البرلمان العربي يدين اقتحام الأقصى..
تقرير: مائتا جريح في تصاعد للعنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالقدس

جريح في الاشتباكات متصاعدة في القدس الشرقية والضفة الغربية - وكالات
أعلنت مصادر طبية إصابة أكثر من 200 فلسطيني في اشتباكات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في القدس، وسط تصاعد التوتر بشأن الإجلاء المحتمل لعائلات فلسطينية من منطقة يُطالب بها مستوطنون إسرائيليون.
وبحسب قناة بي بي سي عربية فقد حدثت غالبية الإصابات في ساحة المسجد الأقصى، حيث استخدمت قوات الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي والقنابل الصاعقة، فيما كانت الحشود تقذف الزجاجات والحجارة.
وأقامت منظمة الهلال الأحمر مستشفى ميدانياً بعدما امتلأت المستشفيات المحلية بالمصابين.
وكان آلاف الأشخاص قد تجمعوا في وقت سابق في المسجد الأقصى في آخر يوم جمعة من شهر رمضان. وبقي الكثير منهم للاحتجاج على عمليات الإجلاء المحتملة في حي الشيخ جراح.
وأُصيب ستة ضباط من الشرطة الإسرائيلية، التي قالت إنها استخدمت القوة "لاستعادة النظام" بسبب "شغب آلاف المصلين" بعد صلاة العشاء.
ودعا مسؤول في الأقصى إلى الهدوء عبر مكبرات الصوت في المسجد. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عنه قوله: "يجب على الشرطة أن توقف إطلاق القنابل الصاعقة على المصلين على الفور وعلى الشباب أن يلتزموا الهدوء".
وقال الهلال الأحمر إن 88 من المصابين الفلسطينيين نقلوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا برصاص معدني مغلف بالمطاط. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن بعض الضباط المصابين بحاجة إلى علاج طبي.
وأعرب البرلمان العربي عن إدانته واستنكاره الشديدين حيال ما قامت به السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الآمنين واقتحام منازل أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة وتهجير سكانها قسراً، معرباً عن رفضه القاطع لاستمرار ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعد انتهاكاً صارخاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني .
وحذر البرلمان العربي – في بلاغ صحفي تلقت اليوم الثامن نسخة منه - من مغبة التصعيد الذي يدفع بتقويض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مطالباً السلطات الإسرائيلية بالكف الفوري عن الانتهاكات والاعتداءات على الفلسطينيين ووقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك، داعياً المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف التصعيد والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك وفي البلدة القديمة وفي القدس المحتلة.
وجدد البرلمان العربي وقوفه التام إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ودعت الولايات المتّحدة إلى "وقف العنف" في القدس الشرقية المحتلّة حيث أصيب ليل الجمعة أكثر من 175 فلسطينياً وستّة شرطيين إسرائيليين بجروح في اشتباكات بين الطرفين دارت خصوصاً في باحة المسجد الأقصى، في أعنف مواجهات تشهدها المدينة المقدّسة منذ سنوات.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إنّ "الولايات المتّحدة قلقة للغاية إزاء المواجهات الجارية في القدس... والتي أفادت تقارير أنّها أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى".
وأضاف أنّ "العنف لا عذر له، لكنّ إراقة الدماء التي تحصل الآن مقلقة بشكل خاص" لا سيّما وأنها تحصل في الأيام الأخيرة من رمضان.
ولفت المتحدّث إلى أنّ واشنطن دعت المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "العمل بحزم لتهدئة التوتّرات ووقف العنف". وشدّد برايس على "الأهمية البالغة" لتجنّب أيّ خطوات قد تؤدّي إلى تفاقم الوضع - مثل "عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والنشاط الاستيطاني، وهدم المنازل، والأعمال الإرهابية".
ودارت أعنف المواجهات في باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، وقد أشعل فتيلها بحسب الشرطة الإسرائيلية إلقاء شبان فلسطينيين حجارة وزجاجات فارغة على عناصرها، في حين اتّهم شبّان فلسطينيون قوات الأمن الإسرائيلية بأنّها هي من بادر إلى الاعتداء على مجموعة منهم عند مدخل الأقصى.
كما دعا الاتحاد الأوروبي السبت السلطات الإسرائيلية الى التحرك "بشكل عاجل" لوقف التصعيد في القدس بعد المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والشرطة.
وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان "العنف والتحريض غير مقبولين ويجب محاسبة الجناة من جميع الأطراف"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس".
وكان مسعفون فلسطينيون والشرطة الإسرائيلية قد أعلنوا بداية إن ما لا يقل عن 205 فلسطينيين و17 ضابطا أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت أمس ليلا عند المسجد الأقصى.
وفجر السبت خيّم هدوء حذر على القدس الشرقية، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.