رئيس التحرير يكتب:

التحالف العربي وحكومة هادي

تقود المملكة العربية السعودية تحالفا عربيا لدعم حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته منذ ستة أعوام، عبدربه منصور هادي، ضد جماعة الحوثي الموالية والمدعومة بشكل واضح من إيران، هادي غطاء للرياض لمحاربة طهران، والحوثي ذراع يمنية لمشروع حلم فارس.. إلى هنا تبدو الأمور واضحة.

لكن غير الواضح.. -من وجهة نظري - هو أداء "حلفاء المملكة العربية السعودية على الأرض، والذين يفترض انهم سلطات البلاد الشرعية، الذين يرفعون شعار العودة إلى صنعاء التي طردوا منها مطلع العام 2015م، إلى عواصم الشتات ومنها الرياض.

تقدم الرياض دعما كبيرا للحلفاء لدحر الحوثيين نحو صعدة واستعادة العاصمة اليمنية، وعودة هادي إلى القصر الجمهوري في "النهدين"، غير انه وخلال الست سنوات لم يحرز الحلفاء المحليون أي انجاز ، يعيد هادي إلى صنعاء، ولا حتى على الأقل يدخله في مفاوضات ندية مع الحوثيين، على أمل التوصل إلى سلام وإيقاف الحرب، والبدء في مرحلة جديدة تثبت ما تحقق على الأرض.

ما الذي حصل.. الأسلحة التي قدمها التحالف العربي والأموال الطائلة التي صرفت من خزينة المملكة على أمل "تحقيق جزء يسير من الاستقرار في البلد المضطرب منذ عقود"، كل ذلك ذهب أدراج الرياح.

فالأسلحة حصل عليها الحوثيون كغنائم حرب او هدايا او دعم، سمه ما شئت.. والأموال ذهب بها قادة الحرب للاستثمار في فنادق ومطاعم بتركيا.

تزعم الإخوان الحرب ضد الحوثيين بسيطرتهم على سلطات الحكومة الشرعية اليمنية، لكن طوال الحرب لم يخض التنظيم أي حرب حقيقية ضد الحوثيين، بل على العكس أظهرت العديد من الصور والوثائق وجود مقاتلين من التنظيم يقاتلون في صف الحوثي.

عبدالله العليمي، الذي عرف في العام 2011م، كإخواني متطرف ضد الجنوب، تسلم مكتب الرئيس وأصبح هو الرئيس بذاته، والقرارات هو من يصدرها ويوقع عليها بختم الرئيس الموجود في حقيبته اليدوية.

عبدالله العليمي، المفترض انه مدير مكتب الرئيس الذي يطمح بالعودة إلى صنعاء بعد هزيمة الحوثيين، شقيقه قتل وهو يقاتل في صف الحوثيين في جبهة نهم خلال العام 2016م، قد يقول البعض ان هذه مسألة تتعلق "بالولاء الهاشمي"، لكن أين جيش مأرب الذي يقوده الجنرال علي محسن الأحمر هل المسألة أيضاً، متعلقة بـ"الهاشمية".

بعيدا عن ذلك.. ليس من المعقول ان يكون مهربو الأسلحة وقطع الصواريخ من منافذ المهرة مع سلطة عمان إلى وادي حضرموت ومنها إلى مأرب ثم صنعاء "جميعهم هاشميون".

اين الاختلال في الأمر... الم يكن من المفترض ان تتم مراجعة لخريطة التحالفات والحرب خلال العام الأول او الثاني من الحرب... ماذا تحقق وأين يكمن الخلل؟.

الحوثيون نشروا صورة لقيادي ميداني يدعى "إبراهيم مجاهد قائد حزام الغليسي".. قتل وهو يقاتل ضد القوات الموالية لهادي.

هذا الفتى هو نجل "العميد مجاهد قائد حزام الغليسي"، رئيس اركان حرب المنطقة العسكرية السادسة التابعة لسلطات الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية... اذن أين الخلل..؟

الخلل من وجهة نظري ليس في حكومة هادي او القوى السياسية التي تدعي موالاتها وتبعيتها له، بل في قيادة التحالف العربي، التي أوكلت مهمة الحرب لحلفاء محليين يتبعون يدينون بالولاء المطلق لقطر حليفة إيران، وسبق لهم وأبرموا في العام 2014م، اتفاقيات سلام مع الحوثيين، كان أخرها "اتفاقية السلم والشراكة"، التي شرعنة للحوثيين الانقلاب على السلطات الشرعية في البلد.

ماذا تحقق من مقاطعة قطر، وأذرعها المحلية تنفذ الاجندة بدعم من قائدة المقاطعة العربية.. حقيقة نريد ان نفهم إلى اين يسير مشروع التحالف العربي؟ أو بالأحرى.. ماذا بعد كل هذا "لم تهزم ميليشيات الحوثي، ولا يمتلك هادي وحكومته أوراق ضغط يمكن التفاوض بشأنها مع الحوثيين".

كانت اتفاقية الرياض محاولة جادة من قائدة التحالف العربي لإعادة تصويب المشهد والحرب صوب الحوثيين وانهاء الانقلاب، لكن اللوم والاتهام يوجه صوب من باتوا يصفوا بـ"أصدقاء النائب" من السعوديين وعلى رأسهم سعادة السفير محمد آل جابر المشرف على الملف اليمني، ما الذي يريده هؤلاء، وإلى أين تمضي الأمور في تحول الحرب من حصار صنعاء واجبار الحوثيين على توقيع اتفاقية سلام، إلى حرب صوب الجنوب ومحاصرته، بهدف اخضاعه وتسليمه لأصدقاء إيران "قطر وتركيا"..