د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
ارتدادات الحرب على غزة
- المملكة العربية السعودية أكبر دولة في المنطقة يراهن الكيان الصهيوني على كسب موقفها، لمواصلة مسار التطبيع أصدرت بالأمس بيانا تحذيريا للكيان تقول فيه: “تحذّر المملكة من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة، وهي الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح، وتؤكد رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسريا، وتجدّد مطالبتها بالوقف الفوري لإطلاق النار”. وهذا تحذير لا يمكن الاستهانة به البتة، خاصة وقد باتت الخارجية السعودية تقود عملية تنسيق فعّالة بين دول المنطقة لوقف العدوان.
– والأهمّ من ذلك أن تحذير المملكة رافقته دعوة لانعقاد مجلس الأمن لمنع العدوان وتحميل المسؤولية فيما سيحدث من كارثة إنسانية وشيكة (في رفح)، ليس فقط للكيان، إنما لـ”كلّ من يدعم الكيان”، وهي إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية الداعمة للعدوان. وموقف مثل هذا لا يمكن بأي حال أن يحسب لصالح قوات الاحتلال، بل يشير بوضوح إلى أن سياسة العدوان الصهيوني قد أَنتجت عكس ما كان منتظرا منها، بدل الظهور في موقف “القويّ” الذي ينبغي أن يخشاه الجميع مستقبلا، تحوّل إلى الفاشل الذي سيخسر الجميع وينقلب عليه الجميع، حتى من اعتقد أن أَمرهم محسوم لصالحه.
– أخيرا على الصعيد الدولي، بقي موقف الأمين العام للأمم المتحدة مؤيدا لنضال الشعب الفلسطيني، وغير متحيّز للأطروحة الصهيونية، والأمر ذاته بالنسبة لمحكمة العدل الدولية وللقوى الدولية الأخرى الكبرى مثل الصين وروسيا وجنوب إفريقيا وبعض الدول الغربية (إيرلندا، بلجيكا، إسبانيا…) التي أصبحت لا تتردّد في إدانة جرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ويزيد تعاطفها مع الشعب الفلسطيني.
كل هذه المؤشرات تؤكد أن انتصار الشعوب لا يتحقق إلا بالتضحيات، وانتصار الشعب الفلسطيني اليوم هو في آخر منعرج، وبإذن الله، في رفح تنقلب الموازين.
- يبكي الرجال قهرا وذلا وهم يشاهدون أبناءهم يتضورون جوعا ويشربون المياه الملوثة ويرتجفون بردا في الخيام، وتفتك بهم الأمراض ويطاردهم شبح التهجير القسري إلى جحيم سيناء… حينها فلتصمت كل الأصوات التي تتحدث عن الصمود وبطولات المقاومين وأن النصر صبر ساعة وقد طال الصبر دون أن يتحرك هذا العالم الظالم، ومؤشرات النصر ومفهومه ملتبسة ولم يعد المواطنون في غزة يتابعون سير المعارك أو يترقبون انتصار المقاومة، بقدر اهتمامهم بالبحث عن كيس الطحين أو مياه للشرب أو خيمة تقيهم البرد القارص ووقف الحرب بصفقة أو هدنة دون الخوض في تفاصيلها، فالمهم أن تتوقف آلة الموت اليهودية، فلا قيمة لأي نصر عندما يتعرض القطاع لكل هذا الدمار ويسقط كل هذا العدد من الشهداء والجرحى، أكثر من مائة ألف، وعندما تمتهن كرامة المواطنين ويبكي الرجال.
-إيران هي التي تضع السيف الحوثي على رقبة الشعب اليمني الذي قطعوا منه نحو 500 ألف رقبة !!
إيران التي تدير حرباً لا طائل من ورائها، سوى الإٍضرار باليمن والأردن ومصر والسودان والسعودية، ورفع أسعار نقل الحاويات ورفع اسعار السلع على شعوب العالم وخاصة الأردني والفلسطيني فقد ارتفعت اجور الشحن إلى الأردن ثلاثة أضعاف ..!
ان الأذى والخسائر المادية والبشرية التي تلحق بشعبنا العربي اليمني تفوق الحصر، فقد نقل الحوثيون مواضع إطلاق الصواريخ إلى الأحياء السكنية في صنعاء والحُدَيدة متخذين أهلنا دروعاً بشرية !!
إنها حروب في سياق مشروع الملالي الصفوي الإمبراطوري التوسعي، الذي حطبه العرب في غير قُطر.
يعاني شعبنا العربي اليمني من خَصاص يطال 15.6 مليون يمني، وفيلق القدس يضع بين يدي الحوثيين وَفرةً من الصواريخ الإيرانية الباليستية والكروز والصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيرة والزوارق المسيرة المفخخة، ولا يضع على مائدة اليمن طبقَ بيض واحداً !!
لقد بلغت خسائر اليمن 126 مليار دولار حتى 2021، وثمة 3 ملايين طفل يمني يعانون سوء التغذية، مهددين بالموت
وقد أصبح تصنيف اليمن، بفعل الهيمنة الإيرانية، «دولة فاشلة» لا تصلح للحياة !!
ليس ذلك فحسب، بل تحطمت كل الدول العربية، التي هيمن عليها نظام ملالي إيران، وأرسل إليها فيالق الاحتلال الأمنية، تحمل زوراً ودجلاً، رايات تحرير القدس وفلسطين !!
د . علوي عمر بن فريد