افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... صقيع الملالي
احدثت ازمة نقص الغاز في ايران، المتوقع استمرارها عدة ايام، حالة من الشلل، شملت معظم القطاعات الخدمية والتعليمية والصناعية في 20 محافظة، وانعكست اثارها على المواطنين الذين يضطرون للوقوف عدة ساعات في البرد القارس للحصول على الخبز.
حاول نظام الملالي التقليل من اهمية الازمة باعترافه بوجودها في خمس محافظات، رغم التقارير التي تؤكد انتشارها في جميع انحاء البلاد، والقى المسؤولية على المواطنين، مبررا ما يجري بزيادة الاستهلاك، كما تذرع الملالي ببرودة الشتاء غير المتوقعة التي فاجأت المسؤولين، مما اثار موجة من التندر في الشارع الايراني، لا سيما وان مؤسسات وسلطات مختلفة تنبأت بالأزمة القائمة منذ زمن طويل، حيث حذر تقرير للجنة الطاقة في مجلس الشورى ـ مع بداية نوفمبر الماضي ـ مما سيحصل في قادم الأيام، بتاكيده على ان ” استمرار إهمال نقص الغاز في البلاد، يؤدي الى خلل خطير في نظام التدفئة، الذي يستخدمه المواطنون، بنسبة 70٪”.
اشارت اللجنة في تقريرها الى الاستياء العام الذي سيسببه خفض إنتاج الكهرباء في البلاد، وتعليق أنشطة الصناعات الأساسية، وإغلاق بعض الخدمات العامة مثل المخابز وتوزيع المياه، فيما قال جواد أوجي وزير النفط في حكومة رئيسي، حين أثيرت قضية نقص الغاز في البرلمان ان هناك حاجة الى استثمارات في مجال الغاز تصل قيمتها الى 80 مليار دولار.
لا تخلو الحلول التي طرحها الملالي لتجاوز الازمة الراهنة من المفارقات، فقد نصح مسؤولو النظام المواطنين بارتداء الملابس الدافئة، إطفاء أجهزة التدفئة لمدة 6 ساعات في اليوم، عدم رفع درجة حرارة المنزل أكثر من 18 درجة مئوية، وتدفئة غرفة واحدة فقط في كل بيت.
الى جانب بؤس الحلول التي قدمها للمواطنين، وجد النظام في الازمة فرصة للنهب، وقام برفع سعر الغاز على المشتركين من ذوي الاستهلاك المرتفع، بنسبة تصاعدية تتراوح بين 30 إلى 50 %.
تترك الحقائق على الارض اسبابا اضافية لتندر وسخرية الشارع الايراني، فالمعروف عن ايران انها في المرتبة الثانية عالميا من حيث احتياطي الغاز مما يعني ان المشكلة تكمن في النهب الذي يمارسه النظام.
المؤشرات المتوفرة تتجه نحو زيادة غضب الشارع من الازمة وتداعياتها، مما يعني تصاعد الانتفاضة الشعبية المستمرة للشهر الرابع على التوالي، حيث يشير محمد صدر أحد أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام، إلى ” الافق القاتم للغاية الذي ينتظر البلاد” على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي، بالاضافة الى “خلق وضع خطير للغاية لمكانة إيران على المستوى الدولي” مشيرا الى ردود الفعل الدولية على عمليات الإعدام، كما تنبأ صدر بعسكرة ملف إيران مرة أخرى، ومعاناة النظام من عزلة سياسية واقتصادية وأمنية ودولية، الامر الذي وصفه بالخطير للغاية.
تؤكد المتغيرات التي احدثتها الانتفاضة خلال الاشهر الاربعة الماضية اقتراب الخطر الذي يخشاه قادة النظام، ولا يخفي الملالي عجزهم عن مواجهته، مما يعني المزيد من الاستعصاء، اشتداد الصقيع الذي يعيشه حكم الولي الفقيه، وقوة المنتفضين في الشارع.
وقالت مريم رجوي: ما جلبه حكم الملالي المحتل خلال 44 عامًا: بينما إيران صاحبة ثاني مصدر للغاز في العالم وحجم كبيرمن النفط غيرأن معظم المواطنين محرومون من الحد الأدنى من إمكانيات التدفئة في البرد وأكثر من نصف البلد مغلق لكن النظام خصص نفط البلاد ومواردها للإرهابيين بالوكالة لضمان بقائه.