"ثقافة نحر الاثوار في عاصمة الثقافة"..

تقرير: سلطة إخوان اليمن في تعز.. ضلت الدولة وحضرت القبيلة

نحر الاثوار وسيلة الاخوان وحشد التنظيم الشعبي لتجاوز جرائم الفصائل المسلحة - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

تؤكد المراجع التاريخية ان الحكم السائد في المملكة المتوكلية والجمهورية العربية اليمنية لاحقاً بعد ستينيات القرن الماضي، كان للقبيلة، القبيلة التي تفصل في القضايا والنزاعات مهما كانت كبيرة، يكفي ان تنحر الواسطة ثوراً في ساحة تحكيم لينتهي كل شيء وتعود المياه إلى مجاريها.

رغم الظلم الذي يمارس من خلال هذه الاحكام، الا أنه – وفق ناشطين يمنيين – يعمل على درء الفتن والاقتتال القبلي ويهدئ النفوس، والدية تكون عادة في قضايا القتل التي يتم التحكيم فيها.

مدينة تعز، كبرى مدن اليمن الشمالي، هي جزء من هذه الثقافة القبلية، فالأبقار هي من تدفع ثمن صراع اليمنيين واقتتالهم الداخلي، كيف لها والسلطة والجيش الرسمي يحتكم الى اعراف القبيلة في مدينة صنفت قبل أعوام على انها عاصمة الثقافة اليمنية، قبل ان تصبح عاصمة "المعسكرات القطرية والتركية"؛ كما يقول مواطنون لمراسل صحيفة اليوم الثامن.

ونقل مراسلنا عن مصادر حقوقية قولها إن تنظيم الإخوان المنبوذ في تعز، يندفع نحو الأعراف القبلية لتجاوز ازمة جرائم ميليشيات الحشد الشعبي في المدينة.

 

 وأظهرت وسائل إعلام محلية في تعز القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي الإخواني شوقي المخلافي، شقيق الزعيم الروحي لفصائل الإصلاح بتعز والمقيم حاليا في تركيا، حمود المخلافي، وهو يجر عجلا إلى امام منزل اسرة سائق وايت قتل في مايو الماضي برصاص أحد عناصر حزب الإصلاح في اللواء 22 ميكا ويدعى عمر المخلافي.

 

وأفاد موقع تعز اليوم أن المخلافي الذي قدم بالتزامن مع صدور قرار اتهام من النيابة بالقتل العمد هذه محاولة للضغط على اسرة الحكيمي للقبول بتحكيم قبلي وهو ما ترفضه الاسرة خصوصا بعد اشهار المخلافي قبل يومين السلاح في وجه نجل الحكيمي في محاولة لمنعه من اصطحاب شهود عيان إلى النيابة العامة وسط المدينة".

وأكد ناشطون ان سلطات الإخوان في تعز عملت على معالجة مؤقت للعديد من قضايا القتل لمن يمتلكون قدرة الانتقام، وذهبت لنحر الاثوار لمداراة سوءة التنظيم المتطرف وعناصر الإرهابية، كما يقول يمنيون.

وفي مايو (أيار) قامت سلطة تعز الإخوانية، بتحكيم مجموعة شركات الشيباني في المدينة بنحر ثور، بعد ان تعرضت المجموعة لأعمال نهب واسعة، وقد قامت تلك السلطة حينها بهذا التحكيم لتخلي سبيل عناصر متطرفة من الحشد الشعبي تقوم باعمال وحشية ضد السكان.

 وأكدت وسائل إعلام يمنية أن استخدام سلطة تعز للوساطة القبيلة في حل قضية مثل قضية الاعتداء على مصانع الشيباني من قبل مجاميع المدعو “ماجد الأعرج” يضع السلطة في موقف عاجز ويوضح مدى النفوذ والحماية الذي باتت تتمتع به المجاميع المسلحة العابثة بأمن واستقرار المدينة".. محذرين من انعكاس تراخي وتماهي السلطة مع البلاطجة وتغطيتها على جرائهم إلى رسالة تحفيز لكل العابثين باستحلال المدينة وممارسة جرائهم".

وسخر ناشطون يمنيون من مبادرة التحكيم الذي رعته السلطة، مستهجنين قيامها بتكريم البلاطجة بدل من إلقاء القبض عليهم لينالوا جزاءهم العادل كونهم مارسوا ويمارسون الحرابة والتقطع ويتسببون في شلل الحياة وإقلاق السكينة العامة وتحويل تعز إلى ساحة واسعة للفيد والفوضى".

ويؤكد الانجرار الاخواني وراء التحكيم القبلي لتجاوز جرائم ترتكب بحق المدنيين في تعز، على هشاشة السلطة التي تقاتل بشعار استعادة الدولة اليمنية التي يبدو انها ضلت الطريق لتبحث هي الاخر عن ثور ينحره الإخوان لكي تعود بقانون الغاب الذي تمارسه قوات الحشد الشعبي، إلى الجنوب الذي يلفظ الارهاب بشتى صوره.

مئات القتلى في تعز قضوا في برصاص ميليشيات الحشد الشعبي، لكن التحكيم القبلي الذي تقوم به سلطة الاخوان يستثني من ليس لهم قوة مالية او قبلية، فالضحايا كثر، والانتهاكات متعددة، من جرائم الاغتصاب للأطفال والفتيات الى نهب المنازل في وضح النهار وكله تحت شعار وسلاح الدولة اليمنية التي يبدو واضحا انها قد تاهت وضلت الطريق ولن تعود الا باجتثاث الإرهاب من الجذور، كما يؤكد مواطنو مدينة تعز الذين يعانوا الأمرين جراء هذا الإرهاب.