وحيد عبد المجيد يكتب:

الملكى يعمل ولا يزهو

حاولت على مدى أيام أن أجد ما يدل على احتفالات صاخبة، أو مهرجانات هادرة، نظمها نادى ريال مدريد بعد اكتساح لاعبيه جوائز الاتحاد الأوروبى لكرة القدم يويفا. كل ما حدث هو تدفق أعداد من جمهوره للتعبير عن فرحهم، كما يحدث عادة عند أى إنجاز يحققه، إلى ملعبه المشهور (سانتياجو برنابيو) وساحة سيبيليس. ترى ما الذى يمكن أن يفعله ناد مصرى، أو عربى، إذا حقق 20 فى المائة فقط من هذا الإنجاز، وكم من الوقت يكفيه للاحتفال بحصوله، أو أحد لاعبيه، على لقب عالمى؟

لم يبدد النادى الملكى الإسبانى العريق الوقت، والجهد، فى الوقت الذى يبدأ موسما جديدا، ولديه آمال جديدة يسعى إلى تحقيقها بدءاً بالدورى الإسبانى، وعمل كبير لابد من إنجازه لتعويض انتقال رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالى.

نال ريال مدريد أربعة من بين خمسة ألقاب أوروبية يكفى أى منها للفخر والزهو. حصل لاعبه الكرواتى لوكا مودريتش على لقب أفضل لاعب فى أوروبا. لقب مستحق بجدارة للاعب موهوب ومميز وذى خلق رفيع شق طريقه فى الصخر، منذ أن كان لاجئاً وحلم بأن يلعب كرة القدم. ونال فى الوقت نفسه لقب أفضل لاعب خط وسط، متفوقا على عملاقين فى الساحة الخضراء هما كيفين دى بروين البلجيكى لاعب مان سيتى، وتونى كروس الألمانى زميله فى ريال مدريد. كما فاز مدافعه سيرخيو راموس بجائزة أفضل مدافع، والتى كانت محسومة للاعبى ريال مدريد لأن منافسيه الاثنين كانا زميليه فيه رفائيل فاران ومارسيلو داسيلفا. كما نال حارس مرماه كيلونافاس لقب الأفضل فى أوروبا متفوقا على عملاقين هما أليسونى بيكر المنتقل حديثاً إلى نادى ليفربول، وجيجى بونون حارس باريس سان جيرمان.

ورغم أنه فقد من الناحية الرسمية لقبا واحدا (أفضل مهاجم)، إلا أنه يعتبر فائزا به من الناحية الفعلية لأن كريستيانو رونالدو ناله عن الموسم الذى كان ضمن صفوفه خلاله، قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس الإيطالى. ورغم هذا كله، لا زهو، ولا تفاخر، فى النادى الملكى الذى أُنشئ فى مطلع القرن الماضى (1902), ومنحه الفيفا فى ديسمبر 2000 لقب نادى ذلك القرن.

*نقلاً عن الأهرام المصرية