د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
عندما يبكي القلم من القهر والألم
في ظل هذه الأزمات والحروب المتناسلة التي تعصف باليمن شمالا وجنوبا منذ سبع سنوات وجعلت منه ساحة مفتوحة تحركها قوى دولية وإقليمية وفق مصالحها ..وحطبها ووقودها هم أهل اليمن جميعا بل وتصل حرائقها أحيانا الى دول الجوار الإقليمي وفي ظل تلك العتمة المظلمة يبكي القلم لأنه اليوم يمسك بأيادي سوداء كقلوب أصحابها حرفت الحقائق ونشرت الأكاذيب والحقد والطائفية والمذهبية وطعنت بالصادقين من أبناء الوطن .
يبكي القلم لأن من يشعلون الفتن هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون كلامنا، وبعضهم صعد وسار في ركب العلماء وادعى العلم والصلاح والتقوى وخدع الناس بلباسه وعمامته ، وزيف الحقائق وحرف الصدق واستبدله بالباطل والكذب ، و يبكي القلم لأن الحق أصبح باطلاً والباطل أصبح حقاً !!
يبكي لأن بعض الصحف اللقيطة بدأت تتباهى بمقالات لمن ادعى العلم يشتم
فيها الشرفاء والأوفياء.. يبكي القلم لأن الأيادي التي تمسكه وتكتب به الحق باتت قليلة بل ونادرة !!
يبكي القلم لأن كلام أهل الباطل ينشر وكلام أهل الحق يمنع ويقمع كتابه وأحراره ويعجز القلم وتكسر شوكته حتى يعجز عن كتابتها ،ليس هذا فحسب بل ويتم حجب وخنق كل صوت يجهر بالحق ويفضح المستور ويمنع من الظهور على شاشات التلفزة !!
وبعد هذا كله ماذا أقول يا قلم ؟!َ! لقد حق لك أن تبكي فقد كبر الألم ..
نعم يبكي القلم عندما لا يجد من يناصره ويقف بجانبه من أبناء جلدته ليقول كلمة حق عند سلطان جائر.
نعم يبكي ولم نعد نرى سوى أقلام مأجورة واصوات مسمومة تلوث الصفاء وتدمر النقاء تسعى لهدف مادي أو معنوي، دون السعي لأهداف شريفة خالصة لوجه الله، لا تبحث عن الحق أو رفع راية الحق عالية خفاقة، ربما تعود الى الحق إذا ولد صلاح الدين وخالد بن الوليد وعبد الرحمن الغافقي من جديد وغيرهم من أبناء المجد والعزة والفخار، الذين ناصروا وجاهدوا بأرواحهم دون مقابل بل لوجه الله الكريم ورفعة الإسلام حتى أصبحت الأمة في زمانهم أمة العزة والكرامة والفخر والإباء، وليس أمة الذل والعار والهوان والانغماس في الملذات !َ!
انها لمفارقات عجيبة وغريبة ما يحدث اليوم في اليمن شماله وجنوبه فنجد عشرات الألوية الشمالية ما زالت منبطحة في وادي حضرموت والمهرة وشقرة ومثلها تتربص بلحج والضالع وعدن وما زالت في الساحل الغربي وقد وجهت بوصلتها نحو الجنوب للسيطرة عليه من جديد وتركت الشمال للحوثي يعبث فيه كما يشاء وعليه فإنني أنادي رجال الجنوب بضرورة العودة لتحرير الوادي وترك الشمال لأهله لأنهم مهما عملوا فيه لن يتحرر من الحوثيين وأحذر المخلصين من أبناء الجنوب وفي طليعتهم ألوية العمالقة أن يتنبهوا للمؤامرات التي تحيكها قطر على الجنوب عبر الاخوان ، وعلى العمالقة أن لا يحلموا أن تخرج قوات المنطقة العسكرية الأولى والألوية في وادي حضرموت والمهرة إلى الشمال لتحريره إلا بالقوة القاهرة كما فعلوا في بيحان وأقول لهم أن لا يثقوا فيهم وعليهم أن يحذروا مكرهم وغدرهم وعليهم أن يتنبهوا لما يدبره الإخوان في مستقبل الأيام ،ونصيحة لقوات العمالقة لا تذهبوا بأبناء الجنوب الى المحرقة وأنتم تعلمون أن الاخوان في حزب الإصلاح لن ينصروكم في أي معركة ضد الحوثيين فهم جميعا "عصا واحدة " ضد الجنوب ومعهم سائر القوى الشمالية الأخرى
ولن يقولوا لكم إلا كما قال بنو إسرائيل لنبي الله موسى :
(قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) الآية 24 سورة المائدة صدق الله العظيم .
فلا تأخذكم الحمية وتسوقوا أنفسكم إلى التهلكة وتتوغلوا في شمالهم وتكرروا ما فعلوا في الأتراك والمصريين قبلكم وما فعلوه بكم عام 1994م وعليكم فقط أن تنهضوا لتحرير الوادي ومحافظة المهرة و شبوة وشقرة من سلطة الإخوان ، وانا لست ساحرا ولا منجما ولكن ذلك كله نابع من قراءتي لما يجري على الأرض واناشدكم أن تحسموا الأمور قبل فوات الأوان .
د. علوي عمر بن فريد