"بريطانيا والعودة للجنوب من البوابة الشرقية"..

تقرير: "قطر وسلطنة عمان".. مساعٍ إخوانية لتحويث محافظة المهرة

اذرع محلية ممولة من قطر وسلطنة عمان وايران تعمل على تمكين الحوثيين من المهرة - أرشيف

الغيضة

تحشد أطراف الصراع في المنطقة بكل طاقتها للسيطرة على محافظة المهرة، بوابة الجنوب الشرقية، حيث يسعى الحوثيون للإبقاء على نفوذهم لتسهيل تهريب الأسلحة الإيرانية عبر المنافذ مع عمان، النظام المتحالف مع إيران.

كما أن حزب الإصلاح الإخواني، المسيطر على قرار الشرعية، يطمع إلى السيطرة على المحافظة الجنوبية الشرقية لتسهيل إيصال الأسلحة إلى مأرب وشبوة، كما يسعى إلى تحويل المحافظة إلى مركز نفوذ للمحور التركي القطري، في ظل الخطر الذي يقترب من مأرب وشبوة من قبل مليشيات الحوثي التي تتقدم بشكل سريع باتجاه المحافظتين.

ويرى حزب الإصلاح الإخواني أنه فقد الشمال بالكامل لصالح الحوثيين، حيث يسعى لترتيب صفوفه في المهرة ووادي حضرموت، مستغلا القوات العسكرية والأمنية الكبيرة المتواجدة في وادي حضرموت والمهرة ولم تشارك في معارك الحوثي منذ انطلاق عاصفة الحزم.

وصعّدت عمان وقطر عبر الأدوات المحلية بقيادة الشيخ علي سالم الحريزي، المدعوم من المخابرات العمانية، ضد التحالف العربي رفضًا لتواجد القوات الأجنبية.

وتداول ناشطون جنوبيون صوراً لأطقم على متنها مسلحون حوثيون يتبعون الشيخ الحريزي يشاركون مع زوامل وشعارات حوثية في مسيرة مدعومة من عمان وتركيا وقطر.

وشارك العشرات من حزب الإصلاح الإخواني وجماعة الحريزي في مسيرة، في المهرة ضد التحالف العربي، معتبرين "القوات السعودية في المحافظة احتلالاً وعدواناً، وهو ما يردده الحوثي".

وشارك الإخوان في التظاهرة كما قاموا بدعمها إعلاميا، وشاركت مليشيات "الحوثيين" ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبد السلام، في خطاب التهييج بعد تأكيدات دولية أن استهداف سفينة النفط انطلق من اليمن.

وقال عبدالسلام في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية: "إن القوات المتواجدة في المهرة من سنتين هي قوات احتلال، ومن حق الجمهورية اليمنية وجيشها أن يواجه أي قوات أجنبية في أرض اليمن ويستهدفها باعتبارها قوات غازية بموجب القانون الدولي والقانون اليمني والأعراف الدولية والإنسانية" - حسب قوله.

المهرة.. بوابة لعودة بريطانيا

ووصلت قوات بريطانية الأسبوع الماضي إلى محافظة المهرة، عقب تعرض ناقلة نفط بريطانية لاستهداف بطائرة مسيرة إيرانية أطلقت من المهرة، وفق ما أكدته المخابرات الأمريكية.

وتزامن وصول القوات البريطانية إلى محافظة المهرة مع قرب نهاية الشرعية المعترف بها دوليًا بعد تسريبات سياسية تشير إلى تحرك دولي لإنهاء الحرب في اليمن.

مراقبون اعتبروا وصول القوات البريطانية مرتبط مع الحل القادم، الذي سيمكن الحوثي من الشمال، في حين ستبقى القوات البريطانية لتأمين الجنوب من تهريب الأسلحة وتأمين الملاحة الدولية من التهديدات الإيرانية.

ويدرك المجتمع الدولي أن تأمين المناطق الجنوبية لن يتم إلا عن طريق قوات جنوبية لا تخضع لحزب الإصلاح، ومن المتوقع أن يعمل المجلس الانتقالي الجنوبي مع المجتمع الدولي لترتيب صفوفه واستلام محافظة المهرة.

التصعيد الحوثي الإخواني المشترك بين الحوثي والإخوان ضد القوات البريطانية وقوات التحالف يشير إلى أن تواجد هذه القوات يمثل خطرا على نفوذهما في المحافظة.

تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظة المهرة خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث سينهي العبث الإخواني الممول من تركيا وقطر، وأيضا سيوقف تهريب الأسلحة الإيرانية لمليشيات الحوثي.

 

ماذا يحدث في المهرة؟

يختلف الإخوان والحوثي أمام المجتمع الدولي، وعلى الأرض هناك تحالف مشترك بينهما، وما يجري في المهرة يؤكد ذلك، حيث يدعم الطرفان ما يسمى بالاعتصام السلمي، الذي يصعد عبره الطرفان ضد التحالف العربي والقوات البريطانية.

ويعتبر الشيخ علي سالم الحريزي، من القيادات المقربة من الحوثيين والمخابرات العمانية وهمزة وصل بين عمان ومليشيات الحوثي كما تربطه علاقة بالمخابرات التركية والقطرية.

كما أن السلطة المحلية في المحافظة والقوات العسكرية والأمنية محسوبة على حزب الإصلاح.

لذلك يصعد الحوثي والإخوان عبر الأدوات هناك رغم الرفض الشعبي للمخططات، التي تستهدف المحافظة.

 

مساعٍ إخوانية لتحويث المهرة

وقال نائب رئيس انتقالي المهرة حسان بالحاف إن هناك مساعٍ إخوانية لتحويث محافظة المهرة الجنوبية.

وقال بالحاف إن السلطة المحلية تتفق بكل منظومتها الأمنية والعسكرية مع اعتصام مليشيات الحريزى مؤكدا بان معسكرات الإخوان  لا تخلو من مدربين حوثة وخبراء ومجندين شماليين.

وأوضح بالحاف أن ذلك يتم من خلال استقدام الحشود المسلحة التي ظهرت في مهرجان الكرنيش إلى استقدام عتاولة الفساد اليمنى مرورًا باستضافة ما يسمى الأولمبياد على نفقة المهرة وفتح معسكرهم التدريبي لمدة تتجاوز شهر في ظل ما يشهده المواطن المهري من فقر وعسر المعيشة وصعوبة مكافحة متطلبات حياته اليومية.

وقال إن هناك استيطان ممنهج وامتلاك الأرض والعقار والمحال التجارية لم تكن غائبة عن مهرجان الخيمة، ناهيكم عن الحماية والدعم المباشر من معسكرات الاحتلال، كل ذلك يؤكد أن المهرة في خطر.

 

المهرة ترفض مشاريع الحريزي والإخوان

ويؤكد ‏أبناء ‎المهرة رفضهم القاطع لمشروع الخيمة التخريبي، تجسد ذلك في مقاطعة الفعالية التي دعت لها لجنة الاعتصام، مما اضطرهم لجلب الجماهير من أبناء المحافظات الأخرى، لتعويض النقص الحاد في الحضور.

وقال خالد طه سعيد، مدير إدارة الثقافة بالمجلس الانتقالي محافظة المهرة، إن السواد الأعظم من أبناء محافظة المهرة ينشدون قيام الدولة الجنوبية الفيدرالية وينشدون الأمن والاستقرار ويرفضون أي أعمال تكون لها نتائج سلبية على أمن واستقرار محافظتهم، فمن سابع المستحيلات أن يتم تزوير إرادة أبناء المهرة أو حرفها عن المسار الجنوبي".

وأشار طه إلى أن "من ‏هربوا من مواجهة الحوثيين في صنعاء والجوف ومأرب وذمار وحجة والمحويت وتركوا خلفهم بيوتهم وأملاكهم ينهبها ويدمرها الحوثيون وجاءوا ليتظاهرون في المهرة لطرد المحتل السعودي - كما يدعون ويصفوه - لن ينجحوا، فالمهرة مع الانتقالي الجنوبي ومع مشروع استعادة دولة الجنوب".

ووجه السياسي المهري مجاهد آل عفرار رسالة إلى الإقليم والعالم بأن تلك الأصوات النشاز"حوثية وإخوانية" لا تمثل إرادة أبناء محافظة المهرة، وما تقوم به من إجراء مرفوض جملة وتفصيلاً.

وقال في تغريدة له على تويتر: "إن ما تقوم به هذه الأذرع المحلية تهدف بشكل واضح إلى جر المحافظة المستقرة والهادئة إلى صراع قد لا يحمد عقباه".

كما أكد آل عفرار أن "علاقة أبناء المهرة مع الأشقاء والأصدقاء والحلفاء ستظل كما كانت، نتبادل التعاون المشترك في كافة المراحل ولهم مننا جزيل الشكر والاحترام".

 

أين الانتقالي من المهرة؟

ويستمد المجلس الانتقالي الجنوبي قوته من الشعب الجنوبي، لذلك يؤكد أبناء المهرة أنه لا بديل عن مشروع الانتقالي الجنوبي في المحافظة ولن يقبل أبناء المهرة بمشاريع الإخوان والحوثي.

وقال بن عفرار في حوار سابق: "إن مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي يتمثل في قيام دولة فدرالية تمنح لكل محافظة (إقليم) حق الإدارة الذاتية بعيدا عن المركزية، وبما يضمن توزيع عادل للثروة". وأكد "أن دولة الجنوب الفيدرالية القادمة سيقودها الشباب المتسلح بالعلم والأمانة لتصل بشعبها إلى مصاف الدولة المتقدمة والاستفادة من خيراتها على مختلف القطاعات، لينعم بتلك الخيرات كافة فئات المجتمع".

وأكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار، رفضه للمخططات الإخوانية الحوثية الخبيثة بتحويل محافظة المهرة إلى ساحة للصراعات الاقليمية.

وقال آل عفرار: "إن أبناء المهرة سيكون لهم موقف رافض للتحالفات الخبيثة أو تحويل محافظتهم إلى ساحة للصراعات الإقليمية". داعيا أبناء المهرة وسقطرى إلى وحدة الصف وتجاوز الخلافات والسير خلف كيانهم المتمثل بالمجلس العام.

وأضاف في منشور له على الفيسبوك: "سيكون للمهرة موقفهم الرافض لكل التحالفات الخبيثة أو تحويل محافظتهم إلى ساحة للصراعات الإقليمية".

ودعا في ختام منشوره أبناء سقطرى والمهرة إلى وحدة الصف وتجاوز الخلافات، والعودة إلى جادة الحق والصواب تحت مظلتهم وكيانهم الجامع المتمثل بالمجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى.