د. علي محمد جارالله يكتب لـ(اليوم الثامن):

الـ7 من يوليو 1994م "الحزين"

تم الإتفاق على إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م، و أكد الإتفاق ان تمر الفترة الإنتقالية حتى تتأكد الدولتان انهما اصبحتا مؤهلتين لإعلان الوحدة، و لكن كان اليمنيون كعادتهم مخادعون، و كانوا هم و رئيسهم يبيّتون الشر للجنوب، فلم يحترموا الإتفاق و لا الفترة الإنتقالية، ففي 26 أبريل 1992م ذهبوا لمحاولة إغتيال عبد الواسع سلام وزير العدل، و في ابريل 1992م انفجرت قنبلة في منزل سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة، و في 14 يونيو 1992م تم اغتيال هاشم العطاس شقيق رئيس الوزراء حيدر العطاس، و في 21 يونيو 1992م قُتل مستشار وزير الدفاع ماجد مرشد، و في 20 أغسطس 1992م تم إطلاق صواريخ على منزل الدكتور ياسين سعيد نعمان، و في 10 سبتمبر 1992م تم إلقاء قنبلة في منزل الدكتور ياسين سعيد نعمان قتلت اثنين من مرافقيه، و في 29 أكتوبر نجا اثنان من أولاد الرئيس البيض من محاولة اغتيال، و لكن في 15 نوفمبر 1993م تعرض منزل إبن البيض لإطلاق نار، و حتى ان الشرطة العسكرية منعت في 17 ديسمبر 1993م رئيس الحكومة العطاس من دخول صنعاء.
كل هذه الأفعال تشير الى مقدمات لفعلٍ جلل.

  1. في ذاك اليوم السابع من الشهر السابع من العام 1994م، تغيّر وجه عدن الجميل تماماً و حتى اليوم لم يعُد ثغر عدن مبتسماً كما كان من قبل، تغير ذلك الثغر منذ ان شوهته من أسمت نفسها بالشرعية، ليحتلوا عدن و الجنوب دفاعاً عن الوحدة كما أدعوا حينها، و منذ ذلك اليوم السابع من الشهر السابع و هم يعيثون فساداً و يمارسون كل انواع البطش و القتل و التخريب، جاءوا بشعارات تدينهم "وحدة نُعمدها بالدم"، "حرب ضد الإنفصال"، "إستعادة الفرع للأصل"، فالشعارات الثلاثة غريبة و غبية، فهي تدينهم، فهم من انهوا الوحدة بالحرب، و هم من ذهب للإنفصال بالغزو، اما عودة الفرع للأصل فهل سمعتم عن أصل مساحته ثُلث مساحة الفرع تقريباً؟
    لقد اتوا بشعارات اثبتت انهم قراصنة و محتلون.
  2. قامت جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن من أجهل التجهيز للإحتلال بتكفير شعب الجنوب و شرعية قتلهم، لهذا ذهبوا لقتل الجنوبيين و سفك دمائهم و استباحة أرضهم و نهب ثرواتهم و ممتلكاتهم و تدمير و طمس كل ما يذكر أو يشير إلى دولة الجنوب.
  3. كعادة الجنوبيون لا يقبلون الظلم، فخرج الشعب عن بكرة ابيه بحركة سلمية تشرح للعالم أنهم شباب الوحدة، و أنهم من ذهب للوحدة آملين في تحقيق وحدة حقيقية مع سلطة ظالمة في صنعاء، و ها هم اليوم من جديد يثبتون للعالم بأنهم سيضحون بأرواحهم للحفاظ على حضرموت، لقد قامت سلطة
     7/7 (السبعتين) بتهميش و إقصاء كل محافظات اليمن شمالها و جنوبها و شرقها و غربها، و لكن الجنوبيون هم من سيقاوم هذا التهميش و الإقصاء. 
  4. كان هدف سلطة السبعتين الإستحواذ على كل شيئ و الإستفراد بالحكم و عزل شركائها في الوحدة، بل و عزل الشعب الجنوبي الذي ذهب للوحدة مع قيادته حينها حتى لو سارت على اشلاء و دماء ضحايا الشعب الجنوبي.
  5. ها هو يعود اليوم من جديد يوم السبعتين الحزين، و قوى الشر و المرتزقة الجدد يعودون بموال جديد لخطف حضرموت الجنوب عن الجنوب، جاءوا لخطفها او كسر هذا الجناح الذي يشكل مع عدن الجناحين القويين لهذا الجنوب الأبي، فعل كل الجنوبيين و خاصة اهل حضرموت ان يثبتوا للمرتزقة الجدد بأنكم لن تأخذوا حضرموت مننا، و رددو ما قال الرجال سابقاً:

 هذه أرضي أنا و أبي ضحّى هنا

و أبي قال لنا مزقوا أعداءنا

أنا شعبٌ و فدائيٌّ و ثورهْ

و دمٌ يصنع للانسان فجْرهْ

ترتوي أرضي به من كل قطره

وستبقى عدن حره و حضرموت حره

د. علي محمد جارالله
6 يوليو 2023م