زيارة المفترضة

علي محسن وعدن القصة والعظة!

بغض النظر عن حقيقة زيارته كان المفترض ان تكون زيارة نائب الرئيس الى عدن زيارة طبيعية هذا ما كنا نتمناه وعندما يفكر نائب الرئيس في زيارة عدن ستتجه الاجهزة الامنية لحمايته وهذا واجب السلطات والاجهزة الامنية الجنوبيون مع تعزيز وجود الدولة وحضورها وقد تخطوا الكثير من المحظورات تغليب للمصلحة العليا وللظروف القائمة ولن ينجروا الى منعطفات خطيرة لها اثرها على المشهد السياسي والحرب الدائرة لتزيده تعقيداً بعيداً عن الجهات الرسمية هناك ردة فعل شعبية رافضة وعلى نائب الرئيس ان يبحث بجدية عن اسباب ردة الفعل تلك على عكس زياراته المتكررة لمأرب يرى الجنوبيون علي محسن كعدو يهدد حريتهم وارادتهم ولا يعترف بوجودهم او الشراكة معهم وانه لا يختلف عن الحوثي وصالح فالخلاف بينهم سياسي الا انهم متفقين فيما يخص الجنوب باعتباره  فرع اعيد للأصل وليس شريك وكيان وطرف اخر وندي في مشروع الوحدة ينظر الجنوبيون لعدوهم من حليفهم بناء على موقفه من قضيتهم فالقضية بالنسبة لهم ليس طائفية كما ان عنوان الشرعية الجميع يعلم انه عنوان فضفاض فدول التحالف لها مصالحها وللجنوبيين مصالحهم وللإصلاح وعلي محسن مصالحهم فقد كانوا هم جزء من الانقلاب على قرارات الهيكلة  اعتقد ان زار رئيس حكومة العراق اقليم كردستان لن يعتبر الاكراد ذلك  تهديد لهم بل على العكس سنرى العناوين تتحدث عن زيارة لها اثرها في تفعيل الشراكة والتعاون بما يخدم العراق عامة وكردستان خاصة على عكس كردستان فالجنوب دولة وشعب لم يحصل حتى الان على صفة شريكخرج رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون يقول بكل تواضع وتحضر ايها الاسكتلنديين اناشدكم واتوسل لكم صوتوا لأجل البقاء ضمن المملكة المتحدة رغم الفارق الكبير بين حياة المواطن الجنوب في دولة 22 مايو وحياة المواطن الاسكتلندي في بريطانيا المتحدة ورغم الفارق الكبير في قوة بريطانيا العسكرية لم نسمع كاميرون يقول الوحدة او الموت لا يمكن لأي مسؤول يمني ان يفعلها فعلى عكس الوحدة المصرية السورية يرون ان الجنوب حق تاريخي وان التفريط فيه يعني نهاية الشمال الذي هو الاخير تضرر من وحدة فاشلة وتعرض المواطن فيه للإهمال حين انشغل كل قواه السياسية بالحفاظ على وحدة هي مشروع سياسي بين طرفين ليوهموا المواطن البسيط هناك ان الشمال من غير الجنوب يضيع رغم ان الشمال غني بموارده وانسانه يقول البخيتي هادي ايضاً شارك في 94 لماذا تغضبوا من محسن ولا تغضبوا منهفي الحقيقة ليس هادي من اخطأ فقط حتى علي سالم البيض كلهم كان لهم نوايا ساذجة والجميع ادرك انهم اخطأوا في حق شعبهم ووطنهم وبدورنا الجنوبيين رسمنا طريق التصالح والتسامح واخواننا في الشمال بحاجة للاستفادة من تجربتنا حان الوقت لكل القوى ان تستفيد من الدروس فعجلة التاريخ لا تعود للخلف والهيمنة والغطرسة والتكابر لن تؤدي بصاحبها الا للهلاك وها نحن نرى النتائجبإمكان محسن التحرك نحو تحالف وثيق مع الجنوبيين كشعب بدلاً من استقطاب افراد يصرف عليهم اموال يزيفون له الواقع ولا ثقل ولا مكان لهم علي محسن بغض النظر عن نجاحه او فشله او اتفاقنا معه او اختلافنا الا انه يمثل الشرعية يجب ان لا ينظر بنفس المطامع القديمة وان يتجه شمالاً وهادي جنوباً ويتم تعزيز الشراكة فيما بينهم بما ينعكس على الحرب الدائرة والواقع السياسي والاقتصادي الجنوب والشمال لا مجال امامهم الا الشراكة في ضل دولة او دولتين تلك الشراكة هي من تعيد العلاقة التاريخية والاستثنائية بين الجنوبيين والشماليين التي تضررت كثيراً لن يحكم هادي الشمال ولن يحكم محسن الجنوب عليهم الدخول فوراً في شراكة وتعديل الاقاليم الى اقليمين وتقاسم السلطة المركزية بين شركاء الوحدة واعتبار ذلك تصحيح مسار الوحدة حينها سيكون محسن في عدن مرحب به شعبياً اما تواجده كفرض امر واقع من خلال موقعه السياسي او حمايته العسكرية ليس انتصار فقد حكم صالح اكثر من عشرين سنة وها هو اليوم لم يبقى له الا الزوكا وفائقة السيد وشلة حسب الله والعبرة لمن اتعظ.