"جمعيةٌ خيرية أم مُنظمةٌ إرهابية"..

تقرير: الحكمةُ اليمانيةَ والعودةُ إلى عدن.. حقائق وفجائع تجنيد و تفريخ

وزير الأوقاف محمد عيضة شبيبة- بتوقيع مُذكرةِ تفاهمٍ وشراكةٍ مع جمعية الحِكمة اليمانية

محمد بن فيصل
مدون يمني على مواقع التواصل الاجتماعي يقيم في المملكة العربية السعودية ويكتب في موقع قناة اخبار الان الأمريكية

قام وزير الأوقاف في حكومةِ المُناصفة اليمنية- محمد عيضة شبيبة- بتوقيع مُذكرةِ تفاهمٍ وشراكةٍ مع جمعية الحِكمة اليمانية في العاصمة عدن.

وبعيدًا عن تاريخ، وتأسيس جمعية الحِكمة، وبعيدًا عن كونها منبثقة عن الجماعة الأم-الإخوان المسلمين- كما قال الشيخ مقبل الوادعي-قبل ثلاثين عام- : "أصحاب جمعية الحكمة مَمَاسِحُ للإخوان المسلمين".

وبعيدًا عن شخصية الوزير، وتاريخهُ المُرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، وتأثرهِ بسيد قطب، والزنداني، وعبدالله عزام، بعيدًا عن كل هذا !

سأتحدث عن الإرهاب الذي تفرخ من تحت جمعية الحِكمة اليمانية وخصوصًا في عدن؛ كانت جمعية الحِكمة كغيرها تمارس النشاط الخيري، والدعوي ظاهرًا، وتُبطن العمل السري والتنظيمي الذي يكونُ فيه تجنيد الشباب لأهدافهم الإرهابية المتطرفة، ومن هنا تبدأ الحكاية ..

- كان أحد كبار شخصيات جمعية الحكمة في عدن؛ عبدالله المرفدي كانت شخصيتة لها تأثيرٌ ومهابهٌ عند الشباب، وكان رأس الهرم في المنصورة، وكان يعمل تحتهُ الكثير، إلا أنّ أبرزهم أحمد السلال، وأديب اليافعي-والذي أصبح مؤخرًا قاضياً لداعش- فكانوا يقدمون المرفدي على أنّهُ الشخصية المُهابة والرجل الكبير، وأديب اليافعي والسلال كانوا الأكثر خُلطة وتأثيرًا بالشباب، وكانوا يتلقون الأوامر، والتوجيهات والخطط من المرفدي، وكانوا حرصون على حلقات تحفيظ القرآن كثيرًا، ولسيما الأطفال والشباب؛ وكانوا يحشونهم بالفكر الإرهابي، والنزعة الإنتقامية من المجتمعات، والحكومات العربية.

فما أن فَجّر تنظيم القاعدة الحربَ مع الدولة السابقة في أبين؛ إلا وبدأ المرفدي، ومن حولهُ بتحريض الشباب على الالتحاق بالقاعدة، والقتال في صفوفهم؛ فذهب الكثير من الشباب مُغررًا بهم !

كما أكد لي الشاب صديق الشيخ -وهو أحد طلاب حلقات التحفيظ التي تخضع لإشرافهم- أنّه كان يسمع تحريضًا من أديب اليافعي وأحمد السلال، وشيخهم المرفدي بالقتال مع القاعدة ضد الدولة، والإلتحاق بصفوف المجاهدين في أبين -كما يُعبرون عن ذلك-.

- وكما عبّر بحزن أنّه فقد الكثير من أصدقائه في تلك الحرب، والسبب في ذلك تحريض المرفدي، وأديب والسلال.

- وبعد طرد مليشيا الحوثي من عدن، والجنوب عمومًا جاءت الأوامر من عبدالله المرفدي لكلِ طلابهِ ومريديه بالإلتحاق بداعش، وهذا ما سأبينهُ بعد قليل !

- بدأت سلسلة التفجيرات في عدن، التفجير تلو التفجير، والإغتيال تلو الإغتيال لشخصيات عسكرية وسياسة ودينية وإعلامية وكل من كان له تأثير في المجتمع.

- الحدث الأول :

وقد كان من أبرز تلك التفجيرات؛ تفجير في مدرسة السنافر بالمنصورة، حيث كانت هذه المدرسة تُستخدم لتجنيد العسكر، لقتال الحوثي تحت قيادة التحالف، فدخلت سيارة مفخخة إلى وسط المدرسة ووسط الحشود وانفجرت وكان القتلى بالعشرات، وقد وصلى عدد القتلى إلى 71.

-السؤال:  ما علاقة جمعية الحِكمة بهذهِ العملية الإرهابية ؟!

-الجواب: كانت الصدمة أنّ مُنفذ هذه العملية هو أحمد سيف !

من هو أحمد سيف ؟

الجواب: شابٌ لا يتجاوز عمرهُ ٢٣ عامًا من شباب المنصورة بلوك ٢١، نبت ونشأ عند جمعية الحِكمة، وكان متأثرًا بعبدالله المرفدي، وقريبًا من أديب اليافعي، وكان يستلم راتبًا شهريًا من جمعية الحِكمة بصفتهِ مدرس في حلقات التحفيظ.

 - الحدث الثاني :

بعد سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت رجال الدين والأمن خصوصاً، فُجعنا في يومٍ باغتيال الشيخ عبدالرحمن بن مرعي بن بريك العدني، وما هي إلا دقائق  وانقلبت سيارة القتلة الإرهابيين، وتم القبض عليهم؛ وهنا الصدمة كان من بين هولاء القتلة الشاب الداعية خالد الصبيحي !

 السؤال: من هو خالد الصبيحي ؟

الجواب : خالد الصبيحي شاب نشأ كذلك في جمعية الحكمة اليمانية، وتربأ عندهم، وقد كان كذلك مُتأثرًا بعبدالله المرفدي، وقريبًا من أديب.

تواصلت قبل أيام مع أخيهِ؛ وهنا كانت صدمة !

أخبرني أخاه : أنّه بعد الحرب كانت التوجيهات والضوء الأخضر من عبدالله المرفدي أن انضموا لداعش والتحقوا بصفوف المجاهدين -كما يعبرون- ! ، وأضاف قائلًا السبب هو المرفدي وأديب !

فالتحق أخوه بداعش، وكان يعمل معهم كمصور في بداية الأمر.

- الحدث الثالث :

مؤخرًا في عام 2018م أعلنت الجهات الأمنية في عدن عن قتل أخطر  إرهابي مُتهم بقتل الكثير من ضباط المقاومة الجنوبية؛ وهو محمد صغير والذي عُرف بلقب (البومة).

 السؤال: من هو محمد صغير؟؟

الجواب: محمد صغير شاب نشأ في جمعية الحكمة وتربى عندهم وكان قريبًا من أديب، ومتأثرًا بالمرفدي، ونشأ فب حلقات تحفيظ جمعية الحكمة؛ وقد كان من أبرز الإرهابيين في قتل الضباط والعسكريين.

أتظن أن كل هذا محض صدفة ؟ لا لا الأمر ليس كذلك إنما هو هنا وسير تسير عليهِ جمعية الحكمة في تفريخ الإرهاب، وهناك الكثير والكثير من الشباب وبعمر الزهور ممن تربوا عند جمعية الحكمة فالتحقوا بداعش والقاعدة وأردوا قتلى !

- عبدالله المرفدي أحد رؤوس جميعة الحكمة الآن مطلوب للتحالف، والجهات الأمنية في عدن، وقد دُهيم بيتهُ من الجهات الأمنية، وكان قد ولى وهرب، وهو حاليًا أمير في داعش !

-وهكذا أديب اليافعي هرب واختفى، ويُقال أنّه شُوهد في صنعاء، ويقال أنّه يقاتل في البيضاء مع داعش، وقبل هروبه كان يعمل قاضيًا لداعش في المنصورة، وأبناء المنصورة يعرفون ذلك جيدًا.

 وقد سبق للعلماء والمشايخ الوسطيون، والباحثين والمختصين أنّ حذروا من تفريخها للإرهاب، وقد وقع الفأس بالرأس واكتوينا بنارها.

وها هي اليوم تُعود مرة آخرى وبصورة رسمية مُقننة ، فانتظروا مزيدًا من الإرهاب، والتفخيخ والتفجير ما بقيت هذه الجمعية مُسيطرة على المساجد، والمراكز الدعوية والخيرية.

ذهب خيرة شبابنا، وأبنائنا وتخطفتهم الأهواء المظلة والأفكار المتطرفة، وذهبوا إلى المحرقة، ودُمرت عدن والجنوب بهم

- شباب لا تتجاوز أعمارهم أعمار الوحدة اليمنية، منذو أنّ دخلت علينا هذه الأحزاب، والجمعيات المتفرخة عن جماعة الإخون المسلمين لم نرى إلا الدمار والشر والتفجير والتكفير.

إلى متى ونحن نحصد هذه الثمار المؤلمة ؟!

أما آن الآن لتصنيفها كجماعة إرهابية وحظرها ومنعها ! 

في كل بلدان العالم صُنف الإخوان وما تفرخ عنهم كجماعات إرهابية، إلا عندنا فهم الشرعية والخير والملائكة  !

وأخيرًا أعلم أن مثل هكذا قد يضرني،

ولكن اللهم بلغت ، اللهم فاشهد.