تحليلات

دحر الانقلابيين وتثبيت الشرعية ومؤسساتها

ما هي أبرز محطات "عاصفة الحزم"؟

قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن

نيفين الحديدي (أبوظبي)
بعد عامين على انطلاق عملية "عاصفة الحزم"، التي تقودها السعودية على رأس تحالف عربي، بطلب من حكومة هادي لاستعادة الشرعية في اليمن، استطاعت قوات التحالف العربي السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي اليمنية، وتحقيق عدة أهداف تم وضعها من أجل مساندة الشعب اليمني وحمايته من العدوان الحوثي.

وجاءت عمليات التحالف العربي، في وقت كان الحوثيون وحلفاؤهم يحشدون استعداداً لحملة على المحافظات الجنوبية، وكانت على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن.

واستطاعت "عاصفة الحزم" التي دشنت أولى ضرباتها الجوية في 26 مارس(آذار) 2015، تأمين محافظات في الجنوب، وأجزاء من أخرى في الشمال الشرقي، حيث سيطرت الحكومة اليمنية الشرعية بمساندة قوات التحالف العربي على 85 % من الأراضي اليمنية.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن "الأهداف التي تحققت أيضاً تتمثل بالتأكيد على عروبة اليمن، وإنهاء المشروع الإيراني، ومنع إمداد الأسلحة والذخائر ووصولها إلى أيدي الحوثيين، وتحرير معظم المحافظات اليمنية، وعودة الاستقرار والأمن للمحافظات التي تم تحريرها، وفرض الاستقرار في المنطقة بتجفيف منابع الإرهاب".

كما حققت عاصفة الحزم أيضاً أهدافاً شملت محاربة الإرهاب بشكل مباشر، وتأمين الملاحة البحرية، وبناء جيش قوي من أبناء اليمن بعقيدة وطنية، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

ويرصد هذا التقرير أبرز محطات عملية "عاصفة الحزم" والمكاسب التي حققتها حكومة هادي مدعومة بقوات التحالف العربي في حربها ضد الحوثيين:

تحرير العاصمة المؤقتة عدن

أطلقت الحكومة اليمنية عملية "السهم الذهبي" لتحرير عدن، وفي منتصف يوليو(تموز) 2015، استعادت القوات الموالية للرئيس هادي السيطرة شبه الكاملة على عدن، مدعومين بقوات برية من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وبحلول 22 يوليو(تموز) 2015، تمكنت القوات الموالية للرئيس هادي من استعادة السيطرة الكاملة على العاصمة المؤقتة للبلاد، عدن، وأعيد فتح مطار عدن الدولي. وبذلك استطاعت قوات التحالف العربي، تحرير العاصمة المؤقتة للبلاد، عدن، في فترة قياسية، وترميم القصر الرئاسي الذي تم تدميره عقب سيطرة الحوثيين عليه، ليعود إليه هادي، ومن بعده نائبه رئيس الحكومة خالد بحاح، من أجل إدارة شؤون الدولة من المدينة الجنوبية، وفقاً لتقارير إعلامية.

أما في مطلع 2016، فدشّنت قوات التحالف المرحلة الثانية من تحرير عدن، ولكن هذه المرة من عناصر القاعدة التي سيطرت على مناطق في المدينة.

عودة الحكومة الشرعية
وكانت العودة الأولى لرئيس الحكومة، خالد بحاح، يوم 16سبتمبر(أيلول) 2015، من أبرز المكاسب التي تحققت وشكلت ضربة قاصمة لتحالف الحرب الداخلي (الحوثيين وصالح) وأعقبها عودة هادي، بعد غياب دام ستة أشهر في العاصمة السعودية الرياض، وبالرغم من موجة الاغتيالات المتواصلة التي أجبرت الرئيس ونائبه على المغادرة مجدداً، إلا أنهما في النهاية عادا بشكل دائم، وفقاً لتقارير إعلامية.

تحرير محافظات جنوبية
تمكنت القوات الموالية لهادي، مدعومة من التحالف، من تحرير محافظات لحج، والضالع، وأبين، وشبوة، من الحوثيين وقوات صالح، لتصبح بذلك المحافظات الجنوبية الثمانية في قبضة الحكومة، بالإضافة إلى حضرموت وسقطرى والمهرة، التي لم يستولي عليها الحوثيون من الأساس، بحسب تقرير أوردته وكالة أنباء الأناضول التركية.

ففي بداية أغسطس(آب) 2015، تمكنت القوات الموالية لهادي من تحرير لحج، وطرد مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح، وسيطرت المقاومة الشعبية بالكامل على قاعدة العند الجوية في المحافظة، الأكبر في البلاد.

وفي 9 أغسطس(آب)2015، استعاد الجيش الموالي للحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة على محافظة الضالع، بعد اشتباكات استمرت لأكثر من شهرين، في حين سيطرت قوات الشرعية اليمنية، مدعومة بالتحالف العربي على مدن وبلدات محافظة أبين، واستطاعت تطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة، لتعلن تحرير المحافظة بشكل كامل في منتصف أغسطس(آب) 2015.

وفي منتصف أغسطس(آب) 2015، تم تحرير محافظة وشبوة، والأخيرة هي ثالث محافظة من حيث المساحة، وإحدى أهم المناطق التي تحوي النفط والغاز في البلاد حيث تضم أكبر شركة لتسييل الغاز في اليمن، وثلاثة حقول نفطية تنتج نحو خمسين ألف برميل يومياً.

واحتاجت القوات الحكومية مسنودة بقوات من التحالف العربي، لعدة أشهر من أجل دحر الحوثيين وقوات صالح من محافظتي مأرب والجوف، الغنيتان بالنفط والغاز، شمالي شرق البلاد، غير أن الحرب ما زالت في هذه المحافظات، بالإضافة إلى محافظتي البيضاء وتعز.

تحرير مواقع في تعز
في مطلع مارس(آذار) 2016، تمكنت القوات اليمنية بإسناد جوي من مقاتلات التحالف، من كسر حصار جزئي فرضه الحوثيون وقوات صالح على مدينة تعز، وسط البلاد، استمر نحو 10 أشهر.

وبالرغم من استماتة الحوثيين في استعادة المنفذ الجنوبي الغربي، الذي يصل المدينة بمحافظات لحج وعدن (جنوب)، وتوقف الحركة فيه، إلا أن المواد الإغاثية استطاعت دخول المدينة عبر مديريات المسراخ ومشرعة وحدنان التي تم تأمينها.

وتواصلت المعارك في تعز منذ نحو عامين، وشهدت عدة مناطق في المحافظة معارك عنيفة بين قوات الجيش والمقاومة مسنودين بقوات التحالف العربي ضد الحوثيين وقوات صالح. وفي يناير(كانون الثاني) 2017 الحالي، أطلق الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، عملية "الرمح الذهبي" لتحرير تعز جنوب صنعاء، بالتزامن مع انتصارات حققتها قوات الجيش الوطن في بلدة ذو باب الواقعة قرب باب المندب بتعز.

المعارك في صنعاء
في مطلع العام 2016، تمكنت قوات الشرعية اليمنية مسنودة بغطاء جوي مكثف لطيران التحالف، من التوغل إلى تخوم العاصمة صنعاء، بعد معارك اجتازت فيها سلاسل جبلية بالغة الصعوبة ومفخخة بالألغام الحوثية.

وفي الأسبوع الأول من فبراير(شباط)2016، استطاعت تلك القوات السيطرة على معسكر "فرضة نهم"، شمالي شرق العاصمة، والتوغل نحو سلاسل جبلية لا يفصلها سوى 50 كيلومتراً عن مطار صنعاء الدولي. 

وفي مارس (آذار) 2017، أعلن الجيش اليمني تحرير عدد من الجبال والمواقع المهمة والحاكمة، أهمها جبل دوه والعياني والصافح والضبيب والتباب الحمراء، وسلسلة جبال السفينة وعدد من المواقع الأخرى في المحافظة فيما تزال المعارك مستمرة حتى اليوم للسيطرة على كامل المحافظة.

مضيق باب المندب وميناء ميدي
استعادت القوات الموالية لهادي مضيق باب المندب الاستراتيجي، غربي البلاد، الذي يعد من أبرز المكاسب التي حققها التحالف العربي، في أكتوبر(تشرين الأول) 2015، ومعه جزر حنيش و زقر، بعد تهديد الحوثيين باستهداف ممر التجارة العالمي.

وفي مطلع العام 2016، تمكنت القوات الحكومية بدعم من التحالف من استعادة ميناء ميدي وأجزاء واسعة من المدينة الواقعة شمال غربي البلاد، والذي كان الحوثيون يستخدمونه لاستقبال أسلحتهم لقربه من معاقلهم الرئيسية في صعدة، في وقت ما زالوا يسيطرون فيه على ميناء الحديدة الدولي، وموانىء الصليف والمخا (غرب).

تدريب الجيش اليمني
أطلقت قوات التحالف العربي مؤخراً برنامج تدريب مكثف للجيش اليمني، في أكثر من موقع عسكري داخل اليمن وذلك بعد عام من استكمال بناء جيش يمني، إثر الانهيار الذي أصابه جراء انقلاب مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح منذ ثلاثة أعوام. بحسب مصادر نقلت عنها صحيفة "الحياة" اللندنية.

ونشرت قوات التحالف العربي مجموعات مختارة من قوات النخبة والطائرات، بهدف تدريب وتأهيل عناصر الجيش، كما نشرت سرب مروحيات من طراز "أباتشي"، ومروحيات ذات قدرة هجومية خفيفة من طراز "بيل 407"، كما يشرف مدربون من التحالف العربي على تأهيل وتدريب أفراد المقاومة الشعبية الذين تم دمجهم في إطار الجيش وقوات الأمن، وتخرَّج الآلاف منهم حتى الآن.

مواجهة التمدد الإيراني
ولم يأت إطلاق "عاصفة الحزم" رداً على تهديدات الحوثيين فقط لليمن، وإنما للدول المجاورة وتحديداً السعودية، وهو ما أكده التحالف العربي في بداية إطلاق العملية التي قال إنها تهدف ليس فقط لإنقاذ اليمن، وإنما المنطقة كلها، عن طريق مواجهة النشاط العسكري الإيراني المتزايد في المنطقة، لبسط هيمنتها على اليمن، وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة.

وفي 21 أبريل(نيسان)2015، أعلنت قيادة العملية عن توقف عملية "عاصفة الحزم"، وبدء عملية "إعادة الأمل"، والتي تشكل مصدر الأمل الآن للشعب اليمني لإعادة الحياة لهم، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديداً لأمن السعودية والدول المجاورة، وبعد أن تم تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية والقوة الجوية التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح.
123

التعليقات

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها

المزيد من الأخبار