المجاعة في اليمن ..
أطفال اليمن بين الحياة والموت.. فمن المنقذ؟
هناك طفل من كل ثلاثة أطفال يمنيين دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية
أنين خافت يصدر من أجساد هزيلة أنهكها الجوع، ترقد فوق أسِرّة بالجناح الذي خُصص لمعالجة خمسة أطفال في مستشفى «السبعين للأمومة والطفولة» بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وفي غضون ذلك، يُكافح الأطباء في المستشفى لإنقاذ الأطفال الذين يعيشون على شفا الموت إثر سوء التغذية الحاد، حيث يقول أحدهم: «لم نتوقع أن نجد أجسادهم قد تحولت إلى هياكل عظمية».
بنبرة لا تخلو من حزن، قالت والدة الطفلة، إن حالة الفقر التي تضرب قراهم المعزولة شمال غربي البلاد، هي ما تسبب في تدهور صحة طفلتها إلى هذه الدرجة، بعد أن عجزت عن توفير الغذاء لها، حتى أنها كانت تنتظر موتها من الجوع.
وأشارت إلى أنه جرى نقلها مع طفلتها وآخرين إلى المستشفى يوم الجمعة الماضي، ومنذ ذلك الحين، بدأت رحمة بالتحسن تدريجيًا بعد أن لاقت الرعاية الطبية.
وارتفعت أسعار السلع الأساسية في اليمن إلى 300 % على الأقل مع انهيار العملة المحلية التي وصلت إلى أدنى تراجع لها أمام سلة العملات الأجنبية، حيث فقد الريال اليمني 40 % من قيمته منذ منتصف يوليو الماضي.
من جهته، قال وزير الصحة في حكومة الحوثيين (غير معترف بها)، طه المتوكل في تصريح للأناضول، إن مليوني طفل في اليمن يعانون من حالات سوء التغذية الحاد، وإن نسبة منهم قد يتعرضون للوفاة إذا لم يتم التوصل لهم وإنقاذهم بشكل عاجل.
وأشار «المتوكل» إلى أن ثمانية من أصل تسعة أطفال مصابون بفقر الدم، وحوالي مليون و200 ألف امرأة في سن الإنجاب أو متزوجة مصابة بسوء التغذية، ما قد يوسّع من دائرة انتشار سوء التغذية بين الأطفال.
وأضاف في بيان: «إذا استمرت قيمة الريال اليمني بالانخفاض، فإن 3.5 إلى 4 ملايين شخص آخرين سيصبحون في وضع ما قبل الجوع».
وقالت غراندي، إن اليمن يعاني أصلًا من أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ وأن عددًا «لا يحصى» من المواطنين، في جميع أنحاء البلاد، يعيشون «على شفير الموت».
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 65 ألف يمني، قد قتلوا أو جرحوا في النزاع، فيما وثقت الأمم المتحدة مصرع 16 ألف مدني، حسب مركز أنباء الأمم المتحدة.
ومنذ نحو 4 أعوام، تشهد البلاد حربًا عنيفة بين القوات الحكومية، مسنودة بالتحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثيين من جهة أخرى، ما تسبب بتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية بشكل غير مسبوق. وكالة الأناضول


