فرج طاحس يكتب:
إلى متى يقدم الجنوبيون الشهيد تلو الشهيد في جبهات الحرب في الشمال ؟ ؟
يوميا تتحفنا مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإعلامية الٱخرى بقوائم متعددة من الشهداء الجنوبيين الذين يسقطون في جبهات الحرب ضد الحوثيين في الساحل الغربي ، في صعدة ، في الجوف ، وفي جبهة شمال الضالع وهي أكثر الجبهات سخونة ، حيث يحشد الحوثيون ٱلاف المقاتلين بشكل مستمر على هذه الجبهة منذ عدة شهور ، على أمل أن يكسروا صمود المقاومين الجنوبيين ،ليتسنى لهم التوجه إلى الجنوب لإعادة إحتلاله بعد طردهم منه مع قوات حليفهم الرئيس السابق ، لكن كل هذه المحاولات تبوء بالفشل ، بل استطاعت المقاومة الجنوبية أن تكبد هم خسائر فادحة في كل محاولة للتقدم نحو الجنوب ، وتدور بين فترة وأخرى معارك عنيفة مع الحوثيين في عمق محافظات الشمال وحول محافظة إب ، ممّا جعلنا نتساءل عن الأبعاد الحقيقية لتقدم القوات الجنوبية في هذه المحافظات الشمالية ، في الوقت الذي نرى أصحاب الأرض الحقيقيين يتفرجون على المشهد ويخلون مواقعهم للحوثيين ويدفعون بقواتهم نحو الجنوب ، لإحكام قبضتهم على منابع الثروة فيه ، نعم الكل متفق على أهمية اسقاط الإنقلاب وتحرير محافظات الشمال من هيمنة الإنقلابيين وهزيمة المشروع الإيراني التوسعي ، لكن ضمن خطة متكاملة يشارك فيها الكل ، ويأتي في مقدمة الصفوف أصحاب الأرض ، وجيشهم الوطني الذي يتكدس بالٱلاف في مأرب في انتظار الأوامر ليست من أجل الإنطلاق نحو صنعاء لتحريرها من الإنقلابين ، وإنما للتوجه نحو الجنوب لعلهم يُعِيْدون إحتلاله الذي سيكون عصيا عليهم إن شاء الله ، لتغير موازين القوى وللرفض الشعبي لعودة هذه القوات ، لما عاناه الجنوبيون من قمع وقتل وإضطهاد وإرهاب خلال الخمسة والعشرين عاما التي خلت .
– بروز المجلس الإنتقالي الجنوبي كشريك فاعل وصادق للتحالف العربي في الحرب ضد الحوثيين ومشروعهم الطائفي ، وهزيمة المشروع الإيراني وتمددهم في المنطقة ، بفضل تلك الإنتصارات التي تحققها قواته في جبهات الحرب التي يتواجدون فيها ، بالإضافة إلى تلك النجاحات الكبيرة في الحرب على الإرهاب ، ممّا جعله يحظى بقبول وإحترام المجتمع الأقليمي والدولي ، وبقبول شعبي جنوبي واسع ، وهذا يمنحه الحق بأن يكون الحامل السياسي الوحيد للقضية الجنوبية وممثلها ، مقابل تلك الكيانات المدعومة من السلطة أو من قبل الحوثيين التي تبرز ها متى مارأت الحاجة إليها .
– تُعْطِي هذه الإتفاقية فرصة للشرعية لأعادة هيكلة نفسها بما تتطلبه ظرورات المعركة والحسم العسكري مع العدو، والتخلص من الفساد والهيمنة الحزبية التي تتحكم في قراراتها ، وإثبات مصداقيتها ، مقابل ذالك العجز والفشل الذي نراه واضحا في جبهات الحرب في الشمال في تحرير حتى محافظة شمالية واحدة تحريرا كاملا بعد خمس سنوات من الحرب في ظل معاناة كبيرة يعيشها المواطن ، بسبب الإنهيار المستمر للعملة التي أدت إلى ارتفاع في الأسعار لا تتناسب والقدرة الشرائية للمواطن ،مما أدى إلى زيادة عدد الفقراء والمعدمين .
لكن للأسف الشديد المماطلة والإشتراطات المستمرة وتاخير التوقيع لعدة مرات من قبل الشرعية المصحوبة بخلق توترات واستفزازات عسكرية وإرهاب في كل من شبوة وأبين وسقطرة مع السماح للوزراء المعادين للتحالف العربي والجنوب بالتنقل بحرية في شبوة وحضرموت للتحريض والفتنة واستقبالهم بحفاوة ، وكذلك صمت التحالف العربي ، ولاسيما الأشقاء السعوديون وتفرجهم على هذه المشاهد التي تتناقض مع الهدنة ، يجعل المرؤُ يشك في جدية الشرعية في تنفيذ هذا الإتفاق حتى بعد توقيعه ، وتوجيه المعركة نحو وجهتها الحقيقية مع العدو الذي شردهم ويحتل عاصمتهم ، وهنا تأتي المسؤلية القانونية والأخلاقية والعسكرية للتحالف العربي ، ولاسيما الطرف السعودي بعد أن تولوا الملف العسكري للجنوب من الإمارات التي بذلت جهودا مشكورة لتثبيت الأوضاع الأمنية والعسكرية والقضاء على الإرهاب ، في قطع تلك اليد التي تتنصل من هذا الإتفاق وتعمل على تفجير الأوضاع عسكريا ، كما على أبناء الجنوب وأعضاء المجلس الإنتقالي بصورة خاصة ترك التفاول الكثير والتعامل بحذر والإستعداد لكل الإحتمالات القادمة لكلي الطرفين الشرعية والحوثيين فتاريخهما حافل بالغدر والخيانة والإنقلاب على كل ما يتعلق بالجنوب من الإتفاقات والمواثيق وغيرها .