كشفت دراسة صادمة عن علاقة وثيقة بين اضطراب الوسواس القهري وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
ركز فريق من الباحثين الأمريكيين على دراسة مدى التأثير الفعلي للوسواس القهري OCD على الدماغ، ووجدوا أن المصابين بهذا الاضطراب أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بـ 3 مرات، مقارنة بغيرهم، وخاصة لدى كبار السن.
قارن الباحثون بين بيانات 28 ألف شخص من المصابين بالوسواس القهري و28 ألفا آخرين غير مصابين بالاضطراب، مع تتبع بيانات حالتهم على مدار 11 عاما.
وجد الفريق أنه لدى الأشخاص المصابين بالوسواس القهري، ارتفع خطر إصابتهم بما يُعرف بالسكتة الدماغية البسيطة أو العابرة لأكثر من 3 مرات، كما كانت مستويات الخطر أعلى بين المصابين بالاضطراب أصحاب الـ 60 عاما وما فوق.
وإضافة إلى ذلك، أشارت النتائج إلى أن اضطراب الوسواس القهري أسهم في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية في كلتا المجموعتين، ولكن الخطر كان أعلى بين كبار السن.
هذا وتتطلب كل من السكتة الدماغية العابرة والنزفية إلى علاج فوري لمنع حدوث تلف أو شلل في الدماغ أو الوفاة، خاصة أن السكتة الدماغية تعد أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعا حول العالم.
وبجانب هذه النتائج المثيرة، كشفت الدراسة أن العلاجات المعتادة لعلاج اضطراب الوسواس القهري لم تبد أي تأثير على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛ ما قد يعني أن علاجات الوسواس القهري لا تساعد في علاج السكتة الدماغية أو تخفض من خطر الإصابة بها.
تعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تكشف وجود علاقة بين الوسواس القهري والسكتة الدماغية، إذ سبق وكُشف أن السكتات الدماغية وإصابات الدماغ الأخرى تزيد خطر الإصابة بهذا الاضطراب لاحقا، وليس العكس.
وقالت رئيسة الدراسة، البروفيسورة (يا مي باي) ”هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لفهم كيف أن الآلية العقلية لاضطراب الوسواس القهري قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. فعلى مدى عقود، وجدت الدراسات علاقة بين الإصابة أولا بالسكتة الدماغية والإصابة لاحقا بالوسواس القهري، وليس العكس“.
كما أضافت البروفيسورة ”تسلط نتائج دراستنا الضوء على ضرورة حفاظ المصابين بالوسواس القهري على اتباع نمط حياة صحي، مثل: الإقلاع عن التدخين، والدوام على النشاط البدني، والحفاظ على وزن صحي لتجنب عوامل الخطر المرتبطة بالسكتة الدماغية“.
