو ما يحتاجه الفريق حاليًا) سنجد أن البرازيلي ليس المهاجم القناص الذي يستطيع إنهاء الكرة في شباك الخصم من أنصاف الفرص.
أو بمعنى أدق فإن خيسوس من نوعية المهاجمين الدائمين التحرك خارج منطقة جزاء الخصم، وقد يُفضل بيب هذه النوعية، لكن عندما يكون أحد ثنائي الهجوم وليس المهاجم الأوحد، حتى وإن كانت فلسفة الفريق في الأصل قائمة على اللامركزية، وتبادل الأدوار مع لاعبي الوسط.
نعم وسط سيتي هو كلمة السر هذا الموسم، ففي الوسط تُطبخ الأهداف على نار هادئة -18 هدف من اللعب المفتوح-، ويُقدم الدعم بالشكل الأمثل للدفاع، -استقبل الفريق هدفين فقط في الدوري- ولا قلق على خيسوس في الخطوط الأمامية حيث سيكون مدعومًا بشكل كبير من الثنائي دي بروين وسيلفا واللذان صنعا معًا 9 اهداف، لكن ما قد يجعل البعض يظن أن بيب قد يلجأ لأسلوب جديد هو إصابة بينيامين ميندي، والتي قد تصل إلى 6 أشهر.
فالفريق لا يمتلك في قائمته سوى ثلاثة أظهرة وكلهم آتوا هذا الصيف، ووكير، دانيلو، ميندي، ومع إصابة لاعب موناكو السابق، حتمًا سيشرك بيب دانيلو في جهة اليسار، ووكير على اليمين، لكني شخصيًا أشك في قدرات ظهير ريال مدريد السابق في تحمل عبء الرواق وحده، وهو الأمر الذي سيُخلّف وابلًا من الانتقادات بحق غوارديولا الذي دخل الموسم بثلاثة أظهرة فقط، فبالنظر إلى ليفربول مثلا فهو يمتلك 6 أظهرة!
ماهي الخطة المناسبة لمانشستر سيتي لحين عودة أغويرو؟.. في اعتقادي الشخصي أن بيب قد يلجأ لخطة 4-3-3 (لعب بها 3 مباريات سجل 18 واستقبل هدف واحد) وفي حالة عدم تجاوب دانيلو مع الطريقة، فإن الأنسب هو 3-4-3.. لماذا؟ ببساطة لأن هفوات دانيلو الدفاعية في اللعب بأربعة مدافعين ستحتم على غوارديولا اللجوء للعب بثلاث قلوب للدفاع لتغطية انطلاقاته الهجومية عندما يكون على يسار الوسط، وفي حالة عدم تجاوبه من الأساس فإن الدور قد يُسند إلى ساني أو ستيرلينغ مثلا، ومن هنا سنجد أن رسم 3-4-3 سيعطى المدرب خيارات أفضل وأكثر في الوسط والدفاع على حد سواء.
مباراة اليوم ضد تشيلسي ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي لرجل فقد أهم لاعبي فريقه في الهجوم، وفارس الجهة اليسرى –الأوحد- حيث سيكون مطالبًا بحسن التصرف والتدبير لاسيما مع تربص الكثير والكثير بسقطة واحدة للإسباني الذي اكتسح كل من وجده في طريقه في الدوري ودوري الأبطال على حد سواء.