موقف خليجي وعربي داعم للرياض..

تقرير: محمد بن سلمان وتقرير CIA.. لماذا تريد تركيا وقطر تقسيم السعودية

وصول محمد بن سلمان إلى عرش الملك خلفاً لوالده قد يحبط محاولات تقسيم السعودية - أرشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أعلنت دول خليجية وعربية موقفا داعما للمملكة العربية السعودية، على خليفة موافقة البيت الأبيض يوم الجمعة على إصدار تقرير استخباراتي زعم أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمر بالعملية التي أدت إلى مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، في داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.

أعلنت السعودية رفضها لتلك الاتهامات، إلا ان مستشارا سعوديا رفيعاً، ذهب إلى اتهام تركيا التي قتل في أراضيها الصحافي جمال خاشقجي، بأنها وراء تسليم الامريكان تسجيلات مرئية لواقعة مقتله في سفارة الرياض بإسطنبول.

صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن من وصفته بـ "مستشار سعودي كبير قوله "إن حكومة الرياض تعتقد أنّ لدى إدارة بايدن معلومات أكثر مما اختارت نشره في تقرير المخابرات.".

 قال المستشار "أخبرونا أن لديهم أكثر من مجرد تكهنات ونظريات وأنهم اعترضوا مواد". "حتى لو لم يفعلوا ذلك، فنحن نعلم أنّ تركيا أعطتهم المواد".

وقالت تقارير صحافية إن تقرير الـCIA جاء مخيباً لآمال بعض الأطراف الإقليمية، التي ترغب في تقسيم البلد العربي والخليجي الكبير، والذي يزعم قيادة المنطقة في مواجهة مشاريع التقسيم والفوضى التي تغذيها تلك الأطراف المعادية للرياض وأميرها الشاب محمد بن سلمان.

صحيفة وول ستريت جورنال أكدت أنّ "آمال بعض أشد منتقدي السعودية قسوة، خيّبها، اختيار بايدن وفريقه للأمن القومي عدم فرض عقوبات مباشرة على الأمير محمد..، الأمر الذي كان سيخاطر بانهيار كامل للعلاقات الأمريكية السعودية."

وقالت الصحيفة "إن فرض العقوبات على الأمير محمد، وهو حفيد مؤسس المملكة، كان من المحتمل أن يتردد صداه في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، حيث كان من المحتمل أن يكون له صدى اقتصادي واجتماعي."

ورفضت الرياض تقرير المخابرات الأمريكية، الذي كُتب خلال فترة رئاسة ترامب وأصدره مكتب مدير المخابرات الوطنية.

 وقالت المملكة العربية السعودية إنها "ترفض تماما التقييم السلبي والزائف وغير المقبول" في الوثيقة المكوّنة من أربع صفحات.

وقالت وزارة الخارجية في بيان "التقرير تضمن معلومات واستنتاجات غير دقيقة".

وأضاف البيان السعودي أنّ المملكة ترفض "أي إجراء ينتهك قيادتها وسيادتها واستقلال نظامها القضائي". لكنه أكد على "شراكة المملكة العربية السعودية القوية والدائمة مع الولايات المتحدة".

الرفض السعودي قوبل بترحيب عربي وخليجي واسع، أكدت أبوظبي والمنامة والكويت وعدن، دعمها وتأييدها وتضامنها مع المملكة العربية السعودية، على اعتبار انها قائدة المنطقة العربية.

خبير ودبلوماسي جنوبي سابق، وجه نصيحة للسعوديين بشأن التعامل مع إدارة جو باين.

وقال الدبلوماسي الجنوبي جمال عبادي في تدوينة على تويتر "إن الرئيس الأمريكي جون بايدن هو أفضل الموجود، وانه برجماتي من الطراز الثقيل".. مشيرا الى ان نشر تقرير الـCIA  حول مقتل جمال خاشقجي بأنه جاء لرفع العتب وارضاء لنزق المتطرفين اليساريين ليس الا".

وأكد الدبلوماسي الجنوبي ان الولايات المتحدة الأمريكية لن تستغني عن التحالف مع السعودية ولن تستطيع وليس في مصلحتها تغيير النظام السعودي".. واصفا ما يحصل بانها أزمة وستعدي.

 

 واستغلت أنقرة والدوحة، مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بتركيا، لمحاولة ضد ولي العهد السعودي الذي قام بإصلاحات واسعة في بلاده، قوبلت برضى شعبي كبير.

لا ترغب الدوحة ولا انقرة في وصول بن سلمان الى سدة الحكم خلفا لوالده، لكن مع ذلك تقف الدولتين في تحالف واضح مع إيران، في مسعى لضرب استقرار السعودية وصولا الى تقسيمها.

وقبل سنوات أظهرت وثائق سرية عن لقاء عقد في مدينة إسطنبول التركية، وضم قيادات إيرانية وأخرى قطرية، مع قيادات من تنظيم إخوان اليمن وجماعة الحوثيين، وقد تضمنت تلك الوثائق تحويل اليمن الى قاعدة عسكرية لاستهداف المملكة العربية السعودية.

هذا الاتفاق يعتقد انه السبب الرئيس وراء فشل حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي في قتال الحوثيين، الذين أصبحوا يهددون المعقل الرئيس في شمال اليمن، مدينة مأرب الاستراتيجية.

على الرغم من إدراك الرياض لمؤامرات الدوحة الممول الرئيس لإخوان اليمن، الا انها دخلت في مصالحة خليجية على هامش قمة العلا مطلع يناير الماضي، وهي المصالحة التي كان من المفترض انها تنهي الجدل الإعلامي بين الدولتين خاصة الاعلام القطري الذي لم يغير من سياسته الإعلامية المناهضة للسعودية.

يعتقد سعوديون وعرب ان قطر وعبر أذرعها في اليمن تعمل منذ أكثر من عقد على تصدير فوضى الربيع العربي، الى بلادهم، مستدلين بتصريحات يمنية إخوانية، توعدت بتغيير نظام المملكة العربية السعودية.

يسعى تيار الإخوان (حزب الإصلاح)، الى تصوير السعودية بانها العدو التاريخي لليمن، وهناك تصريحات مسجلة لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الذي تحتضنه الرياض، يؤكد على ان السعودية هي العدو الأبرز لبلاده.

قطر التي تقدم كل سبل الدعم لإخوان اليمن، تصدر منذ الازمة الخليجية في العام 2017م، القيادية الإخوانية توكل كرمان الحاصلة على الجنسية القطرية، للقيام بأنشطة حقوقية وسياسية ضد السعودية التي تزعم كرمان انها جاءت لتحتل بلادها اليمن؛ في إشارة الى تواجد السعودية في مدن الجنوب المحررة، والتي يرفض أهله أي شكل من اشكال التواجد لإخوان اليمن او الاذرع اليمنية الأخرى.

وعلى الرغم من الاستهداف الواضح للسعودية وولي العهد محمد بن سلمان، الا ان قطاع واسع من المهتمين والناشطين في السعودية ودول عربية أخرى، يرون ان وصول بن سلمان الى العرش قد يقطع الطريق امام تقسيم السعودية، لأنه قد يضع في الاعتبار حربه الأولى ضد تيارات الإسلام السياسي، وهو ما يعني ان الحرب ستكون حرب محمد بن سلمان ليس من اجل وصوله الى سدة الحكم، ولكن لأنها قد تعتبر معركة وجود بالنسبة لبلد كالسعودية.