عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

حروب اليمنيين بين المسؤولية الداخلية والرعاية الخارجية !

من غير المنطقي أن يتم تجاهل الشعب اليمني ،  واختصاره بأفراد أو جماعات ، تبرزها الأحداث أو يتم  تصعيدها ؛  لتملأ وتتصدر المشهد السياسي ، ويكن لها القول الفصل في مستقبل اليمن ، الذي لن يكن مشرقا ، ما دام من يتحدث عنه ويرسم طريق الوصول له  ، حفنة من الباحثين عن السلطة والمال ،  المنفذين لأجندة الخارج ، ولو كانت تقف على النقيض من مصالح الشعب اليمني ،  الذي يتاجرون بآلامه ، ويستثمرون أوجاعه .
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اليمنيون ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﺤﺮﻭبهم ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃرضهم ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ  وﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ أيضا ، ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ  ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ، ﻭﺑﻘﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻻﻫﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﻛﺘﻞ ، ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮﺍ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻻﺟﺘﺮﺍﺡ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺗﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻭﻭﻻﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻋﺴﻜﺮﻱ ، ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﺃﺿﺤﻰ ﺃﻟﻐﺎﻣﺎ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﺭﺿﺎ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﺎ .
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺁﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻞ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﺧﺮﺍﺋﻄﻪ ﻭﺑﻘﻮﺍﻩ ،  ﻭﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻪ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ، ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ،  ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ،  ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺤﻠﻮﻝ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ .