مجابهة قوى الإرهاب..

تطوير القوات المسلحة الجنوبية.. أهمية قصوى في ظل استهداف الجنوب الممنهج

ركزت عمليات الاستهداف الإرهابية على القوات المتمركزة بشكل كبير في وادي عومران والمصينعة، وسجلت الأيام الماضية تنفيذ عدد من الهجمات الغادرة كان آخرها إصابة 4 جنود بينهم ضابط عسكري، في انفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر تنظيم القاعدة، في طريق فرعي بوادي عومران.

عدن

تمثل تقوية  روابط القوات المسلحة الجنوبية، إحدى أهم الخطوات التي توليها القيادة السياسية وذلك لتكون بالقوة المطلوبة لتكافح التهديدات الأمنية التي يتعرض لها المحافظات الجنوبية. 

ومع كل تخريج لدفعات من القوات المسلحة الجنوبية، فإن الأمر يبعث برسالة طمأنة للجنوب العربي وشعبه بأن قواته المسلحة جاهزة لصد التحديات التي تحيط بالجنوب.

وفي هذا الإطار، شدد الجنوبيون على أهمية تخريج الدفعة العسكرية من القوات البرية الجنوبية لما يحمله ذلك من تقوية جبهات الجنوب المسلحة في مجابهة كل صنوف الإرهاب الغاشم والمتفاقم.

وقبل أيام، تخرجت الدفعة السابعة من القوات البرية الجنوبية من منتسبي اللواء الثالث مشاة ومعسكر بدر.

وشهد معسكر بدر عرضا عسكريا مهيبا للخريجين استعرضوا من خلاله بعض من المهارات والمعارف والمفاهيم الذي تلقوها خلال فترة التدريب، وذلك بحضور عدد من القيادات يتقدمهم اللواء الركن علي البيشي قائد القوات البرية الجنوبية والعميد محسن الوالي القائد العام لقوات الحزام الأمني.

خلال الفعاليات، نقل اللواء البيشي في كلمة له، تحايا الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، مهنئا الجنود على التخرج وما قدموه من عرض مميز عكس ما تلقوه أثناء فترة الاستجداد.

وقال البيشي: "هذه القوات التي تتخرج اليوم أتت من رحم المقاومة الجنوبية وهي أساس في بناء جيش وطني يضم كافة أبناء الجنوب, مخاطبا اعداء الجنوب بالقول لا تختبروا صبرنا فنحن نورا لمن اهتدى، ونار لمن اعتداء".

وصرح العميد الوالي: "أبناء الجنوب اليوم لن يفرطوا شبراً واحدا من أراضيهم وعلى من كانت له نوايا سيئة تجاه الجنوب، عليه أن يأخذ العبرة من انكسار ورحيل بريطانيا، تحت ضربات الأحرار والثوار".

ولفت إلى القوات المسلحة الجنوبية تشكل جسد واحد وهي اليوم تخوض معركة تطهير أبين الباسلة، من قوى الشر والإرهاب .

وأشاد الوالي بانتظام وجاهزية الدفعة المتخرجة، مثمنا جهود المدربين والقادة الذين يبلون في أعداد الجنود وتجهيزهم للدفاع عن حياض أرض الجنوب، مختتما كلمته بتأكيده على قرب أستعادة وادي حضرموت في القريب العاجل.

تقوية وتطوير القوات المسلحة الجنوبية أمر في غاية الأهمية وذلك في ظل الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب في الوقت الحالي، وتحديدا فيما يخص تكالب قوى الشر والإرهاب لاستهداف أمنه واستقراره.
وقامت القوات الجنوبية منذ أغسطس الماضي، وضمن عمليتي "سهام الشرق" في أبين، و"سهام الجنوب" في شبوة، بشن حملات تطهير واسعة، أفضت إلى تأمين الكثير من المواقع والأودية في المحافظتين، وتطهيرها بشكل كامل من العناصر الإرهابية التي تحصنت لسنوات في تلك الأوكار.

ويعد وادي عومران في أبين، والمصينعة في شبوة، من المواقع الهامة التي جرى تأمينها من قبل عمليتي "سهام الشرق" و"سهام الجنوب". ويحتل الموقعان أهمية استراتيجية كبيرة ومثل خسارتهما ضربة قوية للتنظيم. وهذا أكدته البيانات المتكررة للتنظيم الإرهابي عقب تطهير الوادي ومنطقة المصينعة، والتوعد بحرب مفخخات للرد على هذه الهزيمة.

وركزت عمليات الاستهداف الإرهابية على القوات المتمركزة بشكل كبير في وادي عومران والمصينعة، وسجلت الأيام الماضية تنفيذ عدد من الهجمات الغادرة كان آخرها إصابة 4 جنود بينهم ضابط عسكري، في انفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر تنظيم القاعدة، في طريق فرعي بوادي عومران.

وقالت وسائل إعلام محلية: أن طقما عسكريا تابعا لقوات اللواء 199 مشاة، تعرض لهجوم إرهابي بعبوة ناسفة أثناء مروره في طريق فرعي بوادي عومران، شرق مديرية مودية، وسط أبين، موضحا أن العبوة الناسفة كانت مموهة وتتطابق مع العبوات الناسفة التي تصنعها ميليشيا الحوثي بمساعدة خبراء إيرانيين, وجرى تفجيرها عن بعد لحظة مرور الطقم العسكري وأسفر الهجوم عن إصابة 4 جنود بينهم ضابط يحمل رتبة نقيب، في حين نشرت قوات أمنية وعسكرية مشتركة قوات إضافية في الوادي الذي يعد أحد أهم المعاقل السابقة لتنظيم القاعدة في محافظة أبين.

وبحسب قائد اللواء 199 مشاة، العميد عبدالخالق الحوشبي، فإن الطقم كان في مهمة عسكرية خارج اللواء، وتعرض للاستهداف بعبوة ناسفة، أسفرت عن إصابة النقيب علي عماد غالب و3 من أفراد الطقم إصابات بليغة نقلوا على إثرها إلى مستشفيات لودر وعدن. مؤكدا أن هذه الأعمال الدنيئة لن تثني القوات الأمنية والعسكرية عن مواصلة الحرب ضد العناصر الإرهابية وأوضح أن أفراد اللواء وكافة القوات المشتركة وجدوا ليدافعوا عن الأرض ومحاربة هذه القوى الخارجة عن النظام والقانون.

الهجوم على القوات المتمركزة في وادي عومران بأبين، تزامن مع هجمات مزدوجة بذات الطريقة، استهدفت قوات دفاع شبوة في منطقة المصينعة، وراح ضحيتها نحو 3 جنود بينهم قائد كتيبة، وإصابة عدد آخر من الجنود.
وبحسب المراقبين فإن تنظيم القاعدة يسعى جاهدا إلى تنفيذ هجمات غادرة في المعاقل الرئيسية التي طرد منها على يد القوات الجنوبية، وبهدف إبراز حضوره ليس إلا. مؤكدين أن الحملات الأمنية الأخيرة للقوات الجنوبية حققت انتصارات نوعية ضد الإرهاب وقوى الشر التابعة والممولة له.

وأوضح المراقبون: أن العناصر الإرهابية تحاول إيصال رسالة بأنهم لا يزالون متواجدين في معاقلهم الرئيسية والهامة في أبين وشبوة. مشيرين إلى أهمية أن تتحرك القوات الأمنية المشاركة في عمليتي "سهام الشرق" و"سهام الجنوب" لتنفيذ عمليات تمشيط واسعة في الأوكار الرئيسية التي جرى تحريرها مؤخرا، وتكثيف الدوريات والتحركات الأمنية لشل حركة العناصر الإرهابية وخلاياهم النائمة التي كلفت بزرع العبوات المتفجرة واستهداف القوات الأمنية.