صحيفة سعودية تؤكد موت عملية السلام "سريرياً"..

تقرير: وزير خارجية حكومة هادي يقر بالهزيمة أمام الحوثيين ويبرر

فشلت حكومة هادي في احداث اختراق في الحرب ضد الحوثيين رغم الدعم السعودي المهول - أرشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أقر وزير حكومة عبدربه منصور هادي، رئيس اليمن المؤقت المدعوم دوليا، بالهزيمة أمام الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، مبررا بان عدم جدية الحكومة المدعومة سعوديا في قتال الحوثيين يعود إلى تلويح الميليشيات الأخيرة بتفجير ناقلة صافر العائمة في البحر العربي، والتي تهدد بكارثة بيئة، فيما قالت صحيفة سعودية إن المساعي الأممية والدولية لإحلال السلام في اليمن دخلت خلال الأيام الأخيرة «مرحلة سريرية» في انتظار أن ينعشها المبعوث الأممي"، لافتة الى أن الحكومة اليمنية تحمل الميليشيات الحوثية مسؤولية إفشال المساعي والإصرار على مواصلة القتال واستهداف المدنيين لا سيما في محافظة مأرب.

وقالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية إن الميليشيات الحوثية التي وصفتها بـ"الجماعة الموالية لإيران أفشلت زخما أمميا ودوليا وإقليميا في الأسابيع الأخيرة كان يهدف إلى إقناعها بالموافقة على خطة للمبعوث الأممي المنتهية ولايته مارتن غريفيث تتضمن وقفا شاملا للنار مع تدابير إنسانية واقتصادية تمهد للعودة إلى مشاورات الحل السياسي النهائي، إلا أن الجماعة ردت على هذه المساعي بمزيد من التعنت، بما في ذلك تجاهلها لمساعي الوساطة العمانية".

وأقر وزير خارجية حكومة هادي، أحمد عوض بن مبارك في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، بعدم قدرة الجيش على هزيمة الحوثيين، على اعتبار ان الأخيرين يستخدمون "خزان صافر العائم في البحر الأحمر"، كقنبلة موقوتة، محملا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية رفض الحوثيين لكل المساعي الرامية الى صيانة السفينة.

وخزان (صافر) هو ناقلة نفط ترسو على بعد ثمانية كيلومترات (8ر4 ميل بحري) قبالة ميناء (رأس عيسى) بمدينة (الحديدة) الخاضعة لميليشيات الحوثي.

وتستخدم الحكومة اليمنية الناقلة منذ عام 1986 كوحدة تخزين عائمة في البحر الأحمر للاستقبال النفط الخام من حقول (صافر) بمحافظة (مأرب) وإعادة شحنه وتصديره وهي تفتقر للصيانة منذ عام 2015 وبداخلها 14ر1 مليون برميل من النفط الخام.

وقال بن مبارك إن الفشل في تحقيق تقدم في ملف خزان صافر النفطي يرجع الى عدم استخدام المجتمع الدولي ومجلس الأمن أدوات ضغط فاعلة ومنها العقوبات على ميليشيات الحوثي وقيادتها المسؤولة عن الملف.. واصفا "النقاشات مع ميليشيات الحوثي على مدى السنوات الماضية حول الوصول الى خزان (صافر) النفطي العائم في البحر الأحمر بالعقيمة".

 وكإقرار بفشل حكومة اليمن المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أكد بن مبارك "أن ميليشيات الحوثي تستخدم الخزان كمترس وقنبلة موقوتة لتهديد وابتزاز الإقليم والعالم".

  وفشلت حكومة هادي في احداث أي اختراق ضد الحوثيين على الرغم من الدعم المهول الذي تقدمه السعودية (عسكريا وماليا ولوجستيا)، بالإضافة الى الدعم الدولي المتواصل للحكومة لهزيمة الحوثيين أو اجبارهم على الدخول في عملية سلام شاملة.

وبرر وزير خارجية اليمن الفشل الى عدم وجود ضغط دولي على الحوثيين لصيانة خزان صافر العائم في البحر الأحمر، معتبرا "أن خزان (صافر) هو "ملف فني بحت يرتبط بكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية يحاول المجتمع الدولي التوصل عبر الأمم المتحدة الى مخرج منها وليس له عالقة بالملف السياسي مطلقا، وان اليمن لا يستطيع ان يتحمل كارثة تفوق تبعاتها أربعة أضعاف تلك الناجمة عن تسرب نفط (إيكسون فالديز) عام 1989 والتي تعتبر من أسوأ الكوارث البيئية التي صنعها الإنسان في التاريخ".

وبالنسبة لموقف الحكومة اليمنية تجاه الخزان قال بن مبارك أنها وافقت منذ وقت مبكر على استخدام عائدات النفط المخزن في (صافر) لدفع مرتبات الموظفين ودعم برامج الإغاثة الإنسانية وليس لديها أي اشتراطات مسبقة رغم ان ملكية غالبية أسهم النفط المخزون تتشارك فيها الحكومة مع مستثمرين محليين ودوليين بما في ذلك شركات نفط دولية

ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية والقيام بتحرك أكثر جدية لإنهاء أي احتمالات لوقوع كارثة في خزان النفط (صافر).. موضحا ان "دول الجوار والعالم ستدفع ثمن الكارثة وليس اليمن وحده".

وأوضح بن مبارك انه يتعين العمل على مسارين متوازيين للتعامل مع ملف خزان (صافر) بدءا باستخدام المجتمع الدولي ومجلس الأمن لأدوات ضغط ومنها العقوبات بحق القيادات الحوثية المسؤولة عن هذه القضية والضغط على الكيانات المالية والتجارية للميليشيات في الخارج.