"الأحمر" وضابط الارتباط بين انصار الله وحزب الله..

تقرير: بين بيروت وسيئون.. كيف تقوض قطر الدور السعودي في لبنان والجنوب

الدور القطري سيجد دعما قويا من أطراف لبنانية، خاصة من حزب الله الذي سبق له أن استفاد من الأموال القط

كشفت مصادر يمنية عن ضابط ارتباط يمني بين ميليشيات الحوثي في صنعاء، والتي يطلق عليها مسمى "أنصار الله"، وحزب الله اللبناني، يعمل منذ سنوات في مطار سيئون الدولي والخاضع لسيطرة قوات نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، الأحمر المقيم في العاصمة السعودية الرياض، ويحظى بدعمها منذ عقود، وخلال الخمس السنوات، فشل الأحمر في تحقيق أي تقدم في الحرب ضد الحوثيين، بل على العكس ساهم صعود الأحمر الى منصب نائب الرئيس، في إعادة ترتيب الحوثيين لأوراقهم، بعد ان كانوا في حالة انهزام، تحولوا الى الهجوم وسيطروا على الجوف ونهم وصرواح، وباتوا على بعد امتار قليلة من السيطرة على المجمع الحكومي في مدينة مأرب المعقل الأخير لإخوان اليمن.

المصادر أكدت "عنصر يمني تلقى تدريبات في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث مقر حزب الله اللبناني، يدعى زيد علي صلاح، عاد قبل نحو عامين إلى صنعاء، للقيام بمهام التنسيق بين صنعاء وبيروت.

وقال مصدر يمني على اطلاع بكواليس الرئاسة اليمنية "إن علي محسن الأحمر، عين قبل نحو عامين صلاح، مستشارا له، حتى الثلاثاء الـ9 من فبراير الجاري، حين عينه مسؤولا في مطار سيئون الدولي، أي في الهيئة العامة للطيران المدني".

وقال الناشط اليمني حافظ مطير عن مستشار الأحمر (زيد صلاح) " لا زلت اتذكر خلال الفترة بين 2012م الى 2017م انه كان المهندس السري لمليشيات الحوثي الارهابية هو وخاله الدكتور /صالح الخولاني الذي يعتبر احد القيادات الثقافية لمليشيات الحوثي الإرهابية واحد خريجي ايران".

 وأكد مطير "ان زيد صلاح ضابط الارتباط بين مليشيات الحوثي وابو مصطفى القيادي في حزب الله حتى انه انشئ العديد من الاحزاب بدعم من ابو مصطفى كغطاء سياسي لمليشيات الحوثي الإرهابية".

وعبرت مصادر يمنية عن استغرابها حيال التوقيت في تعيين زيد صلاح مسؤولا في مطار سيئون الدولي، الا ان أحد المصادر رجح ان يكون تعيينه له علاقة بالانسحاب الإخواني من مأرب التي اقترب الحوثيون من السيطرة عليها، وهو ما يعني ان قيادات اخوانية تعتزم مغادرة مأرب صوب دولة إقليمية كتركيا وقطر، وهو ما يعني ان صلاح هو المكلف بترتيب خروج تلك القيادات.

وقالت مصادر جنوبية في وادي حضرموت "ان هناك تحركات غريبة في مدينة سيئون، بعد وصول عناصر يبدو من تحركاتها إنها وصلت للمرة الأولى".

قطر التي قال الحوثيون انها منعت سيطرتهم على مأرب خلال العام الماضي، قد قررت أخيرا تسليم مأرب للحوثيين، مقابل انتقال أذرعها إلى شبوة ووادي حضرموت والمهرة، لتحقيق مشروع التحالف الثلاثي الذي يقضي بقاسم النفوذ ان يذهب الشمال لإيران والجنوب لقطر وتركيا.

على الرغم من المصالحة القطرية السعودية، الا ان الأولى تعمل بشكل جدي على تقويض دور الأخيرة في حضرموت والمهرة، بالتزامن مع تحركات مماثلة في لبنان.

تسعى الرياض إلى مد أنبوب للنفط إلى بحر العرب، وهي تعمل منذ سنوات على تحقيق هذه المصلحة الاستراتيجية، الا ان الدور القطري يعيق السعودية، على الرغم من انها رضخت مؤخرا لمصالحة غير مشروطة مع قطر.

تواجه السعودية تحديا كبيرا في شبوة، التي نص اتفاق الرياض الى إعادة قوات النخبة إلى المحافظة الجنوبية النفطية، الا ان الاخوان يرفضون الانسحاب، وهو يعني ان سقوط مأرب في قبضة الحوثيين قد يساهم في زيادة العبء على الرياض التي تحاول بشتى الوسائل تنفيذ بنود الاتفاقية التي رعتها بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي.

في أغسطس من العام 2019م، كانت القتال شديداً في شبوة وتحديدا في مركزها مدينة عتق، بين قوات النخبة والميليشيات الإخوانية القادمة من مأرب، الا ان السعودية تدخلت وطلبت انسحاب قوات النخبة، وهو الأمر الذي اعتبره لاحقاً محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، مساعدة سعودية في ترسيخ الهيمنة الإخوانية على المحافظة النفطية.

يقول قائد قوات النخبة في شبوة العميد سالم البوحر "انهم انسحبوا من شبوة بتوجيهات سعودية، وانهم سيعودون الى المحافظة بحسب تلك الوعود"؛ لكن المستجدات على الأرض تبين ان السعودية قد تفقد مصالحها في المحافظات الخاضعة لسيطرة إخوان اليمن.

وفي لبنان، تكرر الدوحة السيناريو ذاته الذي استخدمته مع الحوثيين في صعدة، فقد أعلنت دعمها للحكومة اللبنانية وتقديم الدعم المالي لمساعدة البلد العربي الذي يعاني من أزمات عديدة، الأمر الذي اعتبرته صحيفة العرب اللندنية بانها مساعي قطرية تقوض الدور السعودي في لبنان.

وتحدثت الصحيفة عن "الدور القطري سيجد دعما قويا من أطراف لبنانية، خاصة من حزب الله الذي سبق له أن استفاد من الأموال القطرية في مناسبات سابقة منها إعادة إعمار لبنان بعد حرب 2006".. مشيرة إلى أن دور قطري مدعوم من إيران وتركيا على حساب السعودية في لبنان".

وأكد صحيفة العرب "أن العلاقات المتينة بين قطر وإيران تفتح الباب أمام حفاوة حزب الله بالوجود الاستثماري القطري في لبنان".

ورأت الصحيفة ان التدخل القطري في لبنان يلقى دفعا من تركيا التي ستسعى للاستفادة من الاستثمارات والأموال القطرية لتثبت وجودها داخل المناطق السنية في منافسة الدور التقليدي السعودي الذي ينتظر أن يكون متضررا من تعدد المتدخلين، فضلا عن أن المحسوبين على السعودية سيسكتون لأن الرياض في مزاج الهدنة مع القطريين.