تعديل كفة التوازنات الداخلية..

مباحثات ثنائية بين إبراهيم رئيسي ومصطفى الكاظمي في إيران

لا حديث معلنا بين رئيسي والكاظمي عن كبح نفوذ الميليشيات الموالية لطهران

بغداد

أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأحد في طهران مباحثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في أول لقاء بين الرجلين منذ تنصيب رئيسي في مطلع اغسطس/اب رئيسا لإيران خلفا للإصلاحي حسن روحاني، فيما تأتي زيارة الكاظمي للعاصمة الإيرانية بينما يسعى لتعديل كفة التوازنات الداخلية في ظل تنامي نفوذ ميليشيات شيعية موالية للجمهورية الإسلامية وأيضا في الوقت الذي يسعى فيه لإحداث توازن في علاقات بلاده الخارجية.

وتأتي زيارة الكاظمي أيضا بينما يحاول إعادة ترتيب أوراقه السياسية في ما يتعلق بالعلاقات مع إيران، بينما يستعد العراق لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة لا يبدو أنها ستخرج عن سياقات هيمنة الأحزاب الشيعية التقليدية التي تحكم العراق منذ العام 2003.

وتعتبر إيران قوة مؤثرة في المشهد السياسي العراقي ولها سلطة واسعة على الميليشيات والأحزاب الشيعية المناوئة في معظمها للكاظمي وهي الميليشيات التي تتهمه بالولاء للولايات المتحدة وبالتورط في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني وقائد هيئة الحشد الشعبي (العراقي) أبومهدي المهندس في يناير/كانون الثاني 2020.

ويحاول العراق كذلك الوساطة بين طهران وخصومها الخليجيين ومن بينهم السعودية أملا في منع جيرانه من تصفية الحسابات على أراضيه.

ويكابد الكاظمي للنأي بالساحة العراقية عن التجاذبات والصراعات الإقليمية بينما يقاوم نفوذ الميليشيات المسلحة ويواجه تحديات أمنية واقتصادية كبيرة مثقلا بإرث الحكومات المتعاقبة.

وبات العراق ساحة للخصومة بين إيران من ناحية والولايات المتحدة وإسرائيل ودول خليجية عربية من ناحية أخرى من خلال هجمات على القوات الأميركية واغتيالات لقادة عسكريين إيرانيين وعراقيين.

وقال رئيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الكاظمي في طهران "خلافا لرغبة الأعداء، فإن العلاقات بين إيران والعراق ستشهد نموا في جميع المجالات".

وأكدّ أن العراق وافق على إلغاء تأشيرات الإيرانيين الذين سيزورون العراق أواخر الشهر الحالي للمشاركة في مراسم أربعينية الإمام الحسين، مضيفا "اتُخذت قرارات أيضا بشأن المسائل المالية في البلدين ويجب تنفيذها".

ويعتمد العراق على الغاز والكهرباء الإيرانيين لكن وارداته غير منتظمة في الآونة الأخيرة بسبب مدفوعات عالقة.

وقالت شركة الغاز الحكومية في إيران أواخر العام الماضي إنها خفضت الإمدادات للعراق بسبب متأخرات تجاوزت ستة مليارات دولار مما جعل بغداد ومدنا أخرى عرضة لانقطاع الكهرباء.

وذكرت وزارة الكهرباء العراقية الشهر الماضي أن إمدادات الغاز الإيراني للمنطقة الوسطى انخفضت من ثلاثة ملايين إلى مليوني متر مكعب يوميا كما تراجعت الإمدادات للمنطقة الجنوبية من 17 مليونا إلى خمسة ملايين متر مكعب يوميا.

أكد الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء العراقي رغبتهما في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلديهما.

وجاء ذلك أثناء ترؤسهما الاجتماع الموسع بين الوفدين العراقي والإيراني. وقال الكاظمي، وفق بيان صادر عن مكتبه، إن تجدد زيارته إلى إيران "يبيّن الأهمية التي يوليها العراق لتعزيز التعاون بين البلدين وتطلعه إلى تعضيد الشراكة الثنائية".

وأوضح أن "جملة من الروابط والعلاقات الوطيدة في مختلف المجالات تجمع العراق بجارته إيران وهناك رغبة في توسعة التبادل التجاري والاقتصادي ومجمل نواحي الشراكة البينية"، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لاتخاذ خطوات مهمة في ما يتعلق بالالتزامات المالية تجاه طهران.

ولدى إيران ديون مترتبة على العراق تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار على الأقل وهي قيمة مشتريات الغاز المجهز لمحطات الكهرباء وكذلك استيراد الطاقة الكهربائية. وتقف العقوبات الأميركية على طهران حائلا أمام بغداد لسدادها.

كما كشف الكاظمي عن "نية العراق اتخاذ قرار برفع شرط الحصول مسبقا على سمات الدخول أمام الزائرين الإيرانيين القادمين عن طريق المطارات".

ويتدفق ملايين الإيرانيين سنويا على العراق لزيارة أضرحة دينية ومزارات مقدسة لدى المسلمين الشيعة.

وقال رئيسي من جهته إن بلاده "تؤمن بأن وجود عراق قوي ومقتدر سيخدم المنطقة، مثلما يصب في صالح العلاقات الإيجابية بين البلدين".

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران نحو 13 مليار دولار سنويا تطمح طهران لزيادته إلى 20 مليارا متجاهلة العقوبات الأميركية.‎‎