تنامي نفوذ حركات متشددة..

تقرير: "داعش والقاعدة".. تلاحم ثنائي يهدد دول الساحل الإفريقي

تعرّض تنظيمي «القاعدة» و«داعش» لخسارتين قويتين في نيجيريا خلال عام 2021

عقب الانسحاب الأمريكي من الصومال وأفغانستان، العام الماضي، اتجهت الأنظار إلى مسارح نزاعات أخرى، ونشوء مخاطر تهدد بسقوط أنظمة وتنامي نفوذ حركات متشددة، إذ ساهم انسحاب القوات الأمريكية من الصومال، مطلع عام 2021، في تصاعد هجمات حركة «الشباب»، فرع «القاعدة» في القرن الأفريقي، ضد قوات الحكومة الصومالية الضعيفة، والتي تعاني صراعًا على السلطة بين قادتها أنفسهم.
هزيمة وتلاحم
خلال عام 2021، تعرّض تنظيمي «القاعدة» و«داعش» لخسارتين قويتين في نيجيريا، إذ قتل زعيم «بوكو حرام» الموالي لـ«القاعدة» المدعو «أبو بكر شيكاو» في مايو 2021، عندما فجّر نفسه بعدما حاصره خصومه في تنظيم «داعش»، لكن الأخير لم يستفد كثيرًا من هذه النكسة لخصومه، حيث قتل أيضًا زعيم «داعش» المدعو «أبو مصعب البرناوي» في أكتوبر من العام نفسه.
وليس واضحًا تمامًا، كيف ستكون العلاقات في المستقبل بين هذين التنظيمين المتنافسين، وهل سيتواصل الصراع بينهما، أو أن هناك احتمالًا بأن يوحدا صفوفهما في مواجهة الحكومة النيجيرية، خصوصًا أنهما ينبعان إلى حد كبير من تنظيم واحد هو «بوكو حرام»، كما أن الوضع المتطور في شرق منطقة الساحل، بالإضافة إلى التوسع المستمر لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم «القاعدة»، نحو غرب منطقة الساحل ووسطه، يجب أن يكون سببًا لقلق دولي متزايد، وليس هناك أي دولة قادرة بمفردها على حل المشاكل المرتبطة بالإرهاب.
ويؤكد مراقبون، أن مثل هذا السيناريو قد يتكرر في ساحات أخرى يقرر الأمريكيون الانسحاب منها، بما في ذلك في القارة الأفريقية التي يشهد العديد من دولها نزاعات سياسية وحروبًا أهلية، منوهين إلى أن الأمريكيين منخرطون، عبر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، في جهود التصدي لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في دول الساحل، ومنخرطون أيضًا في تحذير الأفارقة من «مخاطر» الاستعانة بمرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية التي باتت منتشرة اليوم في العديد من الدول الأفريقية.
تصدي قوي
وفي مالي، كانت باريس تقود جهودًا وحربًا للتصدي للعناصر الإرهابية منذ 2012، ولكنها لم تنجح في القضاء عليهم، على الرغم من الدعم الذي تحصل عليه من دول عدة، على رأسها الولايات المتحدة، وما زاد الأمور تعقيدًا في وجوههم قيام العسكريين الماليين بتنفيذ انقلاب في باماكو وسيطروا على السلطة منذ 2020.
وبالرغم من وعد العسكريين بتنظيم انتخابات تعيد الشرعية إلى سلطة منتخبة بحلول فبراير 2022، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك وأعلنوا بقاءهم في السلطة مدة أربع سنوات أخرى، الأمر الذي أدى إلى فرض المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عقوبات على الحكم العسكري في مالي.
وفي شمال القارة، كانت تونس البلد التي أولت «أفريكوم» اهتمامًا بالغًا، في ظل زيارات وتمارين عسكرية بين الطرفين، إذ لا يبدو أن التوترات السياسية في البلاد، بين الرئيس قيس سعيّد ومعارضيه، قد تركت تأثيرًا على نوعية العلاقة العسكرية الأمريكية بتونس، حيث تؤكد «أفريكوم» أن انخراطها العسكري مع تونس لم يطرأ عليه تغيير، منوهةً إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الشعب التونسي ودعم التطور الديمقراطي والاقتصادي، بالإضافة إلى التزام استمرار تعاوننا العسكري والأمني.
«فاغنر» محور اهتمام
كانت «مجموعة فاغنر» الروسية محور اهتمام لافت لـ«أفريكوم» خلال السنوات الماضية، إذ شدد الأمريكيون، مرارًا، على أن هذه المجموعة لا تأتي بخير للدول التي تستعين بها، ولا يبدو أن هذا الموقف قد تغيّر اليوم، إذ تنوّه «أفريكوم» إلى أن مجموعة فاغنر التي تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات، تورطت في انتهاكات وعمليات تهدد السلام، والأمن، والاستقرار، والسيادة والوحدة الترابية للدول التي تعمل فيها. 
وخلال تواجدها في دول الساحل، أذكت مجموعة فاغنر الصراعات، وزادت من انعدام الأمن والاستقرار، وتسببت في وفاة جنود ومواطنين محليين، وهددت السيادة الوطنية، وكل هذا في الوقت الذي تُنقص الخزينة الوطنية، وتحرف وجهة الإمكانات الضرورية التي كان يمكن استخدامها لبناء قدرات القوات المسلحة لتلك الدول ذاتها.
---------------------------------
المصدر| المرجع