رئيس التحرير يكتب:

رجال الدولة في اليمن.. إين الدولة أولاً؟

خلال الايام الماضية، وصلتني العديد من المنشورات التي لم ترتق إلى ما يمكن تسميته بـ"مقالات الرأي"، فهي بكل تأكيد ليست وجهة نظر يمكن "الاتفاق او الاختلاف" حولها.

بعض هذه المنشورات تحدث أصحابها، عن "رجال الدولة في اليمن"، مع أن لا دولة في اليمن قبل الحديث عن "رجالها"، وقبل الخوض في تفنيد هذه الافكار، أود التأكيد على انه من الواجب "علينا" ان ننصح ونحذر من هذه الافكار الملوثة، والتي قد تنطلي على البعض بفعل "حالة اللا وعي التي يعاني منها قلة قليلة من الشعب" اما الغالبية العظمى فهم محصنون من هكذا افكار.

يمكن "تسمية اليمن، كدولة منذ ما بعد صيف العام 1994م، وهي الدولة التي استحوذت على الجنوب عقب الحرب تلك، لكن مع ذلك هذه الدولة ما كان لها ان تفرض سيطرتها على الجنوب "عسكرياً" لولا وجود عدة عوامل، جميعها لا تنم عن "رجال دولة"، وأنهم "عصابة قبلية وجهوية وارهابية وطائفية"، جميعهم ليسوا رجال دولة، فرجال الدولة الحقيقة لا يمكن لهم ان يتحالفوا مع الارهابيين او ما عرف بالأفغان العرب، كما ان رجال الدولة ليسوا بحاجة إلى فتاوى دينية تكفيرية، توهم "العصابات القبلية ولصوص قبائل حاشد وبكيل" انهم امام "حرب مقدسة دينياً.

لو في اليمن "رجال دولة" ما مارسوا "الاجراءات الانتقامية ضد الجنوبيين"، بعد السيطرة عسكرياً  على البلاد"، ونهبوا المنازل وفصلوا الناس من رواتبهم وأمموا وخصخصوا مؤسسات الشعب.

 

لو في اليمن رجال دولة "ما تاجر عبدربه منصور هادي" بالقضية الجنوبية، وتسول الدولة الاجنبية للحصول على أموال بأسم معالجة القضية الجنوبية، قبل ان تسخر هذه الاموال للاستثمارات بين "جلال هادي ومحمد السعدي، وأحمد العيسي، وحميد الأحمر وغيرهم"؛ أموال صندوق معالجة القضية الجنوبية، الذي انشئ بعد ما عرف بمؤتمر الحوار اليمني.

إذا كان في اليمن "رجال دولة" ما أصبحت اليمن تحت البند السابع، وما اصبحت قبل ذلك، دولة "يسيرها سفير دولة أخرى"، كيف ما يريد.

إذا كان في اليمن "رجال دولة" ما وصل الحوثيون وهم جماعة طائفية متمردة إلى وسط صنعاء، وهم قتلة إرهابيون، ارتكبوا جرائم بشعة بحق الجيش والمدنيين وطلاب العلم في صعدة خلال ستة حروب.

لو في اليمن رجال دولة ما كان "حصلت مجزرة المعجلة" ومجزرة مصنع سبعة اكتوبر في أبين، وما قتل رجال الجيش ذبحا.

لو في اليمن رجال دولة "ما سلمت أبين في العام 2011م، لتنظيمات متطرفة" كجزء من صراع بين "ما يمكن تسميتهم برجال الدولة اليمنية".

أين هي الدولة في اليمن "ورجالها" تحولوا إلى لصوص متسولين"، للحصول على مساعدات لبناء امبراطوريات مالية، باسم "اليمن الفقير ومحاربة الارهاب والتطرف"، والارهاب والتطرف في القصر الجمهوري بصنعاء، كما اعترف بعض رجال هذه الدولة.

أين هم رجال الدولة "والعالم كل العالم" يمنحهم الضوء الأخضر، والاقليم يمنحهم السلاح والمال والغطاء الجوي والبحري والبري، لاستعادة صنعاء من قبضة الحوثيين، فأصبح الضوء الأخضر مع الحوثيين وكذلك أسلحة واموال التحالف"؛ فهل برب الكعبة "هؤلاء رجال دولة"؟.

لو أنهم "رجال دولة" بحق وحقيقة، لرفضوا "الاقامة الفاخرة" في الرياض، وذهبوا بكل رجولة لاستعادة صنعاء، التي طردوا منها "في يوم أغبر".

رجال الدولة "يتحدثون أن 80 % من مساحة اليمن الجغرافية بيدهم"، لكن لو تأتي لحسبة هذه الجغرافيا، لتبين لك ان "المساحة التي يسيطرون عليها من المهرة مرورا بـ "سيئون وصولا إلى مأرب"، هي نقاط امداد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة، وطبعا هذا ليس اتهاما، بل أدانة أممية لرجال الدولة" بإمداد الانقلابيين بالأسلحة؛ بربكم "هل هؤلاء رجال دولة"؟ "ام عصابة تتاجر بكل شيء، حتى كرامة اليمنيين".

"رجال الدولة" تحدثوا كثيرا عن السيادة اليمنية، وبأن السعودية التي تصرف لهم مرتبات ونثريات "تحتل محافظة المهرة"؛ في محاولة لابتزازها، فأصبحت المهرة ساحة صراع لـ(خمسة اطراف اقليمية متناحرة)؛ "قطر – تركيا – إيران – عمان – السعودية".

رجال الدولة في حكومة هادي –الذي لا يعرف ما يدور- تركوا الحرب ومعاناة اليمنيين، وأصبحوا يتشاتمون على المخصصات وعوائد النفط والأسلحة المباعة للحوثيين"، في جروبات "الواتس آب".

على فكرة "النخيط في الإعلام" لا يعني ان اصحاب الصوت العالي "رجال دولة"، ولا من يؤكدون على "الوحدة اليمنية" والدولة الاتحادية، انهم رجال دولة، فلو هم رجال دولة "لاستعادوا عاصمة دولة الوحدة أولا"، قبل الحديث عن الوحدة اليمنية والدولة الاتحادية.

لو هم رجال دولة فعلا ما حرفوا مسار الحرب ضد الجنوب، وتركوا الشمال للحوثي، لا تقول لي ان "الانتقالي" منعهم يكونوا "رجال"، لا هم حرفوا مسار الحرب منذ لحظة التحرير الأولى لعدن.

حاربوا عدن بكل شيء "هجمات ارهابية، وحرب خدمات، واغلاق انابيب تصريف مياه الصرف الصحي، لكي يستثمروا في أموال اعادة تأهيل الطرقات.

لو هم "رجال دولة" ما حاربوا اصحاب الانتصار الوحيد ضد الحوثيين، بـ "سرقة الرواتب"، إلى بيع الأسلحة وتهريب أموال الشعب.

لو هم رجال دولة كان احترموا "قرار رئيسيهم" القاضي بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وقبلوا بقرار توريد موارد مأرب إليه".

لو هم رجال دولة ما استحوذوا على موارد الموانئ البرية والبحرية وابرزها ميناء الوديعة البري أكبر الموانئ الإيرادية، التي سلمت كهدية من رجال الدولة لمراهق اسمه هاشم الأحمر، كاعتبار ان والده كان شيخا قبليا مواليا للسعودية.

 

وفي الأخير... لو في اليمن رجال دولة حقيقة ما تم تغيير المحافظين والمسؤولين بناء على طلبات ناشطين ومغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، وما اصبحت المناصب السيادية لمن "هم بارعون في السب والشتيمة".

في اليمن.. لم تعد هناك دولة، لأن رجالها عبارة عن لصوص يتزعمهم صانع الارهاب في اليمن، ومعه مجموعة حرامية، يرفعون شعار "الدفاع عن السيادة" اليمنية، كنوع من تبرير منح اطراف اقليمية معادية" شرعية العبث بالبلد، كنوع من نكاية بالدولة التي تستضيفهم، وتمنح "الرئيس" جناح فاخر، مع خدمة Wi-Fi سريعة، لزوم إدارة الدولة عن بعد، وعقد الاجتماعات الهامة في غرف الدردشة "لرجال الدولة الذين ينتشرون في الاجنحة والفنادق السعودية، ومع المتواجدين في فنادق اسطنبول والدوحة وصلالة والقاهرة".