إسرائيل تتوعد بالرد..
إلغاء واسع لرحلات الطيران إلى إسرائيل عقب استهداف مطار تل أبيب بصاروخ حوثي
في أعقاب هجوم صاروخي باليستي شنته جماعة الحوثيين في اليمن واستهدف محيط مطار بن جوريون الدولي بالقرب من تل أبيب يوم الأحد، شهد قطاع الطيران اضطرابًا كبيرًا، حيث سارعت العديد من شركات الطيران الأوروبية والأمريكية إلى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل.

ألغت العديد من شركات الطيران الأوروبية والأمريكية رحلاتها إلى إسرائيل بعد سقوط صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثيين في اليمن بالقرب من مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب يوم الأحد. تسبب الحادث في حالة من الذعر بين الركاب، وأدى إلى تعليق مؤقت لعمليات المطار، مما عزز حالة عدم اليقين بشأن أمن الملاحة الجوية في المنطقة. فيما استأنفت شركات الطيران الإسرائيلية، مثل "العال"، عملياتها، مستفيدة من تراجع المنافسة الأجنبية، بينما توعدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على الهجوم.
أطلقت جماعة الحوثيين صاروخًا باليستيًا فرط صوتي استهدف المطار، وسقط على طريق قريب، مما تسبب في حفرة كبيرة وأضرار طفيفة. أدى الحادث إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح طفيفة إلى متوسطة.
أعلن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، مسؤولية الجماعة عن الهجوم، وحذر شركات الطيران من استمرار الرحلات إلى المطار، معتبرًا إياه غير آمن. من جانبها، توعدت إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالرد على الهجوم.
إلغاء الرحلات:
دلتا إيرلاينز: ألغت رحلة من مطار جون كنيدي (نيويورك) إلى تل أبيب يوم الأحد، ورحلة العودة يوم الإثنين.
يونايتد إيرلاينز: ألغت رحلتين يوميتين بين نيوارك وتل أبيب، مع مراقبة الوضع.
مجموعة لوفتهانزا: أوقفت رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى الثلاثاء، وشمل ذلك شركات لوفتهانزا، سويس، بروكسل، والنمساوية.
إير فرانس: ألغت رحلات يوم الأحد ونقلت الركاب إلى رحلات الإثنين.
الخطوط الجوية الإيطالية (إيتا): ألغت رحلاتها من إيطاليا إلى إسرائيل حتى الأربعاء.
شركات أخرى: ألغت كل من رايان إير، ويز إير، تي.يو.إس (قبرص)، وإير إنديا رحلاتها المقررة يوم الأحد وبعضها يوم الإثنين.
شركات لم تلغِ رحلاتها: واصلت شركات إيجين، فلاي دبي، والخطوط الإثيوبية تشغيل رحلاتها دون انقطاع.
تأثير على الركاب: واجه الركاب، مثل مايكل سكيمز (56 عامًا) من فرنسا، صعوبات في العودة إلى بلدانهم بسبب إلغاء رحلات الترانزيت.
استغلت شركة "العال" ومنافساتها الأصغر، أركياع ويسرائير، الوضع لتعزيز حصتها السوقية. ارتفعت أسهم "العال" بنسبة 7% و"يسرائير" بنسبة 4.1% في بورصة تل أبيب.
أعلنت "العال" عن رحلات إنقاذ من لارنكا (99 دولارًا) وأثينا (149 دولارًا) لدعم الركاب العالقين من شركات الطيران الأجنبية.
استجابة إسرائيل والمجتمع الدولي:
إسرائيل: أعاد مطار بن جوريون تشغيل عملياته بعد 30 دقيقة من الحادث. أعلن نتنياهو عن اجتماع مع وزراء الأمن لمناقشة الرد، مشيرًا إلى هجمات سابقة ومستقبلية ضد الحوثيين.
الولايات المتحدة: أمر الرئيس دونالد ترامب في مارس 2025 بضربات واسعة النطاق ضد الحوثيين للحد من قدراتهم، خاصة بعد هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر.
الجيش الإسرائيلي: يحقق في سبب فشل أنظمة الدفاع الصاروخي في اعتراض الصاروخ، وهو الوحيد الذي لم يُعترض ضمن سلسلة هجمات حديثة.
السياق السياسي والأمني:
الحوثيون: بدأوا استهداف إسرائيل والبحر الأحمر أواخر 2023، تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 251 رهينة.
غزة: أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني وتدمير أجزاء واسعة من القطاع، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.
وقف إطلاق النار: توقفت الجهود لتجديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع خطط إسرائيلية لتوسيع العمليات العسكرية في غزة.
لشركات الطيران: مراقبة الوضع الأمني عن كثب وتنسيق مع السلطات الإسرائيلية والدولية لضمان سلامة الركاب قبل استئناف الرحلات.
للمسافرين: متابعة تحديثات شركات الطيران وهيئة المطارات الإسرائيلية لتجنب التعطيلات، مع النظر في خيارات السفر البديلة عبر شركات محلية مثل "العال".
للسلطات الإسرائيلية: تعزيز أنظمة الدفاع الصاروخي حول المطارات وتكثيف الجهود الدبلوماسية للحد من التصعيد الإقليمي.
للمجتمع الدولي: دعم جهود الوساطة لتجديد وقف إطلاق النار في غزة وتخفيف التوترات مع الحوثيين لضمان استقرار الملاحة الجوية والبحرية.
أدى الهجوم الصاروخي الحوثي على مطار بن جوريون إلى تعطيل كبير في حركة الطيران الدولي إلى إسرائيل، مع إلغاء رحلات العديد من الشركات الأجنبية. استفادت شركات الطيران الإسرائيلية من الوضع، بينما يواجه الركاب تحديات في السفر. يظل الوضع الأمني المتوتر يهدد استقرار المنطقة، مما يتطلب استجابة منسقة من إسرائيل والمجتمع الدولي لضمان الأمن واستعادة الثقة في الملاحة الجوية.