حسن محمودي يكتب لـ(اليوم الثامن):

60 عاماً من النضال الإيراني: بروكسل تشهد صوت الثورة

مع مرور ستين عاماً على تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، تبرز هذه الحركة كرمز لصمود الشعب الإيراني ضد الاستبداد عبر عقود من التحديات. منذ 14 عاماً في مواجهة ديكتاتورية الشاه، و46 عاماً في مواجهة الديكتاتورية الدينية، لم تتوقف هذه المنظمة لحظة واحدة في سعيها لتحرير الشعب. الاحتفال بالذكرى الستين، كما أكد مسعود رجوی، يعكس الوفاء بالعهد عبر تضحيات بلا حدود في مواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية، رافعاً شعار الشرف والسياسة المنضوية تحت راية الحرية.

جذور النضال ودور المؤسس

يعود الفضل في تأسيس هذه الحركة إلى حنيف نجاد، الذي شق طريقه عبر بنية اليأس في عهد الشاه، رافضاً الإسلام الرجعي والتحريف المتعمد لرسالة النبي محمد والمسيح. هذا النضال لم يقتصر على السلاح، بل تجسد في إرادة فولاذية واجهت السجون، التعذيب، والإعدامات. قال المجاهدون لأدوات القمع: "خذوني!"، لكنهم بقوا راسخين كالجبال. سقط الشاه، وها هو النظام الديني يترنح، لكن المنظمة نهضت من رمادها، متجاوزة حملات التشويه والشيطنة التي استهدفتها.

اليوم، تقود المنظمة كجزء من مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، البديل الديمقراطي الوحيد الذي يقدمه الشعب الإيراني بعد 120 عاماً من المعارك من أجل الحرية. تحت قيادة مسعود رجوی ومريم رجوی، تبرز هذه الرؤية كخيار مستقل يرفض التبعية والتسليم، رافعة شعار التغيير من الداخل.

فضح الدعاية الدينية

خلال العقود الماضية، حاولت السلطات الدينية في طهران تضليل العالم بزعم عدم وجود بديل، لكن الحقيقة كانت أقوى. قبل ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، قطع مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي السابق، مسافة 5000 ميل من إنديانا لزيارة مجاهدي خلق في أشرف 3. أشار بنس إلى أن "أكبر أكاذيب النظام هي ادعاؤه بغياب بديل، لكن هناك خيار منظم وجاهز". وأضاف: "النظام يحاول جعل العالم يعتقد أن المتظاهرين يرغبون في عودة الشاه، لكننا لا نصدق هذه الدعاية".

لو كان هذا البديل الديمقراطي معترفاً به سابقاً، لكان العالم تخلص من الفاشية الدينية مبكراً، وتجنب الحروب والأزمات التي تلت. لو لم يكن هناك الانقلاب ضد الدكتور مصدق في 1953، ولم يُعقد الشاه، لما وصل الخميني إلى السلطة، متغيراً مسار إيران والمنطقة.

رؤية الحكومة المؤقتة والمهام العاجلة

بعد تأسيس مجلس الوطني للمقاومة في طهران بقيادة مسعود رجوی في 1981، وضع المجلس في أول اجلاسه في باريس خطة لحكومة مؤقتة مدتها ستة أشهر. الهدف الأساسي هو إجراء انتخابات حرة لمجلس تأسيسي وقانوني وطني، مع ضمان التصويت العام المباشر والسري والمتساوي. شملت الخطة 10 مهام عاجلة، منها:

  • إطلاق سراح جميع الأسرى السياسيين.
  • تفكيك المؤسسات القمعية مثل الحرس الثوري، الباسيج، ومحاكم الثورة.
  • استعادة حقوق المتضررين من التصفيات، خاصة العاملين والمعلمين.
  • دعوة الخبراء الوطنيين من الداخل والخارج.
  • إلغاء التمييز ضد النساء وضمان تساوي الحقوق الاجتماعية والسياسية.
  • الإعلان عن حكم ذاتي لكردستان ضمن الوحدة الإقليمية.
  • محاكمة مسؤولي أنظمة الخميني والشاه في محاكم علنية برعاية دولية.
  • ضمان استقلال الجامعات وتأمين الحقوق الفردية وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

في 2006، تطورت هذه المهام إلى برنامج 10 نقاط، يؤكد على نقل السلطة إلى الشعب عبر انتخابات حرة.

استقلال المقاومة ودور المرأة

ما يميز مجاهدي خلق هو استقلاليتهم السياسية والمالية تحت أشد الضغوط. لا يسعون للسلطة، بل لنقل الحكم إلى الشعب، مما جعلهم هدفاً لفتاوى الخميني قبل 37 عاماً بدعوة قتلهم. يواصل خامنئي اليوم محاكماتهم بتهم "البغي والمحاربة"، لكن جرم المجاهدين كبير: رفضهم لوضعية الفقيه، كشفهم لتجارة الدين، وإحباطهم لمشاريع الحرب والنووية.

برزت المرأة كقائدة بارزة في هذا النضال، حيث قادت السيدة مريم رجوی ثورة داخلية عميقة رفعت شعار المساواة والعدالة. خلال تظاهرة بروكسل يوم 6 سبتمبر، أكدت قائلة: "الحل الوحيد يكمن في إسقاط الديكتاتورية الدينية بالكامل! المجتمع الإيراني يعيش حالة انفجارية، والسبيل الوحيد هو التغيير بأيدي الشعب والمقاومة المنظمة. أدعو الغرب إلى تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة فوراً دون تأخير. التسويف سيؤدي إلى اشعال الحرب، وهذا أمر غير مقبول بأي شكل!".

الطريق إلى الحرية

اليوم، يقود الشباب والنساء هذا النضال، رافعين شعار القيام ضد الفقر والقمع. موجة الإعدامات والحروب لن تطفئ ثورة الشعب. في بروكسل، تجمع عشرات الآلاف رافعين شعارات مثل "الموت للديكتاتور"، مؤكدين أن النصر قريب. إيران ستتحرر بأيدي أبنائها، رافعة راية الديمقراطية والمساواة.