"طهران تدعو العالم لمساعدتها في البحث عن "رئيسها"..

مصير مجهول لـ"رئيسي" وخامنئي يحاول طمأنة الإيرانيين.. تأريخ سقوط الطائرات الإيرانية

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن المسؤولين في إسرائيل أوضحوا بشكل غير رسمي أنه لا علاقة لهم بحادث تحطم المروحية، وأن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الرئيس الإيراني لم ينج من الحادث.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان - غيتي

طهران

أعلنت السلطات الإيرانية سقوط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي، التي كانت تقله ومعاونيه في جبال نائية بشمال غرب البلاد، فيما لا يزال مصيره مجهولا، وسط عجز السلطات في الوصول إلى حطام الطائرة.

 ودعا المرشد الإيراني علي خامنئي الشعب إلى "عدم القلق"، وشكلت لجنة حكومية برئاسة محسن منصوري لمتابعة الحادث، فيما أرسل "الحرس الثوري" وحدة من فرقة "صابرين" إلى موقع الحادث، وأوقف التلفزيون الحكومي برامجه لعرض صلوات من أجل سلامة الرئيس.

وقال إعلام إيراني إن 65 فرقة إنقاذ وصلت إلى موقع الحادث، عقب نحو ست ساعات من البحث، لكنها واجهت صعوبات بسبب سوء الأحوال الجوية، دون العثور على حطام الطائرة حتى الآن.

 كان الرئيس الإيراني في طريقه عائداً من مراسم افتتاح سد حدودي مع أذربيجان.

رافق الرئيس في المروحية وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وإمام جمعة تبريز محمدي علي آل هاشم، وحاكم محافظة أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي.

وأعرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عن قلقه من الحادث وعرض تقديم المساعدة. 

وتمكن بعض مرافقي الرئيس الإيراني في هذه المروحية من الاتصال بالمركز، حيث تزايدت الآمال في انتهاء هذه الحادثة دون خسائر في الأرواح، لكن لم يتم معاودة الاتصال، وفق "مهر".

وعبّر مسؤول إيراني عن صعوبة الحادث والتعامل معه بقوله: إن "حياة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان في خطر بعد تحطم المروحية، ولا نزال يحدونا الأمل لكن المعلومات الواردة من موقع التحطم مقلقة للغاية"، وفق رويترز.

كانت مروحية الرئيس الإيراني ضمن قافلة تضم 3 مروحيات، حيث وصلت مروحيتان تقلان بعض الوزراء والمسؤولين بسلام إلى وجهتهما، فيما تشير المعلومات إلى أن إمام جمعة تبريز آية الله هاشم ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان كانا على متن المروحية التي تقل الرئيس الإيراني.

وبدأت فرق الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر والقوات العسكرية وقوات الشرطة الإيرانية المساعدة في عملية واسعة النطاق للعثور على هذه المروحية، فيما يقول السكان المحليون إن حالة المروحية لا تزال مجهولة بسبب الأجواء الضبابية في المنطقة.

ويتواجد على متن المروحية التي تقل الرئيس الإيراني محافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام جمعة تبريز هاشم ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وفق وكالة "تسنيم".

وقالت قناة القاهرة الإخبارية إن حادث تعرض مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحادث، سلّط الضوء على العقوبات الدولية المفروضة على الدولة الإيرانية، ما يجعلها غير قادرة على تحديث أسطول طائراتها منذ عشرات السنين.

وآخر حزمة عقوبات فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران كانت الشهر الماضي، واستهدفت 16 شخصًا وكيانين مرتبطين ببرنامج الطائرات بدون طيار الإيراني، وذلك معاقبة لطهران على هجومها غير المسبوق على إسرائيل.

وفي بيان مصاحب للإعلان عن العقوبات، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "إن الولايات المتحدة لن تتردد في محاسبة إيران، وليكن واضحًا لجميع أولئك الذين يمكّنون أو يدعمون الهجمات الإيرانية أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ولن نتردد في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة إيران".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن المسؤولين في إسرائيل أوضحوا بشكل غير رسمي أنه لا علاقة لهم بحادث تحطم المروحية، وأن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الرئيس الإيراني لم ينج من الحادث.

ونشرت وكالة أنباء "إرنا" صورًا وصفتها بـ"رئيسي وهو يقلع على ما يشبه طائرة هليكوبتر من طراز بيل 412، مع طلاء باللونين الأزرق والأبيض".

وتُشغّل إيران مجموعة متنوعة من طائرات الهليكوبتر في البلاد، لكن العقوبات الدولية جعلها من الصعب الحصول على قطع غيار لها، فيما يعود تاريخ أسطولها الجوي العسكري إلى حد كبير إلى ما قبل ثورة عام 1979.

وفي ظل العقوبات الدولية، وخاصة الأمريكية، المفروضة على الدولة الإيرانية، تكافح صناعة الطيران الإيرانية لتحقيق الأهداف التشغيلية للطائرات، حيث يوجد 180 طائرة فقط في الخدمة حاليًا، وهو أقل من العدد المخطط له وهو 250 طائرة بحلول نهاية العام الماضي، وفق محطة تلفزيونية "إيران إنترناشيونال".

وفي خضم مبادرات الإصلاح وقيود الإنتاج المحلي وقيود الاستيراد، تواجه صناعة الطيران الإيرانية تحديات إضافية وتؤدي التقارير عن تأخير الرحلات والمخاوف المتعلقة بالسلامة داخل شركات الطيران الإيرانية إلى تفاقم مشكلات الصناعة.

وفي مارس الماضي، دعا محمد محمدي بخش، رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية، إلى ضرورة توسيع الأسطول لاستيعاب سكان البلاد، الذين تشير التقديرات إلى أنهم يحتاجون إلى 550 طائرة، في وقت يتم استخدام 200 طائرة بشكل نشط.

ويواجه مجال الطيران في إيران عجزًا كبيرًا في مواجهة العقوبات العالمية بسبب برنامج إيران النووي، وانتهاكات حقوق الإنسان ودعم الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأكد رئيس هيئة الطيران المدني الإيراني فبراير الماضي، أن التحديات التشغيلية لأسطول الطيران، مثل التأخير في التخليص الجمركي لأجزاء الطائرات، لا تزال تشكل عقبة كبيرة.

وتستخدم إيران أنواعًا مختلفة من المروحيات العسكرية، بعضها يستخدم في نقل الشخصيات المهمة، ورغم امتلاكها أسطولًا كبيرًا من هذه الطائرات، إلا أن غالبيتها يرجع تاريخها إلى ما قبل الثورة الإسلامية في البلاد عام 1979.

وتشير إحصائيات موقع "جلوبال فاير بور" إلى أن الجيش الإيراني يمتلك أسطول مروحيات يصنف في المرتبة الـ32 بين أضخم أساطيل المروحيات في العالم بـ129 مروحية.

وحسب موقع "وورلد دايركتوري أو موديرن ميليتاري إيركرافت" فإن المروحيات الإيرانية تضم :مروحيات "سي إتش-47 سي" الأمريكية، و"إيه إتش-1 جيه" الأمريكية، و"بيل - 212" الأمريكية ونسخها مثل "بيل 412" والأخيرة هي التي كانت تقل الرئيس الإيراني التي لا يزال مصيرها مجهولًا وسط حملات بحث موسعة من فرق الإغاثة والإنقاذ.