احتمال تدفق الاستثمارات في إعادة بناء البنى التحتية والاقتصاد المهشم..

واشنطن بوست: العقوبات الأمريكية على سوريا تباطأت منذ وصول بايدن

معظم العقوبات القاسية على سوريا تم فرضها إبان رئاسة دونالد ترامب

واشنطن

تناولت الصحافيتان ليز سلاي وساره دادوش خطوات الانفتاح الأخيرة من دول عربية على سوريا، معتبرتين أن الرئيس السوري بشار الأسد تلقى دفعة كبيرة في الأسابيع الأخيرة، مع صدور مؤشرات من دول عربية مهمة لمعاودة الانخراط مع حكومته بعدما نبذته لمدة عقدٍ، مما عزز الآمال في دمشق باحتمال تدفق الإستثمارات للمساعدة في إعادة بناء البنى التحتية والإقتصاد المهشم.

معظم العقوبات القاسية على سوريا تم فرضها إبان رئاسة دونالد ترامب

وشكل الاتصال الهاتفي الشهر الماضي بين الأسد والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الاتصال الأرفع مستوى بين سوريا ودولة عربية حليفة للولايات المتحدة. كما عززت زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لدمشق ولقاءه الأسد الأسبوع الماضي، الشعور بأن عزلة سوريا بين جيرانها، يمكن أن تصل إلى نهايتها.

ويرى المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبدالله أنه "بعد نحو 11 عاماً من المقاطعة وغياب الإتصالات، حان الوقت لبدء فصل جديد في تاريخ سوريا وإعادتها إلى المحيط العربي".

لكن الكثير من العقبات لا تزال متبقية بعد عقد من الحرب التي أثارت استقطاباً في المنطقة، ودمرت سوريا ولا تزال نارها متقدة، على الرغم من أن المعارك الرئيسية قد توقفت، بينما الاستثمار هناك لا يشكل عامل جذب.

وكررت قطر الأسبوع الماضي، أنها لا تفكر في معاودة التواصل مع سوريا من دون إصلاحات فعلية وإجراء محاسبة.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "لا نفكر في الوقت الحاضر بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد".

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية للتلفزيون في وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن المملكة العربية السعودية "لا تفكر حالياً..." في عملية إعادة انخراط كاملة مع الحكومة السورية، على رغم أن مسؤولي الإستخبارات في البلدين تبادلا الزيارات في عدد من المناسبات في الأشهر الأخيرة.

السعودية
وكانت السعودية وقطر من أكبر الداعيمن العرب للمعارضة السورية خلال الانتفاضة على حكم الأسد. أما مصر، التي يمكن أن تضطلع بدور أساسي في ضمان القبول الكامل لسوريا في العالم العربي، فهي لم تقطع يوماً بشكل نهائي علاقاتها الديبلوماسية مع دمشق وحافظت على اتصالات منتظمة مع المسؤولين في الحكومة السورية، إلا أن القاهرة لم تتخذ خطوة بمعاودة كاملة للعلاقات مع دمشق، في الوقت الذي كانت تضغط، من دون جدوى، لتحقيق تقدم في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة منذ سبعة أعوام حول الإصلاح السياسي في سوريا.

وقال عبد الخالق عبدالله، إن بعض الدول العربية يساورها القلق من معادوة انخراط نشيطة مع دمشق.

لكن الإمارات تعتقد أن الشروط الضرورية لمواجهة توسع النفوذ الإيراني في سوريا-حيث تحتفظ طهران بقوات وقواعد وميليشيات حليفة لدعم الأسد- تفوق أي هاجس آخر، وفق عبدالله. وتوقع أن تتجاوز دول عربية أخرى قريباً ترددها في أن تحذو حذو دولة الإمارات في معاودة التعامل مع الأسد، بما في ذلك اتخاذ خطوة رمزية مهمة بمعاودة عضوية سوريا في الجامعة العربية.

العقوبات
ومعلوم أن معظم العقوبات القاسية على سوريا تم فرضها إبان رئاسة دونالد ترامب. وهذه العقوبات، التي صيغت لمنع أي استثمار يمكن أن يعود بالفائدة على الأسد ونظامه، من شأنها عرقلة أي نوع من الاستثمار العربي الذي يعتبر الاقتصاد السوري بحاجة ماسة إليه. ويقول مسؤولون إن إدارة الرئيس جو بايدن، لا تعمل على تخفيف تطبيق هذه العقوبات، مع أن فرض المزيد منها قد تباطأ منذ دخول الرئيس الحالي إلى البيت الأبيض قبل نحو عام.