ولاء عمران تكتب لـ(اليوم الثامن):

لمصلحة من إختفاء خاشقجي

لا حديث الآن سوي عن اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا الذي دخلها من أجل الحصول علي مستندات تفيد بطلاقه من زوجته السعوديه كي يستطيع الزواج من خطيبته التركية ، وحسب رواية خطيبته التي كانت تنتظره بالخارج دخل " خاشقجي " للقنصليه ولكنه لم يخرج منها حتي هذه اللحظة ولا يعرف مصيره ،

خاشقجي كان قد لجأ إليّ تركيا بعد تغير مواقفه في السنوات الأخيرة وبعد أن كان أقرب المقربين كإعلامي للأسرة المالكة في السعودية ، انقلب عليها وتغيرت مواقفه مما اضطره للجوء إليّ تركيا ، إليّ هنا وهذا شيء طبيعي جدا فكثير من الإعلاميين في العالم العربي حذو نفس حذوه ومنهم كتاب وإعلاميين مصريين ويمنيين ألقوا بأنفسهم في أحضان جماعات أو أحزاب ولجأوا لدول ربما تكون علي خلاف سياسي مع وطنهم الأم ، لكن هنا في قضية اختفاء الكاتب السعودي هناك علامات استفهام كثيرة والسؤال هنا هل تمت تصفيته بسبب مواقفه ومهاجمته للنظام في السعودية ؟ هل تم القبض عليه وتم ترحيله من تركيا بطريقة ما وسجن ؟ أم أرادت بعض الدول المختلفه سياسيا مع المملكة العربية السعوديه استخدامه لتوريط السعودية وإرباكها ؟.


لست محنكة سياسيا وربما لا أفهم الأبعاد السياسية في بعض الأمور ، لكن لي رأي متواضع في مسألة اختفاء خاشقجي وهو يقيني بأن هناك جهات تريد إرباك السعودية وإحراجها دوليا وترسيخ فكرة أن النظام السعودي يقوم بتصفية كل معارضيه وهذا يخدم أطرافا كثيرة علي خلاف مع السعودية منذ دخولها الحرب في اليمن مع التحالف العربي ، ومقاطعتها لدولة قطر وفرض حصار عليها ، وخاشقجي كان من الرافضين وبشدة لمقاطعة قطر ، وهاجم النظام السعودي وقراراته ، وهنا يجب أن نفكر قليلا وننحي عاطفتنا جانبا ، هل من المنطقي أن تقوم السلطات السعودية بتصفيته وقتله داخل القنصلية السعودية ،علي الأراضي التركية ، هل كان من الصعب عليها قتله في مكان اخر أو حتي القبض عليه واعتقاله ؟ أعتقد أنهم ليسوا بهذا الغباء السياسي .


هل كانت السلطات السعودية علي علم بأن خاشقجي سيذهب إليهم صباحا لتخليص بعض الأوراق في هذا اليوم تحديدا وقاموا بتجهيز المصيدة ؟
لماذا لم تدخل خطيبته معه وانتظرته أمام القنصلية ، هل كانت ممنوعة من الدخول مثلا ! خاصة أن الأوراق التي كان سيستخرجها من القنصلية من أجل زواجه بها ، لماذا غردت علي تويتر قبل أن يمر ساعه علي غيابه وقالت إن خطيبها اختطف وقتل ! من أين لها هذه المعلومة ولماذا أجزمت بقتله ! ولماذا قام كل المعارضين للنظام السعودي وعلي رأسهم اليمنية توكل كرمان وغيرها بالتعزية وكأنهم أصبحوا علي يقين أنه قتل ، هل رأوا جثمانه ! ، ولماذا كل هذا الإستباق في الأحداث ؟.


حقيقة هناك عشرات الأسئلة تدور في رأسي وأتمني أن تظهر الحقيقة في أقرب وقت ونعلم أي جهة خططت لخطفه أو قتله ، وبالرغم من أنني لا أتمني أبدا أن يكون قد أصابه مكروه وأن يعود لأهله سالما ، إلا أنني أرفض كل من يقول أن الأنظمة تقوم بتصفية الإعلاميين المعارضين ، لإن هناك العشرات ممن باعوا أوطانهم يخرجون علينا بشكل شبه يومي وهم يسبون ويلعنون الدولة ونظامها ويرتعون في فنادق الخمس نجوم تحت مرأي ومسمع من الجميع ، لا تقولوا عن من باعوا أوطانهم بأبخس الأثمان شرفاء ومن ارتموا في حضن الجماعات الإرهابية وحرضوا علي الوطن إعلاميين ، وحديثي هنا ليس علي جمال خاشقجي ولا غيره ولكنها مجرد وجهة نظر ، حرية الإعلام والرأي والصحافة تكون في القضايا الداخلية وليست في أزمات الوطن ، من يبيع وطنه ويشتري جماعة فهو خائن ، من يحرض علي الوطن فهو خائن.